فرنسا سعت وأميركا أيدت وإسرائيل وافقت بشروط
quot;إيلافquot; تبشر اللبنانيين: quot;هدنة إنسانيةquot; الثلاثاء

إيلي الحاج من بيروت: علمت quot;إيلافquot; من مصادر مطلعة في بيروت أن الدبلوماسية الفرنسية نجحت في التوصل إلى موافقة إسرائيل والولايات المتحدة على quot;هدنة إنسانيةquot; تتوقف خلالها الأعمال الحربية بين الجيش الإسرائيلي وquot;حزب اللهquot; بدءاً من الثلاثاء المقبل، وذلك من أجل نقل الجرحى والمرضى ومعالجتهم وتوفير الأدوية والمواد الغذائية لأهالي عدد كبير من القرى والبلدات اللبنانية الجنوبية التي تتعرض لقصف إسرائيلي من الجو والبحر والبر.

وأضافت المصادر أن رئيس الحكومة الفرنسية دومينيك دو فيلبان كان أول من دعا إلى هذه الهدنة خلال اجتماعه مع رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة عندما زار بيروت الإثنين الماضي، وقد لقي تشجيعاً على المضي قدماً في محاولة تطبيقها، لأهميتها خصوصاً إذا تعذر التوصل إلى وقف للنار. وأوضحت أن باريس لا ترغب في معارضة واشنطن التي تؤيد الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد quot;حزب اللهquot;، وفي الوقت نفسه لا تريد فرنسا أن تترك لبنان الذي تربطه بها علاقات تاريخية يواجه وحده الكارثة الإنسانية التي نجمت عن المواجهة العسكرية بين الجيش الإسرائيلي وquot;حزب اللهquot; .

وكانت المفاجأة للدبلوماسية الفرنسية أن الولايات المتحدة وافقت من دون تحفظ على المساهمة في الجهود التي بُذلت من أجل إحلال الهدنة التي اتفق على أن يبدأ سريان مفعولها الثلاثاء المقبل مبدئياً. وتبدي المصادر تفاؤلاً بنجاح هذه الهدنة الموقتة، رغم أن إسرائيل وضعت شروطاً لتمريرها تحفظت المصادر عن ذكرها، مكتفية بالقول أنها quot;شروط طويلة تقع في صفحة ونصف صفحة فولسكابquot;.

وتتضمن الهدنة تحديد ممرات آمنة لتصل عبرها المساعدات الطبية والتموينية، ولم يعرف ما إذا كانت هذه الممرات مائية فحسب، عبر قبرص، أو برية أيضاً عبر دمشق . علما أن الأمم المتحدة هي التي ستضع آلية تطبيقها وتتولى الأتصال بكل الأطراف لضمان تنفيذها وعدم خرقها.

وشددت المصادر على التمييز بين هذه الهدنة ووقف النار، مشيرة إلى أن واشنطن تريد وقفاً مشروطاً للنار يتمتع بصفة الديمومة ، الأمر الذي لا يزال الحزب الشيعي المتشدد يرفضه. خصوصاً أن الصيغة التي تطرحها تقضي بأن يفرج الحزب فورا عن الجنديين الإسرائيليين من دون أي قيد أو شرط وكذلك من دون أي تزامن أو مقابل، مثل إفراج إسرائيل عن أسرى لديها . كما تقضي الصيغة الأميركية بأن يوقف الحزب قصفه الصاروخي للأراضي الإسرائيلية وبأن ينتشر الجيش اللبناني مع القوة الدولية على الحدود، على أن يسلم الحزب الشيعي أسلحته إلى هذا الجيش في مرحلة لاحقة.

أما في حال تعذر هذه الصيغة لوقف النار فترى واشنطن أن على مجلس الأمن إرسال قوة دولية رادعة إلى جنوب لبنان، تستند في مهمتها إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يتيح لها ضرب من يواجهها.

وأوضحت أن الرئيس الفرنسي جاك شيراك طرح رؤيته للحل المؤيدة لتشكيل القوة الدولية الرادعة والتي يتردد في الكواليس أنها ستضم 8 آلاف ضابط جندي من دول أوروبا الشمالية المحايدة عموماً، علماًً أن الولايات المتحدة غير متحمسة للمشاركة فيها.
ويتردد أن ثمة احتمالاً لأن تضم القوة الدولية الجديدة وحدات من دول عربية، وأن السعودية لا تمانع في تشكيلها وإرسالها إلى الحدود اللبنانية الإسرائيلية.