بشار دراغمه وخلف خلف من رام الله:خلال الحرب الحالية ، نقلت محطات التلفزة الاسرائيلية خطابات الامين العام لحزب الله نصر الله مباشرة نقلا عن تلفزيون المنار مع ترجمة فورية .. حدث قلما يحدث لاي شخصية عربية قيادية كانت او حزبية .الا ان هذا الظهور ادى الى اثارة جدل داخلي ،فالبعض يرى ان على المحطات الاسرائيلية عدم منح نصر الله منبرا لمخاطبة الاسرائليين وتهديدهم .
ويقول المحلل الإسرائيلي يعقوب احيمئير:quot; إذا ما احتلت صورة وجه حسن نصر الله جميع شاشة التلفاز، يتصل مشاهدون كثيرون محتجين احتجاجا متأثرا: لماذا تبثون خطاباته؟ لماذا تمنحون العدو بابا للتكلم؟ أليس هذا ما يريده؟ وأكثر من مرة يوجه اتهام أشد وهو أكثر تلذيعا في ايام الحرب هذه. إن quot;اعطاء المنصةquot; في الحقيقة لنصر الله، ولياسر عرفات في الماضي، يوجد فيه شيء من مشايعة مواقف العدوquot;.

ويوضح يعقوب احيمئير أن خطابات نصر الله هي البرنامج الذي تقوم عليه الحرب الحالية. وأضاف:quot;حتى لو كان هناك من يخالفون عن هذا الموقف، من الواجب على كل مواطن أن يعرف من هو قائد معسكر العدو، وما هي نواياه. على سبيل المثال، هل سيحقق تهديد اطلاق الصواريخ جنوبي حيفا ايضا؟ وكيف حال جنودنا في يد قواته؟ وتُعلمنا صورته على الشاشة هل هو مضغوط أو هادىء الأعصاب، مُتعرق أو لا، وفي الأساس: سيحلل خطاباته جميع خبراء الاستخبارات، وقد يتعلمون شيئا لا نعلم نحن البسطاء فهمه وتحليلهquot;.

موضحا أنه كان في الماضي يتم بث اقوال الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. ويضيف:quot; في تلك السنوات البعيدة، عندما زرع الموت، ثار نضال بين المسؤولين عن البث العام - ما يسمى اليوم القناة الاولى - وبين محررين بسبب الحظر الذي فُرض على بث خطابات عرفات بصوته. كان يجب بث اقوال عرفات، بالاضافة الى أن اقواله ومظهره لم يُنشئا مشايعة للقاتلquot;.
ويؤكد يعقوب احيمئير أنه من الصعب اخفاء حسن نصر الله أو أي عدو أو طاغية آخرين حسب قوله مضيفا:quot; ستكون الحياة سيئة اذا صُرفت بحسب الاشاعات فقط، وفي ساعة الحرب هذه ستكون هذه أفضل الساعات للاشاعات. لكن الدولة التي مارست حروبا كثيرة، والتي واجهت، بأثمان باهظة جدا، تستطيع بالطبع بحسب اختيار كل واحد، أن تصمد لصورة العدو ومضمونه. ألا يمكن دائما استعمال المُتحكم وتعتيم الصورة، وأن نسأل أحد الاصدقاء بعد ذلك: ماذا قال نصر الله هذه المرةquot;

إسرائيل تناقش إمكانية خدمة إعلامها لحزب الله

في الوقت الذي تفرض فيه إسرائيل تعتيماً على الإعلام، وتمنع طواقم الصحافة العربية من نقل ما يحدث من مشاهد داخل إسرائيل وبخاصة الأماكن التي يطولها قصف حزب الله. تضع الكنيست اليوم الاثنين على أجندتها إمكانية خدمة الأعلام الإسرائيلي لحزب الله في الحرب الدائرة من خلال التأثير على معنويات الجنود والمواطنين بشكل سلبي يضر بالمصلحة الإسرائيلية. وجاء هذا الطلب من عضو الكنيست حزب الليكود جلعاد إردن الذي تقدم به إلى اللجنة الاقتصادية في الكنيست التي ستناقشه بدورها.
ونقل عن عضو الكنيست إردن قوله: هناك شعوراً بأن الإعلام الإسرائيلي، بدون قصد، يساعد حزب الله بشكل غير مباشر في الحرب النفسية، سواءاً بالإعلان عن مكان سقوط الصواريخ الذي يجعل حزب الله يحسن من عملياته، أو بواسطة بث مباشر لأي رسالة لاذعة يريد المتحدثين باسم حزب الله تبليغها أو عن طريق العديد من المتحدثين الإسرائيليين الذين يفتقدون الفهم لما يحدث حالياً في لبنان ونتيجة لذلك يوجهون انتقاداً عقيماً للأجهزة الأمنية والحكومةquot;. وأضاف: هذا الوضع من شأنه أن يضر بمصير المدنيين والجنود المحاربين.

ويأتي هذا التوجس من إمكانية خدمة الإعلام الإسرائيلي رغم وجود رقابة أمنية على الصحافة الإسرائيلية، وترى أوساط إسرائيلية أن تلفزيون المنار التابع لحزب الله يقوم باقتباس ما يراه مناسباً لرفع معنويات جنود من على شاشات التلفزة الإسرائيلية. وهذا الأمر أغضب القائمين على الإعلام العبري والساسة الإسرائيليين.

ويأتي هذا في وقت كشف فيه كتاب صدر عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية quot;مدارquot; وحمل عنوان quot;الصحافة والإعلام في إسرائيل: بين تعددية البنية المؤسساتية وهيمنة الخطاب القوميquot; للدكتور أمل جمال أن هناك اتفاقية مبرمة بين محرري الصحف اليومية وممثلي الجيش تم الاتفاق عليها يوم 20 مايو/أيار 1949 حيث قررت لجنة المحررين الأمنية إلزام الصحف بما يلي، منع نشر معلومات أمنية قد تساعد العدو أو تضر بالدولة، والرقابة لا تشمل المعلومات السياسية أو الآراء أو التوقيعات إلا إذا كانت تمس بالأمن أو مستقبله، وبين الكتاب الذي صدر نهاية العام الماضي أن الرقابة مبنية على التعاون بين الجيش والصحافة، ودائرة الرقابة تعد مسبقا قائمة بالمواد الممنوع نشرها.

ويعتبر الإسرائيليون قارئون جيدون للصحافة الإلكترونية والمطبوعة، حيث يوجد في إسرائيل ثلاثة صحف يومية رئيسية وهي يديعوت احرنوت وهآرتس ومعاريف. وهناك أيضا العديد من الصحف الإنجليزية مثل الجرازاليم بوست، هذا بالإضافة للصحف الأسبوعية والدورية باللغة الروسية والعربية.

وقد أدركت إسرائيل أهمية الإعلام في حشد وتجنيد الرأي العام منذ أوائل القرن الماضي، حيث صدرت صحيفة هآرتس عام 1919، فيما صدرت صحيفة يديعوت عام ،1939 وصحيفة معاريف عام 1948، وصدرت صحيفة دافار عام 1925، وتعددت الصحف الحزبية حيث صدرت صحيفة حازيت هعام أي جبهة الشعب التابعة لحركة حيروت، كما صدرت صحيفة هيردين، وكذلك صحيفة همشكيف وصحيفة هيوم التي كانت نواة لحزب الليكود، مؤسس إسرائيل بالدرجة الأولى.

أما فيما يتعلق بالإعلام المسموع، فقد بدأ بث إذاعة صوت إسرائيل عام 1940 حيث كان البث باللغة العبرية، فيما بدأ بث إذاعة الجيش الإسرائيلي عام 1950، وفي عام 1967 أي بعد احتلال باقي الضفة الغربية وغزة اثر الهزيمة العربية تم تكوين طاقم من المختصين لتحضير برنامج لإنشاء تلفزيون حكومي إسرائيلي، وسرعان ما صار بث التلفزيون الحكومي يعتبر المرجع الأول للإسرائيليين، واستمرت القناة الأولى مصدر المعلومات الأول والوحيد للمجتمع الإسرائيلي حتى تم تأسيس القناة الثانية بداية التسعينات وتعتبر قناة خاصة.