موسكو: رغم أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي تنتهى مدة ولايته الثانية والأخيرة في عام 2008 أعلن أنه لن يترشح لفترة رئاسة ثالثة لأن الدستور يمنع ذلك إلا ان هناك دعوات إلى التمديد له بطريقة أو بأخرى في وقت يرى محلل ان رحيل بوتين يشكل خطرا على النخبة الحاكمة.

ووضع فريق من العلماء الروس البعيدين عن المؤسسة الحاكمة العليا الروسية برئاسة البروفيسور الموسكوفي فلاديمير زازيكين خمسة سيناريوهات. أحد سيناريوهات هو أن يصبح فلاديمير بوتين رئيسا لدولة جديدة هي دولة الوحدة بين روسيا وبيلوروسيا، وهو اختيار تبدو حظوظ نجاحه ضعيفة نسبيا.

السيناريو الثاني، وهو سيناريو تبدو حظوظه قوية، هو أن يقدم فلاديمير بوتين مرشحه لانتخابات الرئاسة ويفوز مرشحه في الانتخابات ويصبح رئيسا للدولة ويعين (الرئيس الجديد) فلاديمير بوتين رئيسا للحكومة، ثم يقدم استقالته للأسباب الصحية فيتولى فلاديمير بوتين اختصاصات رئيس الدولة، ثم يفوز في الانتخابات الرئاسية المبكرة.

السيناريو الثالث، وهو سيناريو مقبول، هو أن يتم استحداث منصب توضع في يد صاحبه سلطات كثيرة كمنصب رئيس مجلس الدفاع، ويتولاه فلاديمير بوتين لأجل غير مسمى بينما يشغل شخص يدين له بالولاء منصب رئيس الجمهورية (الدولة)، ويبقى فلاديمير بوتين بالتالي حاكم روسيا.

السيناريو الرابع، وهو أقل احتمالا، هو أن تكتشف الأجهزة الأمنية قبيل الانتخابات مؤامرة تستهدف تقسيم روسيا، ويطالب الشعب الرئيس الحالي بأن يبقى في الحكم.

السيناريو الخامس هو أن تتكاثر الدعوات إلى إبقاء فلاديمير بوتين في الحكم وينظم في النهاية استفتاء شعبي يبارك فيه 80-90 في المائة من سكان روسيا التمديد للرئيس فلاديمير بوتين، فيستجيب الأخير لإرادة الشعب، وهو اختيار باهظ التكاليف ولكنه مرشح للتطبيق.

وتقوم السيناريوهات المذكورة على افتراض أن فلاديمير بوتين يرغب في البقاء في الحكم وتشاء النخبة الحاكمة أيضا ذلك. أما في ما يخص الشعب فيرجح أن يؤيد الشعب أي سيناريو لبقاء فلاديمير بوتين في الحكم بدليل ان شعبيته تظل مرتفعة.

الى ذلك يرى دميتري اوريشكين، وهو محلل روسي معروف، أنه من الصعب اختيار من سيخلف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عندما ستنتهي مدة ولايته. وحتى ينجح مرشح ما في الانتخابات ينبغي أن يكون شخصا غير متوقع يعلن الرئيس بوتين ترشيحه قبل نصف العام، على الأقل، من موعد إجراء الانتخابات لكي يتمكن من إقناع الناخبين بأن هذا الشخص بوتين جديد.

ويقول المحلل إن النخبة الحاكمة ترفض تسليم سدة الرئاسة إلى شخص لا يعتبر عضوا في quot;نادي النخبةquot;.

وما دام الأمر كهذا ولا يجوز اختيار أي شخص خارج هذا النادي لخلافة الرئيس بوتين فمن المستبعد أن يكون quot;ميدفيديفquot; (النائب الأول لرئيس وزراء روسيا) ولا quot;إيفانوفquot; (سيرغي إيفانوف، نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع) مرشحا محتملا لخلافة بوتين لأن المرشح الحقيقي هو من يمكث خارج دائرة الضوء الآن ولا يعلن اسمه إلا عندما يحظى ترشيحه بإجماع quot;النخبةquot;.

ويردف قائلا: بدا من الواضح أن بوتين لا يريد ترشيح نفسه لفترة رئاسة ثالثة، ولكنه مطالب بالاستجابة لمصالح quot;النخبةquot; التي تخدمه فيما يقوم بوتين بتسوية المشاكل بين أعضاء النخبة ويراقبهم لكي يلتزموا بقواعد اللعبة وهو مدير أعمال بارع. وإذا كان بوتين يملك الجرأة والبصيرة فسوف يترك منصبه كرئيس للدولة عندما تنتهي مدة ولايته. ولكن رحيله يمكن ان يشكل خطرا على النخبة لأن بعض أعضائها يخسرون من تغيير الرئيس كما قد يعرض بوتين نفسه للخطر لأن من سيخلفه قد يتحول من كونه ممتنا له إلى مستاء منه.