تستعد لعملية برية واسعة وتأييدها الدولي يهوي
إسرائيل: عمالها الأجانب يغادرون وطلابها بالملاجئ

طائرة إسرائيلية تخمد نيران اندلعت بعد قصف حزب الله لكريات شمونة
خلف خلف من رام الله: في ظل استمرار سقوط الصواريخ على المدن الإسرائيلية وانتشار الرعب وخلق حالة من عدم الاستقرار السياسي والاقتصاد، كشفت اليوم مصادر إسرائيلية أن نحو 24 ألف عامل أجنبي غادروا إسرائيل، وبينت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنه قدم منذ بداية العام الجاري حول 29 ألف عامل لإسرائيل بموجب تصاريح عمل. من جهة أخرى غادر إسرائيل خلال نفس المدة حوالي 24 ألف عامل أجنبي، عملوا في البلاد بتصاريح رسمية، ويذكر أن معظم العمال جاؤوا من الفليبين وتايلاند.

هذا وقال مسؤولون في وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية اليوم إن حوالي نصف مليون طلاب سيضطرون إلى الدراسة في الغرف الآمنة والملاجئ في حال استمرار الحرب في لبنان. وقال مدير عام وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية: لقد تم تشكيل طاقم لإجراء الترتيبات الضرورية لبدء العام الدراسي، تحت وطأة العملية العسكرية، آخذين في الحساب مواصلة العملية حتى ذلك الحين.

وأضاف: إن الهدف هو كيفية التعامل مع المدارس التي لا تتوفر فيها الملاجئ والغرف الآمنة بصورة كافية، والبحث عن أماكن بديلة، واحتمال تفعيل المدارس بصورة دورية، وربما أيضاً نقل الطلاب واستيعابهم في مدارس أخرى في البلاد.

أما وزيرة التعليم الإسرائيلية يولي تمير فأشارت إلى أن الوزارة تدرس كافة الاحتمالات وأن العام الدراسي الجديد لن يكون مثل سابقه، وأن الوزارة لن تنقل نصف مليون طالب لمدارس بديلة، وأنها سوف تنسق خطواتها مع قيادة الجبهة الداخلية لتعليم الطلاب في الملاجئ.

وأفادت الإذاعة الإسرائيلية الثانية أن الإدارة الأمريكية برئاسة الرئيس جورج بوش تسعى إلى منح إسرائيل مهلة زمنية أخرى، من أجل توجيه ضربات لمنظمة حزب الله، وأنه رغم الضغوط الدولية كافة المتزايدة، فإن الإدارة الأمريكية ما زالت متمسكة بمواقفها، وأن ما حدث في قانا أمس لم يغير توجه الرئيس بوش، مع أنه أعرب عن أسفه إلا أنه أضاف وتحدث عن وجوب مواصلة العمل من أجل تحقيق سلام شامل، وأن الأحداث الحالية في الشرق الأوسط تلزمنا جميعاً بالعمل من أجل سلام دائم قوي، لاسيما من أجل الأطفال.

وأكد بوش أن إدارته تعمل بالتعاون مع الأمم المتحدة، من أجل نشر قوات دولية. وتجدر الإشارة هنا إلى أنه خلال كلمة له أمس لم يدعُ إلى وقف فوري لإطلاق النار، كما رفض الإجابة على الأسئلة.

من جهة أخرى أوعزت وزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس إلى مندوب الولايات المتحدة في الأمم المتحدة جون بولتون إلى العمل للحيلولة دون إصدار أي قرار يندد بإسرائيل.

منسحبون من جنوب لبنان إلى إسرائيل
كما أن نائب الوزيرة رايس وخلال مقابلة صحافية معه بعد ما حدث وإطلاع على ما وقع في قانا قال: quot;إن الولايات المتحدة عاقدة العزم على عدم التوصل لوقف فوري لإطلاق النار، وإعادة الوضع إلى ما كان عليه في السابق، وأنه ينبغي الوصول إلى وضع يحول دون إبقاء حزب الله على وضعيته، وتشكيل تهديد لإسرائيل، كما أنه يجب عدم تمكين حزب الله من البقاء على الحدود، وإطلاق نار آلاف الصواريخ نحو إسرائيلquot;. ويضيف المراسل: يمكن القول إن رايس ستعود إلى واشنطن دون تحقيق شيء ما.

هذا ونفى الناطق العسكري ما ذكرته وكالات الأنباء من أن سلاح الجو قصف أهدافاً على الحدود السورية-اللبنانية. وفي هذه المرحلة تتركز العمليات في القطاع الشرقي من الحدود من قبل قوات من لواء غولاني، إضافة إلى وحدات مدرعة ووحدات هندسة تشارك في هذه العملية.

وقد أدى الأمر إلى إصابة ستة جنود أمس بجروح خلال العملية البرية، أصيب أحدهم عن طريق الخطأ من نار رفاقه. وفي بلدة الطيبة تعرضت القوات لإطلاق صواريخ مضادة للدروع، كما واجهت القوة مقاومة شديدة.

وتحاول إسرائيل في هذه المرحلة توسيع العملية البرية، ومواصلة ضرب وهدم مواقع حزب الله على طول الحدود مع إسرائيل، وأعرب رئيس شعبة العمليات في الجيش الإسرائيلية عن توقعه باستمرار هذه العملية حتى يوم الخميس القادم، وأن العملية البرية تتقدم سواء عن طريق توسيعها أو تحريكها بموجب الاحتياجات العسكرية.

ويمكن القول: إن إسرائيل تتجه نحو إنهاء العملية العسكرية في لبنان في غضون الأيام القليلة القادمة، وأنه منذ بداية المعركة أثار احتمال إصابة عدد كبير من المدنيين على غرار ما حدث في قانا قلقاً كبيراً في أوساط القيادة العسكرية، التي تحدثت عن الانعكاسات السلبية المحتملة لهذا الحادث، ويواصل سلاح الجو التحقيق في هذا الحادث.