جنيف: تتزامن الذكرى الأليمة ال16 للهجوم العراقي على الكويت في 2 أغسطس 1990 مع ما تشهده المنطقة من ظروف بالغة الدقة والتعقيد تتجسد بالهجوم الاسرائيلي على الشعبين الفلسطيني واللبناني. وبهذه المناسبة خص المندوب الدائم لدولة الكويت في جنيف السفير ضرار عبد الرزاق رزوقي وكالة الانباء الكويتية (كونا) بحديث قال فيه ان هذه الذكرى تتزامن مع ما تشهده الاراضى الفلسطينية المحتلة وخصوصا في قطاع غزة من تصعيد خطير وانتهاكات جسيمة لحقوق الانسان ومع ما يشهده لبنان الشقيق من مأساة انسانية مروعة بفعل الممارسات الاسرائيلية.
وقال quot;اني استذكر خلال هذه الذكرى الاليمة غياب الامير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح باسهاماته الخالدة في دحر الهجوم العراقي وفي معركة التحريرquot;. واضاف السفير رزوقي ان هذه الذكرى تأتي فى ظل تسلم دفة القيادة لامير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح الذى كانت له ايضا اسهامات كبيرة في ادارة السياسة الخارجية لدولة الكويت وبلورة معالمها وتحديد استراتيجيتها على المستويين الاقليمى والدولي حيث اتصفت الكويت على الدوام بانها دولة داعية للسلام ونابذة للحرب والعنف وتسعى الى تعزيز خطط وبرامج التنمية الدولية في شتى انحاء العالم.
واكد المندوب الدائم لدولة الكويت بالامم المتحدة بجنيف انه يواصل مسيرة تطور ورفعة البلاد نحو المزيد من التقدم والنماء السياسى والاقتصادي. ونبه السفير رزوقي في هذا الاطار من خطورة الوضع في لبنان الذي يستلزم تدخل الأمم المتحدة لحماية السكان المدنيين المهددين جراء الممارسات الاسرائيلية quot;حيث نشعر بقلق بالغ ازاء انتهاكات حقوق الانسان للشعب اللبناني بسبب العمليات العسكرية الاسرائيلية الجارية الواسعة النطاق ضد الشعب اللبنانيquot;.
وقال ان دولة الكويت في الوقت الذي عبرت به عن ادانتها لمثل هذه الممارسات لتطالب ببذل كافة المساعي الهادفة لوقف فوري لهذا التدهور الخطير الذى ادى الى العديد من القتلى والجرحى وطال المدنيين كما ادى الى عمليات تشريد داخلية. وقال ان الكويت عبرت عن تضامنها مع لبنان وقدمت كافة اوجه الدعم السياسي والمادي . واشار الى ان المنظمات الانسانية المتواجدة فى جنيف لا سيما اللجنة الدولية للصليب الاحمر والمفوضية السامية للاجئين ومكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية ومنظمة الصحة العالمية وغيرها من المنظمات الانسانية ذات العلاقة تقوم بواجباتها هناك .
و ردا على سؤال حول موقف دولة الكويت على صعيد الدبلوماسية المتعددة الأطراف في جنيف من العدوان الوحشى الاسرائيلي على الشعبين الفلسطيني واللبناني قال السفير رزوقي quot;ان الكويت لم تأل جهدا وفي مختلف المحافل الدولية في ابداء كافة اوجه الدعم والمساندة للقضية الفلسطينية وقد ألقى الوفد الكويتى بيانا امام مجلس حقوق الانسان اوضح خلاله ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من انتهاكات جسيمة لحقوق الانسان والحريات الاساسيةquot;.
واضاف ان الكويت اكدت على الظروف الصعبة والمأساة الانسانية مشددة على ضرورة انهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه المشروع في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وهذا يمثل الحل لوضع حد للكوارث التي يعاني منها الشعب الفلسطيني .
واوضح ان الكويت طالبت مجلس الامن بالاضطلاع بمسؤولياته ودعته للتدخل الفوري لتأمين الحماية الدولية للشعب الفلسطيني تنفيذا لاتفاقية جنيف الرابعة للعام 1949 وفي اطار احترام القانون الدولي وقرارات مجلس الامن ذات الصلة وكافة الاتفاقيات المعنية. واشار رزوقي الى الدورة الخاصة لمجلس حقوق الانسان التي عقدت مؤخرا لمناقشة التطورات الاخيرة التي تشهدها الساحة الفلسطينية حيث عبر الوفد الكويتي عن ادانته للاعتداءات الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني وانتهاكات اسرائيل لحقوق الانسان داعيا المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته والضغط على اسرائيل للتوقف عن الانتهاكات الحالية ضد المدنيين.
وردا على سؤال حول تطور العلاقات الثنائية بين الكويت والعراق على مستوى الدبلوماسية المتعددة الأطراف في جنيف قال المندوب الدائم لدولة الكويت في جنيف السفير ضرار عبد الرزاق رزوقي انه quot;لا شك ومنذ سقوط النظام البائد في العراق شهدت العلاقات بين الطرفين تحسنا ملموسا وتعزيزا للعلاقات في شتى المجالاتquot;.
وعلى صعيد جنيف قال السفير رزوقي ان هناك تنسيقا بين وفدي الكويت والعراق في مجمل القضايا العربية والدولية وخاصة في ميدان حقوق الانسان الذي شهد انتهاكات وخروقات جسيمة ابان العهد البائد في العراق للقانون الانساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الانسان.
واشار بصفة خاصة الى بشاعة تلك الممارسات سيما بقضية الأسرى الكويتيين وغيرهم من رعايا الدول الاخرى على ضوء من تم التعرف على رفاتهم حتى الان وهم 230 شهيدا مشددا على اهمية تقديم مرتكبي هذه الجرائم للعدالة. واكد ان الكويت التي تدعم العراق عبر القنوات الثنائية تدعمه كذلك عبر المنظمات الدولية عبر تلبية احتياجاتها ودعمها لتمكينها من اداء واجباتها في العراق. وقال ان الكويت رحبت على الدوام وايدت جميع الخطوات التي اتخذت في العراق في سبيل اعادة مسيرة بنائه على اسس احترام الحريات الاساسية لحقوق الانسان واحترام سيادة العراق ووحدة شعبه وارضه واحترام دول الجوار واكدت على كل ما من شأنه تعزيز وحدة العراق.
وردا على سؤال بشأن تقييمه للدورة الاولى لمجلس حقوق الانسان وما هو منتظر من قضايا في الدورة الثانية في سبتمبر قال رزوقى انه يقع على مجلس حقوق الانسان الجديد ولاية انسانية هامة لتعزيز الحريات الاساسية لحقوق الانسان. واضاف ان ذلك يأتي كذلك رغبة من المجتمع الدولي في تدارك مواقع الضعف التي شابت لجنة حقوق الانسان التي تم اتهامها بالتسييس والازدواجية في اعمالها ولذلك فان العام الاول من عمل المجلس سيكون انتقاليا لتحديد منهجيات واليات عمل المجلس والاطر المناسبة لذلك سيظل مبكرا جدا تقييم عمل المجلس فى المرحلة الحالية.
وحول تقييمه للترويكا العربية الاسلامية الافريقية على مستوى العمل الدبلوماسي الانساني في جنيف قال السفير رزوقى ان هناك تعاونا وتنسيقا فعالا بين هذه المجموعات الثلاث حيال مختلف المشاغل والاهتمامات المطروحة فى جنيف خاصة في مجال حقوق الانسان سيما ما يتصل بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان في الاراضى العربية المحتلة وتبادل الاهتمامات والدعم فيما بينها كما ان لها دورا مؤثرا واسهامات تجاه مختلف المسائل المطروحة في جنيف.
وردا على سؤال اخر عما اذا كان ستعقد جلسة طارئة لمجلس حقوق الانسان حول لبنان قال السفير رزوقي ان مجلس الجامعة العربية في اجتماعه المنعقد مؤخرا في القاهرة كلف المجموعة العربية في جنيف بدعوة مجلس حقوق الانسان لعقد دورة خاصة لتناول الجوانب الانسانية للعدوان الاسرائيلي على لبنان.
واوضح السفير رزوقى مؤكدا ان quot;الهدف لا يكمن في عقد دورة خاصة فقط بل في توفير كافة السبل لانجاحها ووضع ما يتم التوصل اليه موضع التنفيذ والمجموعة العربية في جنيف لازالت في موضع تشاور وتدارس مستمرين لتحديد افضل القنوات لاتخاذ القرار المناسب بهذا الشأنquot;.
التعليقات