ضحاياهما فلاشا أفريقيا و..quot;فلاشا العربquot;
إيران وإسرائيل يتباريان في التقاتل بالوكالة لبنانياً

خاص بـquot;إيلافquot; من لندن: يرى مراقبون مخضرمون لشؤون المنطقة أن دولتين في الشرق الأوسط هما إسرائيل وإيران تخوضان حرباً بالوكالة ضد بعضهما البعض، في تشابه على نمط المبدأ القتالي منذ بدء الأزمة اللبنانية حتى الآن، دون أن يجعل منهما هذا القاسم المشترك حلفاء ممكنين ولا حتى على المستقبل البعيد.وعلى الرغم من الفرق الشاسع الذي يغلف السياسة الخارجية للدولتين اللدودتين، إلا أنهما اتفقا دون أن يعلما على اختيار المسرح اللبناني ساحة للحرب الجديدة التي تخاض عن بعد بواسطتهما، مخلفة قتلى من عرب إسرائيل المهاجرين إليها، ويهود الفلاشا الأفارقة، وكذلك الفلاشا العرب من فقراء جنوب لبنان الذين انضموا إلى الحرب.

و يستند المراقبون في تبيان ذلك الى أن خريطة القتلى من الجنود الإسرائيليين الذين حصدتهم صواريخ حزب الله اللبناني، ذو الصبغة الشيعية، أو قضوا أثناء الاشتباكات البرية منذ بدء الحرب حتى اللحظة، تُظهر كيف أن غالبية الضحايا في الجيش الإسرائيلي هم من يهود الفلاشا الإفريقيين الذين جاؤوا إلى تل أبيب من القارة السوداء قبل عدة عقود طمعاً في عيش أفضل مع بواكير بدء الدولة الجديدة آنذاك.

لكن الأحداث الحالية أثبتت إلى أي حد يواجه يهود الفلاشا المهاجرين أوضاعاً أكثر صعوبة من ذي قبل، بينما يواجه اليهود من المهاجرين العرب في إسرائيل نصيبهم في كعكة الموت أيضاً إثر ازدياد حالات القتلى الذين أودت بهم صواريخ حزب الله.

وعلى الضفة المقابلة فإن القتلى الذين سقطوا في حرب حزب الله، التي توجه إيرانياً حسب ما تراه دوائر استخباراتية غربية، هم من الذين يمكن تسميتهم quot;فلاشا العربquot;، وهم فقراء الجنوب اللبناني أصحاب الولاء الشيعي للحزب الذي يحظى بشعبية كبيرة في المنطقة، ويجرّه الحبل الطائفي إلى وفاق منقطع النظير مع نظام الملالي في إيران، وهو ما يجعل نظام طهران يستغلهم عبر وسيط ثان هو الحزب المسلح.

وحتى اللحظة فإن الحلول السياسية لم تستنفذ بعد في المنطقة، ذلك أن الحكومة السعودية ممثلة بوزير خارجيتها الأمير سعود الفيصل قادت تحركاً عربياً لعقد مؤتمر مشترك على مستوى وزراء الخارجية في بيروت لتبيان مقدار التضامن معها.

وكانت السعودية انتقدت حزب الله اللبناني ضمنياً نتيجة لما وصفته quot;المغامرات المحسوبةquot; فور اختطافه لجنديين إسرائيليين، وأعادت التأكيد مرة أخرى في بيان ثانٍ عن الأزمة اللبنانية أن صبرها بدأ ينفذ وأن خيار السلام إن سقط فلن يتبقى سوى الحرب.

وعن ذلك البيان قال مسؤولون سعوديون أنه quot;ليس بيان حربquot;، لكنه تبيان لما يمكن أن تؤول إليه الأمور حين يسقط العرب خيار السلام من أجندتهم نتيجة ما أسموه بـ quot;الغطرسة الإسرائيليةquot;.