نصر المجالي من عمّان: لم يكد يمر أسبوع واحد على تصريحاته التي خصّ بها فضائية (الجزيرة) القطرية، فإن وزير خارجية هذه الأخيرة حمد بن جاسم بن جبر عاد أمس مستخدما الساحة اللبنانية للرد على تعليقات وزير خارجية السعودية الأمير سعود الفيصل على التصريحات السابقة التي هاجم فيها بن جبر دولاً عربية في شأن موقفها من الحرب الدائرة في لبنان، ومتهما إياها بـ quot;التغطية على إنهاء حزب اللهquot;. ومرة ثانية يستخدم الوزير القطري فضائية (الجزيرة) لمواقفه الجديدة، بينما وزراء آخرون تحدثوا عبر مؤتمرات صحافية مكشوفة في الهواء الطلق أمام السراي الحكومي في بيروت ليس بعيدا عن الغارات الجوية الإسرائيلية.

واعتبر حمد بن جاسم بن جبر المواقف الدبلوماسية التي تجددت خلال مؤتمر وزراء الخارجية الاستثنائي في بيروت بمثابة تراجع من بعض الدول حيث قال quot;هناك بعض الدول تراجعت عن موقفها الذي أيدت من خلاله مهمة إسرائيل في لبنان وبما أن المهمة لم تنجح حدث تراجعquot; (!)، وواضح على ما يبدو أن حمد بن جبر كان يقصد ثانية مواقف السعودية ومصر والأردن.

وقال الوزير quot;نحن سعداء بهذا الموقف لأننا لسنا شامتين أو منزعجين من هذا الموقف بقدر ما أننا سعداء بوجود موقف عربي واضح يعكس ما كنا نقوله في القاهرةquot;.

يشار إلى أن وزير خارجية قطر يشارك بتكليف من لقاء بيروت في مناقشات مجلس الأمن لمشروع القرار الفرنسي الأميركي حول لبنان كون قطر عضو غير دائم حاليا في المجلس الدولي، أما الوزيران المشاركان الآخران هما الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير خارجية الامارات بصفته رئيسا للدورة العربية الحالية وعمرو موسى أمين عام الجامعة العربية.

وسيسعى الوفد إلى الضغط على الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن لتعديل القرار المذكور وتمرير خطة النقاط السبع التي كان اقترحها رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة وتبناها وزراء الخارجية العرب.

ولاحظ مراقبون أن وزير خارجية قطر وجد في الاجتماع العربي في بيروت فرصة للرد على تعليقات سابقة صدرت عن وزير خارجية السعودية في مسألة إقامة قطر لعلاقات مع إسرائيل دون استشارة أحد، وقال حمد بن جاسم quot;هذا كلام غير صحيح واننا جلسنا مع الاخوة في السعودية وباقي الدول العربية في مدريد مقابل شامير والآخرين، وتم الاتفاق على عملية سلمية والبعض انهاها على عجل والبعض في منتصف الطريق والبعض مازال يطرح عمليات سلام، وهذا شيء إيجابي ونحن دعمناهquot;.

وأضاف quot;واننا لا نتكلم عن الاعتراف بقدر ما نتكلم عن عملية السلام الآن بيننا وبين إسرائيل، لأن الاعتراف حصل إضافة إلى ذلك فإن مقولة العلاقات مع إسرائيل وفي ظل اتفاقية التجارة الحرة والجات وكل من وقع عليها بمن فيهم الاخوة في السعودية فإن لهذه الاتفاقية أيضا شروطها المعروفة واهمها انه لا توجد هناك مقاطعةquot;.

وقال quot;ولذلك فإنني لا اعتقد ان الوصف كان دقيقا بما تمنيت حدوثه في روما، وبدا كأننا ذهبنا لإسرائيل بدون أوسلو وبدون اتفاقية سلام بين مصر وإسرائيل واتفاقية سلام بين الأردن وإسرائيل وبدون مبادرات من السبعينيات آخرها مؤتمر لبنان والمبادرة العربية،، إننا لا نتكلم عن علاقات بقدر ما نتكلم عن عملية سلامquot;.

وحول مسألة التنسيق حول ما يحدث في بيروت على ضوء اجتماع روما، وتعليق وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل على التصريحات الأخيرة التي هاجم فيها السعودية والأردن ومصر، أكد النائب القطري الأول أنه quot;لم يذكر في كلمته ان الدول العربية لم تنسق قبل الذهاب إلى روما وانه قال إنه كان يتمنى أن تعرف بقية الدول العربية ما دار في روما وان تبلغ الدول الثلاث مجلس الجامعة العربية وإنه لم يشكك في حرص هذه الدول على لبنان وأن ذهابهم إلى روما كان بسبب حرصهم على لبنان وسلامته، وانه قال إنه عندما انتهى الاجتماع لم تبلغ الدول العربية بنتائج الاجتماع وما اتفق عليه وما اختلف عليه وانه عرف من الأطراف الأخرى وهذا لون من العتبquot;.

وإليه، حذر حمد بن جاسم بن جبر من أن تبني مشروع القرار الفرنسي - الأميركي حول لبنان كما هو سيؤدي إلى حرب أهلية لبنانية. وأعرب في تصريحات لقناة الجزيرة أمس من بيروت بعد مشاركته في اجتماع وزراء الخارجية عن تفاؤله من نتائج الاجتماع وما بدأ من اجماع عربي وتغير في المواقف لصالح دعم لبنان والمقاومة لكنه لم يبد نفس القدر من التفاؤل حيال مهمة الوفد الوزاري العربي الذي تم تكليفه من قبل الوزاري العربي بالذهاب إلى نيويورك لمحاولة ادخال تعديلات على القرار الفرنسي - الأميركي الذي تأثر بالموقف الأولي لبعض الدول التي أيدت إسرائيل.

وحول موقف الدول العربية تجاه دعم مطالب لبنان السبع، أكد بن جبر بيان وزراء الخارجية يعكس الاجماع العربي في هذا المجال، وطالب بمراجعة جدية وصريحة للوضع العربي الرسمي، وقال quot; الوضع العربي الرسمي محتاج إلى وضوح في الرؤية وإلى صراحة بين الدول العربية وإلى عدم استخدام الخلافات الاقليمية أو التي بين دولة ودولة في عمليات مصيرة عربية وأن من الضروري ان نوحد موقفنا بحيث نجتاز أي أزمة تمر بناquot;.

وتحدث وزير خارجية قطر عن مشروع القرار الفرنسي ndash; الأميركي، فقال quot;إذا تم تبني هذا القرار كما هو ستكون هناك حرب أهلية لبنانية وللأسف فإن الدول الكبرى في مجلس الأمن لا تعرف التركيبة اللبنانية كما يجب وأخذت مواقفها بسبب ما حدث من تراكمات بينها وبين سوريا وبينها وبين بعض الدول الغربية وما حدث من اغتيال للشهيد رفيق الحريريquot;.

واستدرك بن جبر قائلا quot;لكن يجب الا نخلط الأمور حيث توجد تركيبة في لبنان من المهم ان تبقى وتكون متوافقة خاصة بعد أن تبنت النقاط السبع التي ندعمها، لانه إذا خرجنا عن هذا وإذا تبنى مجلس الأمن شيئاً اخر سنجد مقاومة واقتتالاً لبنانيا وهذا ما لا نريده خاصة وأن لبنان لا يتحمل أكثر من هذاquot;.

وأخيرا، رفض وزير الخارجية القطري الاجابة عن سؤال حول ما إذا كان صمود لبنان أحرج الأنظمة العربية. وقال انه لا يريد الحديث عمن انتصر أو انهزم، مشيراً إلى أنه إذا تم استغلال هذه الظروف المأساوية من قبل الدول العربية قدر ما ستكون فاتحة للتفاهم والتعايش بسلام مع إسرائيل في ظل ظروف أحسن لا تكون فيها املاءات من طرف واحد، وأن هذا هو المهم أن تستغل الدول العربية الفاعلة بالذات هذا الموقف لوضع نظام جديد للوصول لعملية سلمية واضحة وثابتة وترضي كل الأطراف،، وحول ما إذا كان ما حدث في لبنان أسقط أسطورة ما يسمى بالجيش الذي لا يقهر قال النائب القطري الأول quot;انني لست بعسكري ولكن هذا ما يقالquot;.