علماء وخبراء لـ(إيلاف): عيون نصر الله تتحدث بثلاث لغات
أدوات نصر الله لنقل رسائله حول العالم

بشار دراغمه من رام الله: خطابات عديدة ظهر بها الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله منذ اندلاع الحرب. كلها كانت محط اهتمام الإسرائيليين الذين عكفوا على تحليل شخصيته من خلال هذه خطاباته وتعابير وجهه. كل حركة كان يقوم بها نصر الله كانت مكان بحث وتحليل في إسرائيل. وما يخلص إليه علماء النفس في إسرائيل هو أن نصر الله ينتقل في توجيه رسائله للعالم ليس من خلال الكلام الذي يتحدث بها من خلال مجموعة أدوات أبرزها عيناه وجفونه وحركة إصبعه وابتسامته التي يختلف نوعها مع اختلاف الجهة التي يخاطبها.

الدكتور علي شكعة رئيس وحدة القياس النفسي في جامعة النجاح الوطنية يتحدث لـ(إيلاف) عن شخصية حسن نصر الله قائلا:quot; نلاحظ أن حركة عيونه تتغير بتغير الجهة التي يخاطبها، فعندما يخاطب اللبنانيين نرى أن عيونه تتحدث بلغة الطمأنينة والثقة بالنفس وبعث الأمل في النفوس، أمام عندما يخاطب الإسرائيليين فنلاحظ أن ملامح عيونه تتغير بشكل سريع لتصبح لغة تهديد ووعيد دون أن يكون هناك أي تغير في نبرة صوته مطلقا وكذلك عندما يخاطب العرب مثلا أو الدول الأجنبية فانه عيونه تتحدث بلغة مختلفة تمام عن تلك التي كانت تتحدث بها في الحالتين السابقتينquot;.

ويؤكد الشكعة أن الابتسامة التي يتمتع بها الشيخ نصر الله عند مخاطبته لأي طرف ما سرعان ما يتغير شكلها عندما تتغير الجهة التي يخطابها فتكون ابتسامة خفيفة عندما يخاطب الشعب اللبناني ليبعث في قلبه الطمأنينة لكن عندما يخاطب الإسرائيليين تتحول إلى ابتسامة استهزاء أو توعد.

وشدد الشكعة على أن التركيبة الفسيولوجية لوجه حسن نصر الله تظهر فيه صفات القائد وأضاف:quot; عندما خاطب نصر الله رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت فأنه أظهره صغيرا وضعيفا جدا مقارنة بشخصيات إسرائيلية أخرى مثل أرائيل شارون ومناحيم بيغن دون أن يشيد بالأخيرينquot;.

ويقول المفوض السابق للتوجيه السياسي الفلسطيني في محافظة نابلس وجيه عفونة لـ(إيلاف) أن ملامح نصر الله تتغير سريعا موضحا أن لهجة الكلام باتت تختلف من خطاب لآخر يلقيه نصر الله خلال فترة الحرب.

وبين عفونة أن حسن نصر الله لجأ في آخر خطاب له إلى استخدام لغة رفع الأصبع وهي اللغة التي عادة ما يستخدمها للتهديد. وموضحا أيضا أن نصر الله يستعمل طريقة ما من أجل تأثير الكلام في النفس مضيفا:quot; فعلى سبيل المثال في بداية الخطابات كان نصر الله يقول عبارة quot;سنقصف حيفا وما بعد حيفا وما بعد بعد حيفا لكن في خطابه الأخير قال أنه لن يكرر ما قاله سابقا وذلك ليكي لا يصبح هناك تأثيرا لكلامه وقال quot;إذا قصفتم عاصمتنا سنقصف عاصمة كيانكم، إذا قصفتم بيروت سنقصف تل أبيبquot; وبالتالي كان لذلك تأثيرا أكبر فيما إذا كرر العبارات السابقة.

وفي وقت سابق كلفت إسرائيل طاقما من علماء النفس مكون من 15 شخصا من أجل تحليل خطابات نصر الله وتحليل شخصيته وما تعنيه تعابير وجهه
ولا زال الخبراء في إسرائيل يعكفون على تحليل ما يسمونه quot;كنز الكلمات التي يستخدمها نصر الله في خطاباتهquot;.

وكانت صحيفة يديعوت أحرنوت قد قالت في وقت سابق أن باحثين وعلماء نفس ومستشرقين يجري تحليلا دقيقا بين ظهور نصر الله السابق أمام الكاميرات في الوقت الراهن ومقارنتها بتصريحاته الشهر الماضي quot;. ونقلت الصحيفة عن علماء نفس إسرائيلية قولهم أن نصر الله هو :quot;شخصية تعيش على الإعلام، وأن هذا شخص يستعد جيدا لظهورهquot;.

وقام الباحثون الإسرائيليون بإعداد نموذج معين حول شخصية نصر الله استندوا فيه إلى ست حالات ظهور لنصر الله منذ اندلاع الحرب وتبين من خلال التحليل أن هذه الحرب أطول مما يتمناه نصر الله وهو لم يفكر في أن تتطور المعركة إلى هذا الحد في أعقاب اختطاف الجنديينquot;. وبحسب الخبراء الإسرائيليين فأن نصر الله هو شخص فهيم على نحو مدهش ومثير جدا.