الفساد يحارب ضد لبنان
مصور رويترز يضرب مصداقية المراسلين

صورة مفبركة

سمير عيتاني من بيروت: الفساد هو جيش ثالث يلعب ضد مصلحة لبنان، الفساد ليس بالضرورة ان يكون محليا فقط، الفساد على سبيل المثال يمكنه ان يكون بالتضامن والتكافل دوليا وبمساعدة لبنانية محلية، الفساد مثل الأدوية التي تصل الى لبنان من احدى الدول الاوروبية، حيث يتبين بعد انتشارها بين النازحين من القصف الاسرائيلي ان الادوية التي تصلهم منتهية الصلاحية، او تكاد، وهي عادة تحال الى المنتج ليصار الى اتلافها (قبل شهر من انتهاء صلاحيتها) وتسحب من التداول، الا ان لبنان رواية اخرى، حيث ترسل المساعدات اليه منتهية الصلاحية، فتلتقط الصور التذكارية لمرسلي المساعدات التي تصل عبر البواخر الحربية ومستقبلي هذه المساعدات من الهيئات الرسمية اللبنانية، ولا ينسى احد الابتسام امام عدسات المصورين وترسل الادوية الفاسدة (او تكاد) الى النازحين، حيث يلتقط المصورون المزيد من الصور لنازحين يبتلعون المساعدات وترسل الصور الى العالم. الا ان اللافت ليس فقط فساد المرسل والمستقبل، بل فساد المصور الصحافي نفسه، حيث هز لبنان صفحات للصحف الاسرائيلية (الصادرة اليوم) وهي تورد تزوير وكالة رويترز لصورها عن الحرب على لبنان.

اهتز الوسط الصحافي، نتيجة خسارة سهلة للحرب الاعلامية بعد ان تمكن لبنان، وليس دون الكثير من دماء ابنائه من تسجيل صور المجازر الاسرائيلية، فوقعت وكالة رويترز بهفوة ارسال صور مراسلها، وهي الوكالة العريقة التي كسبت جائزة العام 2006 لافضل صورة في النيجر.

ويعتبر بالمقابل مكتب رويترز في بيروت احد اهم مراكزها خاصة لناحية قسم التصوير الذي يترأسه الزميل جمال الصعيدي، بينما ارتكب هذا المكتب هذه الهفوة موقعا المراسلين اللبنانيين في اتهام مباشر بالمبالغة والتزوير، وهو ما استغلته صحف اسرائيلية مثل يديعوت احرونوت وغيرها، للتشكيك بكل الصور الصادرة من لبنان عن عمليات القصف وصور القتلى اللبنانيين نتيجة الاعمال العدائية الاسرائيلية التي تطاول المدنيين بشكل رئيس.

وكالة رويترز قدمت اعتذارا عبر موقعها الانكليزي على الانترنت عن وقوعها في الفخ الذي نصبه مصور متعامل مع الوكالة في بيروت، هو عدنان الحاج (او عدنان الحاج علي) الذي لاحظت صحيفة يديعوت ثلاثة انواع من تزويره للصور.

وقال موقع رويترز انه تم سحب 920 صورة للمصور (وباحتساب خاص بـإيلافquot; فان قيمتها المادية التي دفعتها الوكالة للمصور تفوق 100 الف دولار اميركي) الذي اوقع الوكالة في هذه quot;المعصية المهنيةquot; وانها اوقفت التعاقد مع المصور واوقفت استخدام صوره كلها.

وتتردد معلومات في بيروت عن استخدام اكثر من وكالة عمليات quot;تجميلquot; عبر برنامج الفوتوشوب للصور، لابراز الدمار او تكثيف الدخان الناتج من عمليات القصف وغيرها من التفاصيل التي تزيد من وقع الصورة.

إحدى صور رويترز

ولاحظت يديعوت احرونوت ان المصور عدنان الحاج (علي) قد قام اولا بزيادة عدد البالونات الحرارية لاحدى طائرات الـquot;اف 16quot; الاسرائيلية فوق منطقة صور، واختلق لهذه الصورة صواريخ تسقط من هذه الطائرة الحربية، وهو ما يخالف الواقع، كما قام بزيادة حجم وكثافة الدخان الناتج من عمليات القصف الاسرائيلي فوق الضاحية الجنوبية، واورد صورة التقطها في 24 تموز يوليو للدمار في منطقة الضاحية (اخذت ضمن جولة للاعلاميين نظمها حينها حزب الله) بصفتها التقطت في 5 اغسطس في المربع الامني، وهو اليوم الذي لم يدخل خلاله المصور الى المربع الامني.

مكتب رويترز في بيروت لم يجب على رقمه الثابت (983839) اليوم بعد الظهر، وتعذر بالتالي الحصول على تعليق من مكتب بيروت حول الامر، الا ان احد المصورين العاملين مع الوكالة في المنطقة الممتدة من بعلبك الى شبعا اشار الى ان وكالته وهو والاغلب الاعم من المراسلين حريصون على المصداقية المهنية، رغم انحيازهم الى الجانب اللبناني في هذه الحرب.

ويضيف المراسل لرويترز quot;انا اقدم الصور للوكالة، وفي اليوم نفسه الذي اصورها، والصورة هي مرآة الواقع، وضرب مصداقيتي يضر بانحيازي الى لبنان، انحيازي الى وطني يفرض علي نقل صورة دقيقة وليس السعي الى مكسب مالي يتوقف لحظة انكشاف التزويرquot;.

ويتابع المراسل quot;من الغريب مرور هذه الصور عبر الوكالة، لا بد من التدقيق، ولكنها بكل الاحوال حالة فردية بين المصورين والمراسلين اللبنانيينquot;.

إحدى صور رويترز عن الحرب في لبنان