425 ، 1559 ، 1701 ...والبقية تأتي

قراء إيلاف يتوقعون عمرًا مديدًا لحرب لبنان


فادي عاكوم من المنامة


متى تتوقعون نهاية الحرب الدائرة حاليًا في لبنان؟ هذا السؤال الذي حيّر العالم اجمع من المشرق الى المغرب، كان سؤال ايلاف لقرائها هذا الاسبوع، بعد مرور شهر ونيف على بدء المعارك والعمليات العسكرية والحربية التي طالت اكثر من منطقة لبنانية واسرائيلية على حد سواء، شهر مر وبدل ان تختتم المعارك بعد صدور قرار مجلس الامن رقم 1701 احتدمت العمليات العسكرية الارضية واتخذت اسرائيل قرارها بالتوسع نحو نهر الليطاني، الفريقان متشبثان بموقفهما، ولن يوقف احدهما النار قبل الاخر بحجة الفعل ورد الفعل، فاسرائيل ازدادت اصرارا انها لن توقف حربها الا بعد تجريد حزب الله من قدرته الصاروخية التي تهدد اسرائيل، وهي مصرة ان اعمالها ما هي الا رد فعل على اعمال حزب الله، وبالتالي حزب الله وافق وعلى لسان امينه العام الذي يعلم الله وبعض رؤساء ميليشيات ما بعد 1993 مكانه، على بنود القرار الاممي وسيوقف النار بشرط ان توقف اسرائيل اعمالها العسكرية معتبرا اطلاق الصواريخ على المناطق الاسرائيلية ردَ فعل و ليس فعلا،علما وللتذكير فقط ان 40% من الذين قتلوا بفعل الصواريخ التي تحمل اسماء قرآنية واسلامية هم من العرب المسلمين الذين ما زالوا صامدين في حيفا والمدن والقرى الاسرائيلية .

وبين الجدل العقيم بين الفعل ورد الفعل يدفع الشعب اللبناني وهو الخاسر الاكبر ان لم نقل الوحيد، ثمن الحلم الاسرائيلي بالتوسع شمالا لحماية المستوطنات التي تضم الفلاشا والروس، بالاضافة الى الحلم الايراني القاضي بفرض ورقة ضغط اقليمية في اكثر مناطق الشرق الاوسط حماوة، وبما ان لبنان هو الخاسر الاكبر وقد عض الشعب اللبناني على الجرح درءًا لمآرب الحرب الطائفية وبما ان الاربعين مليار دولار التي كانت تكلفة اعادة اعمار لبنان بعد الحرب الاهلية التي عصفت به خلال عقدين ونيف من الزمن، علما ان هذا المبلغ كان لاعادة لبنان الى ركب الحضارة التي سبقته باشواط خلال هذه الفترة، ذهب ادراج الرياح، والان بعد القرار الاسرائيلي بالتوسع بالعمليات الاسرائيلية بات من الصعب جدا حتى التكهن بالتكلفة التي سيتكبدها لبنان جراء هذه الحرب والتي هي كغيرها حروب الاخرين على ارضه.. اكثر من عشر سنوات لزمت مستثمري العالم اجمع ليعيد ثقته بالوضع والاقتصاد اللبناني، الاف الشهداء قدمهم لبنان ليثبت نفسه على الساحة العربية والمحلية كورقة صعبة بل كان كـquot;الجوكرquot; في ورق اللعب وحمل هم القضايا العربية من المشرق الى المغرب، لبنان بلد الحريات والمعتقدات المختلفة دفع ثمن حريته ودفع ثمن ابقاء السلاح في يد احد الاحزاب الذي وبلا جدال وكما اسلفنا سابقا وفي مقالات سابقة انه حزب ايراني المولد و لبناني المنشأ.


وتجدر الاشارة الى حزمة من الاسئلة حيرت اللبنانيين و العالم اجمع، ومنها لماذا بقي السلاح بيد حزب الله وحده و نزع من باقي الاحزاب اللبنانية، ومنها تلك التي اطلقت جبهة المقاومة اللبنانية وحررت بيروت عام 1982 وارجعت الجيش الاسرائيلي الى منطقة الحزام الامني، والسؤال الملح الاخر هل التكلفة المادية للمغامرة الايرانية على الاراضي اللبنانية اقل من ملفات الفساد التي تغنّى البعض بمعالجتها، والسؤال الثالث والاخطر ماذا لو قرر الفريق اللبناني الاخر فتح معركة مع سورية وبنفس الزخم لتحرير المعتقلين اللبنانيين في سورية الذي يعدون بالاف الشباب والكهول والنسوة، وليس كحجة او مبرر مغامرة الوعد او بالاصح مغامرة تدمير لبنان لتحرير ثلاثة اسرى شرفاء في اسرائيل و احدهم معه الجنسية الاسرائيلية لان امه اسرائيلية، واخر معه ثلاث درجات دكتوراه من جامعة تل ابيب ويتصل هاتفيا باهله والثالث لا يعرف عنه احد شيئا، اهل اصبحت المعادلات الحسابية في نظر البعض ان اثنين من الاسرى في اسرائيل اثمن من الف وخمسماية معتقل في سورية بل اثمن من لبنان ، مما لا شك فيه ان هذه المعادلة خاطئة لكن الشعب اللبناني عض على الجرح وبصعوبة وغصة حفاظا على لبنان الدولة والكيان.

لام الكثيرون الحكومات اللبنانية التي اتت ما بعد الحرب على تكلفة اعادة الاعمار بعد الحرب الاهلية وتهيئة لبنان لمواكبة العصر الحديث واللحاق بالاقتصاد العالمي، والان بعد مرور الشهر الاول الذي زادت تكلفته من الجانب اللبناني على الاربعة عشر مليار دولار من خسائر مباشرة وغير مباشرة اصبح من الصعب التكهن بالتكلفة النهائية لهذه الحرب التي تعتبر من اقوى حروب القرن الواحد والعشرين.

باختصار واستعراضا لما تكبده لبنان من خسائر فقد خسر الاربعون مليار دولار السالف ذكرها وشبكة الطرقات والجسور الحديثة والبنية التحتية وتدمير مناطق بكاملها، بالاضافة الى استشهاد الف لبناني ثلثهم من الاطفال، وتهجير حوالي مليون لبناني باتوا بلا مستقبل على الاقل خلال العشرين سنة القادمة.

قدمت الدول العربية وعلى راسها المملكة العربية السعودية والكويت يد العون للاغاثة والاعمار وشكلوا بما قدموه نواة صندوق لاعادة الاعمار، لكن الى متى ستظل هذه الدول تتحمل وزر المغامرات غير المحسوبة لا كلفةً ولا استراتيجيًا، وقد احتاجت اوروبا الى مشروع مارشال لاعادة اعمارها واحتاج لبنان الى بيروت-1- وبيروت-2- لاعادة اعماره، والان يحتاج لمؤتمري بيروت ومارشال جديد لاعادة بناء بلد تهدم بصورة اكثر من كاملة .

وبالعودة الى قراء ايلاف فقد انحازوا باغلبيتهم الى فكرة امتداد حرب لبنان الى اسابيع اخرى وذلك عائد بالطبع اما لاقتناعهم ان حزب الله لن يرمي السلاح بسهولة، بالاضافة الى ان اسرائيل لن تسمح لاحد وايا يكن بكسر هيبتها العسكرية وبلغ عدد الذين صوتوا الى ان الحرب ستستمر لاسابيع 5108وبلغت نسبتهم 47% من عدد المقترعين الاجمالي والذين بلغ عددهم 10870، بينما بلغت نسبة الذين توقعوا استمرار الحرب لايام25 % اي 2717 مقترع اما الذين الذين احتاروا بالوضع واحتاروا متى سينتهي قتال الافكار غير اللبنانية على ارض لبنان واجابوا بلا اعرف وعددهم3043 اي شكلوا نسبة 28%.