وضعت الحرب أوزارها.. ومسؤولو إسرائيل يجهلون النتيجة
تصفية حسابات بإسرائيل وجدل حول الخسارة والربح

بشار دراغمه من رام الله: حرب انتهت، إن لم يكن ذلك في الميدان فهو على الأقل وفق القرارات الدولية. دبابات إسرائيلية تستعد للعودة إلى مكانها الصحيح

نازحون لبنانيون يعودون الى ديارهم
اخل إسرائيل. وعلى الأرض بدء بعضها بالتحرك بعكس الاتجاه اللبناني. جنود يحزمون أمتعتهم وما بقي من ذخيرتهم على أمل العودة إلى تل أبيب. إسرائيل تستعد لإحصاء خسائرها في هذه الحرب وفي ذات الوقت ستدرس ما جنته من quot;إيجابياتquot; بالنسبة لها. لكن الصمت الذي شهدته تل أبيب من 34 يوما لم يعد موجودا. فتصريحات المسؤولين الإسرائيليين ظهرت وكأنها تصفية حساب مع بعضهم. قادة يتهمون آخرين بأنهم دمروا إسرائيل في جرها لحرب خاسرة. وآخرون يؤكدون أن هذه اللحظة هي المناسبة لرحيل رئيس الوزراء أيهود أولمرت عن منصبه والذهاب نحو انتخابات مبكرة وتهيئة الأجواء لحكومة إسرائيلية جديدة. اتهامات بالفشل لا تأتي من مراقبين ومحللين فحسب وإنما من داخل البيت الإسرائيلي الرسمي وأقطاب هذا البيت.

رئيس الوزراء أيهود أولمرت الذي يقود حزب كديما ووزير الدفاع عمير بيرتس الذي يقود حزب العمل باتا محل اتهام في توريط إسرائيل في هذه المعركة. وداخل الحزبين يواجه كل منهما تصفية حسابات خاصة حول ما آلت إليه الأمور. فالعديد من قادة quot;كديماquot; وquot;العملquot; باتوا يوجهون أسئلتهم المحرجة لكل من أولمرت وبيرتس غير مكتفين بذلك ومطالبين بتشكيل لجنة تحقيق.

موفاز حاقد على أولمرت

شاؤول موفاز، وزير المواصلات في حكومة أولمرت ووزير الدفاع في حكومة أرائيل شارون السابقة ومن قبل رئيسا لهيئة أركان الجيش ثار هو الآخر على حكومته وأعلن تمرده بامتناعه عن التصويت على قرار مجلس الأمن. فداخل جلسة الحكومة يوم أمس التي اتخذ فيها خطوة المصادقة على قرار مجلس الأمن الدولي 1701 كانت الأجواء هادئة أمام وسائل الإعلام. إلا أن موفاز لم ينخفض صوته خلال تلك الجلسة. غير مخفيا بأن انتهاء المعركة بهذه الصورة هو خسارة لإسرائيل في الحرب. موفاز كان قد أظهر سابقا رغبته في مواصلة الحرب لأطول فترة ممكنة. واختلف مع وزير الدفاع عمير بيرتس حول آلية سير العملية العسكرية وتعالت الأصوات بينهما في احدى جلسات الحكومة ليتكون لدى موفاز حالة من الغضب اتجاه أولمرت وبيرتس بعدما انتهت المعركة هنا.

وقال موفاز quot;إن سبب الامتناع عن التصويت على قرار الأمم المتحدة يعود لعدم تضمن القرار على هدفين أساسين التي من أجلهما دخلت اسرائيل الحرب وهما: quot;اطلاق سراح الجنديين الأسيرين وتجريد حزب الله من أسلحته.quot; وادعى موفاز: quot;نتيجة هذه الاسباب لن يتجرد حزب الله من أسلحته. من سيجرد حزب الله من سلاحه؟ القوات الدولية؟ القوات الدولية لا تميز بين مواطني لبنان وبين مقاتلي لبنان.quot; وهاجم موفاز اولمرت قائلاً: quot;انا اذكر ان في قرار الحكومة التزمنا باعادة الجنديين من دون شرط أو قيد.quot;

ازدحام سير على طريق الجنوب اللبناني
اتهامات داخل الحكومة .. حرب خاسرة أم رابحة

وداخل الحكومة الإسرائيلية خلل يتعمق ومن غير الواضح لدى الوزراء فيما إذا ما كانت إسرائيل قد ربحت الحرب أم خسرتها. فوزير البنى التحيتة بنيامين بن العيزر أقر بفشل المعركة مبينا أن إسرائيل تلقت ضربة قوية ولم تحقق نتائج. إلا أن وزير الداخلية روني بار أون انتقد تصريحات بن العيزر، التي جاء فيها أن quot;اسرائيل خسرت الحربquot;. وقال بار أون: quot;ليس معقولا ان نكشف عن انجازاتنا من أجل ان نقنع بن العيزر باننا لم نخسر بالحرب. وبن العيزر يعلم جيدا أن لم نخسر الحرب.quot;

وقالت صحيفة quot;معاريفquot; الاسرائيلية إن امكانية اقامة لجنة تحقيق رسمية هي واردة للغاية في المستقبل القريب. وقال احد المسئوليبن للصحيفة: quot;نحن نقف امام تحرك جماهيري لم يسبق له مثيل. وعلى الحكومة ان تبذل جهودًا كبيرة من اجل الإستمرار. لكنها بالتأكيد لن تستطيع أن تؤجل اقامة لجنة تحقيق رسمية. والمطالبة ستزداد في الأيام القليلة القادمة.quot;

وقال مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي انه لم يقم حتى الآن جلسات حول السياسة الاعلامية في اعقاب الحرب. واضافت المصادر: quot;الائتلاف الحكومي هو ثابت للغاية ولا توجد مصلحة لاحد لاقامة لجنة تحقيق رسمية في هذا الصدد. ستكون هناك لجنة تحقيق برلمانية كأقصى حد.quot;