سمية درويش منغزة: التقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس زعيم حركة فتح ، رئيس حكومة حماس إسماعيل هنية ، دون الإفصاح لوسائل الإعلام عما دار حقيقة في الغرفة المغلقة ، لاسيما في ما يتعلق بتشكيل الحكومة القادمة التي أصبحت حديث الساعة لدى الشارع الفلسطيني مع انتهاء الحرب على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية. وبعد قرابة خمسة أشهر من تولي حركة حماس الحكم بالأراضي الفلسطينية ، وعدم مقدرتها حتى اللحظة على دفع عجلة الحياة اليومية بسبب الحصار المشدد والقطيعة الغربية التي فرضتها الإدارة الأميركية وإسرائيل على الأراضي الفلسطينية ، بدأت الأصوات تخرج للعلن دون خجل للمطالبة باستقالة حكومة حماس ، وتشكيل حكومة جديدة قادرة على تولي الأمور.

المواطن الفلسطيني مغلوب على أمره ، حيث يعيش بين نار الحرب الإعلامية لفتح وحماس ، ويصرخ دون جدوى ، quot; دعوني أعيشquot; ، بعد أن أصبحت الحياة والأوضاع المعيشية تثقل كاهله ، ولم يعد بمقدور الموظف الحكومي تامين غذاء وحليب أطفاله ، في حين يحرم عليه الحديث أو حتى الخروج بتظاهرة للمطالبة براتبه كما شرعه القانون ، خشية من اتهامه بالخيانة والتفريط.

ويقول النائب قيس عبد الكريم quot;أبو ليلىquot; عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ، أن درء انعكاسات هذه الحرب السلبية على القضية الوطنية ، يتطلب مغادرة السياسة الانتظارية والممارسات الفئوية التي ساهمت وتساهم في تعميق الأزمة الداخلية. وأكد أبو ليلى في بيان تسلمته quot;إيلافquot; ، على ضرورة الانتقال إلى مرحلة جديدة تبدأ بالتطبيق الفوري لوثيقة الوفاق الوطني ووضع آليات تنفيذها ، ومن بينها تشكيل حكومة اتحاد وطني بمشاركة الجميع.

وتقف حكومة وحركة حماس ، في مواجهة معظم فصائل منظمة التحرير الفلسطينية حتى اللحظة ، حيث تتحفظ على تشكيل حكومة وطنية ، دون ضمان الإفراج الفوري عن الوزراء والنواب المعتقلين لدى إسرائيل.

من جهتها قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين اليوم ، quot; من الغير معقول أن يتحول أمر اعتقال النواب والوزراء إلى ورقة في يد إسرائيل يصبح معها قرارنا الفلسطيني في جيب الاحتلالquot; ، ، في إشارة إلى رفضها تأجيل تشكيل حكومة وحدة وطنية. وتبقى الأيام القليلة القادمة معرضة للسجال والحراب الإعلامي بين الفصائل المطالبة بتشكيل حكومة جديدة حيث رغبة المواطن الفلسطيني من جهة ، وشروط حماس من جهة أخرى .

قتيلة وجرحى

ميدانيا قتلت مسنة فلسطينية إثر إصابتها بأزمة قلبية حادة بعدما اقتحم جنود الاحتلال منزلها في إطار عملية توغل للجيش الإسرائيلي لمخيم عسكر شرقي نابلس بالضفة الغربية. وأثناء تلك العملية أصيب ثمانية أشخاص في اشتباكات بين جنود الاحتلال وسكان المخيم استخدم خلالها الجنود أعيرة حية ومطاطية. وقد اعتقل الجيش الإسرائيلي في ذلك التوغل ثمانية أشخاص بينهم ثلاثة أشقاء، وقال إن عملية الاعتقالات متواصلة في مخيم عسكر.

وفي تطور آخر أفاد مراسل الجزيرة في غزة بأن 14 شخصا أصيبوا بجروح في غارة إسرائيلية على مبنى في مخيم جباليا شمال القطاع. وتقول قوات الاحتلال إنها استهدفت في هذه الغارة منزلا لعضو في حركة الجهاد الإسلامي. ويقول شهود عيان إن أصحاب المنزل جرى تبليغهم بضرورة إخلاء المكان وهو أسلوب باتت تتبعه قوات الاحتلال مؤخراً قبل قصف المنازل التي تدعي أنها تستخدم كمصانع ومخازن للأسلحة والصواريخ.

كما أفاد مراسل الجزيرة في قطاع غزة بأن الطيران الحربي الإسرائيلي قصف منزلا في بلدة بيت حانون شمال القطاع. ويعود المنزل إلى أحد كوادر ألوية الناصر صلاح الدين الجناح المسلح للجان المقاومة الشعبية. وقد أسفر القصف عن إصابة أحد المواطنين بجروح وتدمير المنزل بشكل كامل وإلحاق أضرار بالمباني المجاورة له وانقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة المستهدفة.

مصير صحفيين

على صعيد آخر أدانت لجان المقاومة الشعبية اختطاف الصحفيين الأجنبيين العاملين في محطة فوكس نيوز الأميركية مساء أمس في مدينة غزة على يد مسلحين مجهولين. ونفت لجان المقاومة في بيان لها أيّ علاقة لها بالعملية. وقامت الشرطة الفلسطينية بعمليات تفتيش للسيارات بحثا عن المخطوفين -أحدهما إيرلندي والآخر أميركي- في حين أدان متحدث باسم الحكومة الفلسطينية العملية وطالب بالإفراج عنهم فورًا. وتقول فوكس نيوز إنها لا تعرف الجهة الخاطفة ولكن هناك مفاوضات تجري لتأمين إطلاق سراح صحفييها.

تحذير فلسطيني

وإزاء الاعتداءات الإسرائيلية الجدية في الضفة والقطاع حذرت الحكومة الفلسطينية من أن يترجم الجيش الإسرائيلي فشله في لبنان إلى تصعيد عملياته العسكرية في قطاع غزة. وقالت الحكومة في بيان إنها تنبه المجتمع الدولي إلى أن الاحتلال قد يفكر في أنهم إذا لم ينجحوا في بنت جبيل فمن الممكن تعويض ذلك في غزة أو نابلس أو جنين أو الخليل أو رام الله. وأعربت الحكومة عن أملها بأن تصحو الحكومة الإسرائيلية بعد هذه الحرب المفتوحة في فلسطين ولبنان، وأن تقرر وضع حد للاحتلال والعدوان الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني.