اعتدال سلامه من برلين: كان من المفترض حسب برنامج وزير الخارجية الالماني فرانك فلتر شتاينماير ان يغادر العاصمة عمان بعد ظهر امس الى دمشق، لكن أبدى أحد الصحافيين الالمان المرافقين استغرابه لعدم توجههم الى دمشق في الوقت المحدد وقال : quot; كان الطائرة ستقلع عند الساعة الثانية والنصف بالتوقيت المحلي كانت ورغم مرور ثلاث ساعات عن الموعد ظلت في مطار عمان من دون حراكquot;. الامر الذي زاد استغرابه وزملائه، بعدها ابلغوا بان الوزير الغى رحلته الى العاصمة السورية بشكل سريع.

وجاء قرار شتاينماير كرد فعل على الخطاب الذي القاها الرئيس بشار الاسد امام مجموعة من الصحفيين السوريين، وأشار الى ان الكلمات التي استعملها الاسدquot; قلبت الوضع رأسا على عقبquot;، ثم تابع سفره الى المملكة العربية السعودية. وقال الوزير في حديث تلفزيوني له انه لمس من دمشق قبل رحلته اشارات بانها مستعدة للعب دور بناء في النزاع في الشرق الاوسط. لكن بعد التعمق في خطاب الرئيس الاسد وتحليله تأكد له انه من الخطأ زيارة دمشق، او اعتبار ما حدث وما سمع في الخطاب وكأنه شئ لم يكن، لذا قرر بسرعة وبوضوح الغاء الزيارة لان اجراء محادثات في ظل هذه الاجواء ستكون غير مجدية.
الا ان شتاينماير اكد بان بلاده لن تقطع الاتصالات مع سوريا، وما حدث لا يعني اننا سنوقف البحث عن حوار في المستقبل، لكن الحوار لن يكون بسبب الرغبة في اجراء حوار بل من اجل التوصل الى نتائج. ولان ذلك لم يكن متوقعا يوم الثلاثاء لذا كان من المطلوب ارسال هذه الاشارة الى دمشق. واضاف ايضاquot; اي طريق تختاره سوريا هو قرار متعلق بحكومتها نفسهاquot;.

في نفس الوقت اشار شتاينماير الى انه كان بامكان سوريا عبر المحادثات البناءة استرجاع ثقة المجتمع الدولي بها، الا ان خطاب الرئيس الاسد صب في الاتجاه الآخر. وانتقد الوزير الالماني الرئيس السوري فهو من وجهة نظره وضع علامة استفهام على قرار الامم المتحدة الداعي لوقف اطلاق النار في لبنان، كما دعا الى البحث عن حلول للنزاع من دون اسرائيل، وخطابه كان مساهمة سلبية لا تخدم باي شكل التحديات ولا تدفع بالفرصة المتاحة لحل النزاع في الشرق الاوسط. وحسب قوله كل الاسئلة التي كان يريد طرحها على الرئيس بشار الاسد رد عليها بشكل واضح عبر خطابه. وكان الاسد قد استبعد ابرام اتفاق سلام مع quot; العدوquot; اسرائيل، لانها بنيت على اساس التوسع والعدوان ولم تتغير بعد، quot; وبالطبع نستبعد شملها في السلام لانها عدوquot;. وقبل قيام شتاينماير برحلته الى الشرق الاوسط التي تقررت بشكل سريع اظهرت واشنطن وتل ابيب وباريس عدم ارتياح لها، وفسر محللون سياسيون ذلك ان حلفاء برلين نظروا اليها نظرة ريبة وبانها تريد الانفراد بسياستها من اجل تثبيت موقفها في المنطقة.