اندريه مهاوج من باريس : بعد اللغط الذي اثاره اعلان الرئيس الفرنسي جاك شيراك عن الاكتفاء بارسال 200 جندي الى لبنان في المرحلة الراهنة لتنضم الى قوات اليونيفيل عادت باريس لتوجه تطمينات الى اركان المجتمع الدولي حول عدم تخليها عن quot; واجباتهاquot; مؤكدة انها ملتزمة بتحمل مسؤولياتها بوتلي مهمات ميدانية ولكنها تنتظر تحديد اطر واضحة لتولي مهمة قد تتحول سريعا الى مهمة في وكر الدبابير كما قال مصدر في وزارة الدفاع الفرنسية . ويبدو ان فرنسا لا تريد قطع الطريق على اي تغيير مستقبلي في موقفها وان تنتظر لمعرفة نتائج الاتصالات والمشاروات الراهنة لكي تقرر الحجم النهائي لمشاركتها في دعم قوة اليونيفيل في لبنان.

واعلن المصدر ان ارسال 200 جندي بشكل عاجل الى لبنان وفقا لما ابلغه شيراك الى الامين العام للامم المتحدة كوفي انان لا يعني ابدا تخلي فرنسا عن القيام بدورها ولا يعني ان اندفاعها لتنفيذ القرار 1701 لن يتراجع .فيما تنتظر باريس لسبر اغوار مواقف باقي الدول خصوصا الاوروبية منها اذ ان فرنسا تفضل الا تعمل منفردة ولكن في اطار قوة اوروبية تتقرر داخل الاتحاد الاوروبي خصوصا ان بعض الدول الاوروبية ومنها تحديدا المانيا ستكتفي بارسال سفن وقوات لتقديم المساعدة اللوجيستية ولا تعتزم المشاركة بقوات برية وفقا لما اعلنته المستشارة انجيلا ماركيل وهذا ما ادى الى بروز تردد لدى الرئيس شيراك بارسال قوة فرنسية كبيرة وبتولي رئاسة قوة اليونيفيل المعززة من هنا جاء اتصال شيراك بماركيل بعد ظهر اليوم لكي يجدد, التذكير بالشروط التي تضعها فرنسا للمشاركة بفاعلية لتعزيز قوة الامم المتحدة في لبنان (يونيفيل) بما في ذلك تحديد quot;المهمة, وشروط الالتزام, وسلسلة القيادة وامكانيات القوةquot;. وبحسب الرئاسة الفرنسية, طالب شيراك خلال اتصاله بميركل, مجددا quot;بالتوازنquot; في المشاركة في عملية تعزيز اليونيفيل.

وقال قصر الاليزيه في هذا السياق, quot;في اطار اثارته لمسالة تعزيز اليونيفيل التي هي موضع بحث حاليا في نيويورك, شدد رئيس الجمهورية لدى ميركل على اهمية تحديد مهمة القوة وشروط التزامها وسلسلة قيادتها وامكانياتها في اسرع وقت ممكنquot;.
وشدد شيراك ايضا على quot;التوازن الضروري في المشاركة بارسال قوات بما يعكس التزام المجتمع الدولي باسره بما في ذلك الدول الاوروبيةquot;.

وكان شيراك اعلن الخميس ان فرنسا سترسل بشكل طارئ 200 رجل الى لبنان الا انها تطالب بمزيد من الضمانات الامنية لارسال مزيد من القوات.

الدوائر الدبلوماسية الفرنسية وضحت موقف شيراك الذي لا يتعتبر نهائيا وهو ما المحت اليه الخارجية الفرنسية اذ اعلن الناطق باسمها ان باريس لم تحسم موقفها النهائي من حجم مشاركتها في قوة اليونيفيل وان الرئيس شيراك سيحدد الموقف النهائي في ضوء الاتصالات والمشارورات الراهنة موضحا ان القرار ليس تقنيا بقدر ما هو سياسي اذ ان باريس قادرة من الناحية التقنية والعملانية من ارسال الاف الجنود فورا ولكن الامر يحتاج الى معالجة سياسية والى قرار سياسي .

ونفى الناطق الفرنسي ان تكون باريس قد تخلت عن التزاماتها السابقة او نكست بوعودها موضحا ان باريس تتولى الان قيادة اليونيفيل حتى شهر شباط المقبل ولا يمكن القول ان من يتولى مثل هذه المهمة يكتفي بلعب دور ثانوي او من الصف الثاني .