أسامة مهدي من لندن : اكد المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق ان التفجيرات التي شهدتها بغداد خلال الساعات الاخيرة وقتلت 67 عراقيا شيعيا واصابت حوالي 300 اخرين هدفها افشال المصالحة الوطنية واضاف ان الارهابين قرروا ان يستمروا في مسلسلهم الدموي واستهدافهم لابناء الشعب العراقي لادراكهم انهم قرروا ان يعيشوا بسلام تاركين جميع الخلافات السياسية والمذهبية والعرقية .

واضاف المجلس الاعلى الذي يترأسه عبد العزيز الحكيم زعيم الائتلاف الموحد الحاكم في بيان له اليوم ان هذه الفجيرات التي شهدتها مناطق مختلفة من بغداد تقطنها اغلبية شيعية تأتي على خلفية فتاوى وبيانات تدعو الى تكفير مذهب الشيعة من آل البيت لتزرع روح الفرقة بين العراقيين . ودعت الحكومة العراقية الى التعامل مع الارهابين القتلة بجدية واستئصالهم من البلاد وناشد كل المكونات العراقية من زيادة التلاحم من أجل عراقٍ جديد خالٍ من كل اوجه الارهاب من تكفيرين وصدامين .

واشارت مصادر امنية وطبية الى مقتل 67 شخصا واصابة اكثر من 300 اخرين في سبعة انفجارات بصورايخ وسيارات مفخخة استهدفت مناطق شيعية شرق بغداد الليلة الماضية حين وقعت ثلاثة انفجارات في مدينة الصدر وانفجار في منطقة بغداد الجديدة واخر في النعيرية (جنوب شرق بغداد) وانفجار في منطقة الامين واخر في حي القاهرة (شرق العاصمة).

وعبر المجلس عن الاسف لعدم صدور أي تنديد واضح وصريح من الجهات الاسلامية المعروفة سواء العراقية أو العربية أو غيرها لمثل هذه البيانات والفتاوى مشددا على ان علماء الدين والجمعيات الاسلامية والرموز الدينية والعشائرية والوطنية والاجتماعية يتحملون المسؤولية الكبرى في درء الفتنة وردع الارهاب .. وهنا نص البيان :

بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون﴾

شهدت بعض مناطق العاصمة بغداد يوم أمس 31/8/2006 سلسلة من الاعمال الاجرامية تركزت في أحياء يقطنها غالبية ساحقة من أتباع أهل البيت quot;عquot;، وقد راح ضحية هذه العمليات العشرات من المواطنين الأبرياء الآمنين، شهداء وجرحى جلّهم من الأطفال والنساء والشيوخ، فضلاً عن الدمار والخراب بالممتلكات، والذعر والهلع الذين سادا المناطق المحيطة .
ان هذه الأعمال الاجرامية تزامنت مع الدعوات المتكررة والجهود المتواصلة للحكومة العراقية وكل الخيرين والمخلصين لتفعيل مشروع المصالحة الوطنية الذي دعى اليه السيد رئيس الوزراء مؤخراًَ لنشر اجواء المحبة والوئام بين شرائح المجتمع، مما ظهرت آثاره بشكل كبير في مناطق عديدة سادها الهدوء والاستقرار بعد اجراء المصالحة والتفاهم بين وجوه المجتمع وشيوخ عشائره وقواه السياسية.
ان الارهابيين القتلة انما يمارسون هذه الجرائم لشعورهم بأن ابناء الشعب العراقي الواحد قرروا العيش بسلام واستقرار بغض النظر عن الخلافات العرقية والمذهبية والدينية والسياسية وان هذا الاستقرار يعني النهاية المحتومة لتلك المجاميع الارهابية.
أننا نؤكد بأن هذه الجرائم البشعة هي صدى للبيانات والفتاوى التي ظهرت في الايام القليلة الماضية والتي تؤكد ما صدر سابقاً من تكفير لاتباع مذهب أهل البيت quot;عquot; واطلاق اتهامات باطلة ومزيفة بحقهم، ومما يؤسف له ان هذه البيانات تصدر باسماء جهات تحمل اسم الاسلام والمجاهدين وتستخدم خطاباً طائفياً تحريضياً بعيداً عن روح الاسلام واخلاق وثقافة العراقيين الذين ما فتئوا ينبذون الفتنة والتناحر الطائفي، ومما يزيدمن الاسف اننا لم نسمع أي تنديد واضح وصريح من الجهات الاسلامية المعروفة سواء العراقية أو العربية أو غيرها لمثل هذه البيانات والفتاوى مما يخلف مرارة في قلوب اتباع أهل البيت quot;عquot;.

اننا اذ نستنكر وندين هذه الجرائم الشنيعة بحق العراقيين الابرياء، نناشد حكومتنا العراقية واجهزتها الأمنية بالتعامل مع هؤلاء القتلة المجرمين بشكل اكثر جدية واستئصال شأفتهم من البلاد والاعتماد على قوى الشعب العراقي في دحرهم وانهاء شرهم، كما نناشد العراقيين جميعاًَ عرباً واكراداً وتركماناً وأقليات اخرى، سنة وشيعة، مسلمين ومسيحيين، الى زيادة التلاحم وان نكون يداً واحدة لبناء عراق جديد موحد مزدهر خالٍ من الارهابيين والصداميين والمجرمين، كما ونود التأكيد على ان علماء الدين والجمعيات الاسلامية والرموز الدينية والعشائرية والوطنية والاجتماعية يتحملون المسؤولية الاكبر في درء الفتنة وردع الارهاب والارهابيين.
نسأله تعالى ان يتغمد الشهداء بالرحمة والغفران وان يسكنهم فسيح جناته وان يمن على الجرحى بالشفاء العاجل وان يلهم ذويهم الصبر والسلوان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق
بغداد ndash; 1 أيلول 2006