لندن: يحقق العسكريون البريطانيون اليوم الاحد في تحطم طائرة بريطانية تابعة لحلف شمال الاطلسي في جنوب افغانستان الذي اسفر السبت عن مقتل 14 عسكريا بريطانيا في اكبر خسارة تواجهها لندن منذ التدخل العسكري في هذا البلد في تشرين الاول/اكتوبر 2001. واعلن متحدث باسم الحلف الاطلسي في كابول ان طائرة استطلاع quot;نيمرود ام-آر2quot; تابعة لسلاح الجو الملكي وكانت في مهمة للحلف، تحطمت في ولاية قندهار جنوب افغانستان بسبب quot;مشكلة تقنيةquot;، مؤكدا انه لم يتم اسقاطها.

وادى تحطمها الى اكبر خسارة للقوات البريطانية في افغانستان والعراق منذ بدء الحرب على الارهاب بقيادة الولايات المتحدة في تشرين الثاني/نوفمبر 2001 .وقالت وزارة الدفاع البريطانية ان القتلى هم 12 جنديا في القوات الجوية واحد رماة البحرية وجندي في القوات البرية.

وبذلك يرتفع الى 36 عدد الجنود البريطانيين الذين قتلوا في افغانستان منذ بداية العمليات ضد حركة طالبان في هذا البلد في تشرين الثاني/نوفمبر 2001 اثر اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر في الولايات المتحدة.

وقتل ستة جنود بريطانيين خلال الشهر الماضي وحده. ويثير ارتفاع عدد القتلى البريطانيين تساؤلات عن مدى احتمال بريطانيا لهذه الخسائر. ورفض وزير الدفاع البريطاني ديس براون الاقرار بانها quot;مهمة مستحيلةquot;، مؤكدا ضرورة فهم سبب وجود القوات البريطانية في افغانستان. وقال quot;اننا موجودون هناك في اطار قرار للامم المتحدةquot;. واضاف quot;اعرف ان الجنوب (الافغاني) صعب جدا ومكان خطير وتجربتنا هناك كشفت ذلكquot; لكن quot;العالم المتحضر لا يمكن ان يسمح لافغانستان بان تصبح ارضا لتدريب الارهابيين من جديدquot;. وتابع quot;لقد ضمنا امن الموقع وبدأنا التحقيق (...) لكن المعلومات قبل تحطم الطائرة وبعده تشير الى وقوع حادث عرضي مأساويquot;.

ووصف رئيس الوزراء البريطاني توني بلير مقتل الجنود البريطانيين بانه quot;مأساةquot;. وقال ان مقتلهم quot;محزن لكل البلادquot;، مشددا على ان quot;القوات البريطانية تقوم بمهمة حيوية في افغانستان، وهذا الحادث الرهيب يذكرنا كثيرا بالمخاطر التي يتعرضون لها يومياquot;.

وينشر الجيش البريطاني خمسة الاف جندي في افغانستان يعمل حوالى اربعة الاف منهم مع الحلف الاطلسي على احلال الامن في ولاية هلمند الجنوبية التي ينشط فيها مهربو الهيرويين وعناصر طالبان. الا ان الصحف البريطانية ذكراليوم الاحد ان بريطانيا تخوض رسميا حربا في افغانستان ولا يقتصر عملها على حفظ السلام ومهمات لاحلال الامن.

وقالت صحيفتا quot;صنداي تلغرافquot; وquot;صنداي ميرورquot; ان القادة العسكريين يملكون بموجب قواعد جديدة للعمل، امكانية القيام quot;باعمال حربيةquot; مثل سلطة شن ضربات جوية على الاماكن التي يشتبه بانها مواقع لطالبان. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية لquot;صنداي ميرورquot; اليوم الاحد ان الوضع يخضع quot;للمراجعة باستمرارquot;.

وتنشر بريطانيا حوالى 7200 جندي آخرين في العراق. وتواجه الحكومة اتهامات بالافراط في نشر القوات وعدم تجهيزها بمعدات كافية، لكنها تنفي ذلك. وقال البريغادير اد باتلر قائد القوات البريطانية في افغانستان ان مقتل الجنود البريطانيين في افغانستان quot;يسبب اذى عميقا لاسرهمquot; واصدقائهم وزملائهم.

واكد الخبير في شؤون الدفاع الميجور تشارلز هيمن ان تحطم الطائرة سيسبب حتما مشاكل عسكرية وسياسية لحكومة بلير. وقال quot;سيؤثر ذلك دائما على الرأي العام والناس سيتساءلون +ماذا تفعل قواتنا هناك؟+quot;. وتابع quot;على كل حال بدأ يتبين انها مهمة لا تتمتع بفرص النجاحquot;، مؤكدا ان مصادر باكستانية ابلغته ان quot;التلال مكتظة بمقاتلي طالبان المدججين بالاسلحة والمدربين بشكل جيدquot;. واضاف quot;نظرا لهذا الواقع، امام الحكومة احد خيارين اما تعزيز كثيف للقوات او امر بسحبهاquot; من افغانستان.

ووجهت الطائرة نداء استغاثة قبل ان تختفي من على شاشات الرادار حسب ما اعلن القومندان البريطاني سكوت لاندي. وعبر الرئيس الفرنسي جاك شيراك عن quot;تأثره العميقquot;. وقال في رسالة بعث بها الى رئيس الوزراء البريطاني quot;في هذه الظروف المأساوية اود ان اعبر عن تضامن الشعب الفرنسي وعن تعازي الحارةquot;.