إستقالة 6 مسؤولين في بريطانيا وبلير يزور لبنان
عادل درويش من لندن: رئيس الوزراء البريطاني توني بلير يزور منطقة الشرق الأوسط بهدف التوسط لاحياء مفاوضات السلام والتوسع في تطبيق تصوره للشرق ألأوسط، وحل المشاكل الحاليةمثل الحصار الاسرائيلي على لبنان. ولاعلاقة لقرار اسرائيل انهاء الحصار بتوقيت الزيارة التي جاءت استكمالا للتعامل مع الخطوط التي طرحها في محاضرته في نهاية يوليو في لوس انجليس حول مسألة اعادة المشاركة مع القوى الاقليمية في المنطقة لحل المشاكل الرئيسية، وهي ليست هدفا بل وسيلة للسعي نحو السلام حسب مصادر داوننغ ستريت اليوم.

وقال المتحدث باسم داوننغ ستريت ان رئيس الوزراء يعي اهمية الحاجة لبدء اعادة المشاركة بين جميع ألاطراف في اسرع وقت ممكن، مضيفا انه يعي فقدان الثقة بين الأطراف على معظم المستويات، لكنهيعلم بضرورة التعامل مع هذه المشكلة بسرعة، ويقصد ضرورة اعادة الثقة المفقودة بين اطراف الصراع. واضاف بأن ذلك يعني العودة لخارطة الطريق، الأسم الذي منحته ادارة الرئيس جورج بوش للدفع بعملية سلام فلسطينية اسرائيلية.

ولاتتوقع المصادر البريطانية ان يقدم بلير وصفة سحرية لحل المشكلة وانما quot; السعي للبدء في المفاوضات بين الطرفين،quot; في قول مصدر قريب من رئيس الوزراء اضاف : quot;ليس لدينا اوهام او تصورات عما يمكن التوصل اليه او تحقيقه من الزيارة.quot; ووحسب المصدر نفسه فان رئيس الوزراء يعي مدى حالة الغضب الشديد على كل جانب وتوجس الاطراف من بعضها البعض، لكن quot; المهم الآن هو تدخل اطراف ثالثة، مثل الطرف البريطاني، لاقناع الجميع من مختلف الأتجاهات والأطراف بالعودة للتفاوض وخلق ثقافة من التفاوض.quot; ويرى البريطانيون ان حالة عدم الثقة والغضب بين ألاطراف تمنعهم من بدأ المفاوضات بأنفسهم، ولذا يحاول بلير اعادة احياء الدور البريطاني التقليدي الذي يتمتع تاريخيا بثقة الفلسطنيين والبلدان العربية، كما انه اول رئيس وزراء بريطاني ، منذ عقود طويلة، يتمكن من ألاستحواذ على ثقة رئيس وزراء اسرائيلي وعدد لابأس به من الزعماء ألاسرائيليين في بلد لايثق تاريخيا ببريطانيا ويتعبرها منحازة للأطراف العربية.

واضافت مصادر مكتب رئيس الوزراء انه لاعلاقة بين توقيت الزيارة وقرار اسرائيل رفع الحصار البحري علن لبنان غدا الخميس. وفي اجابة على سؤال عما يجعل داوننغ ستريت واثقة من قدرة الزعيم البريطاني على لعب دور الوسيط الذي يتمتع بثقة الأطراف المتصارعة، في ضوء الدعايات السبلية وتدهور الدعم الشعبي لبريطانيا في البلدان العربية؟

طلب المتحدث باسم الزعيم البريطاني من الصحفيين الحضور استرجاع تصريحات وتعليقات رئيس الوزراء والمحادثات التي اجراها مع زعماء المنطقة؛ خاصة رئيسي الوزراء اللبناني والأسرائيلي، والعالم اثناء الصراع بين اسرائيل وحزب الله قبل اسابيع، والتفكير مليا في شكل وجوهر هذه المحادثات لأكتشفوا مدى المامه بالمشكلة وعلاقاته الحميمية هناك.

واضاف المصدر ان محادثات رئيس الوزراء مع زعماء المنطقة اثناء الصراع، تجاوزت مجرد التركيز على الحل الوقتي للأشتباكات، وركزت بشكل مكثف على الحل على المدى الطويل للمشاكل المتعلقة وفي مقدمتها الصراع الفلسطيني الأسرائيلي، ووجد رغبة حقيقية لدى قادة المنطقة في العمل الجاد والمخلص للعودة باسرع مايمكن لطريق المفاوضات وحل المشاكل المزمنة، خاصة الصراعات وايجاد تسويات عادلة. واكتشف بلير شبه اجماع بين زعماء المنطقة بضرورة تدخل طرف ثالث يحظى بثقة ألاطراف المتصارعة لبدء المحادثات لآن ألطراف نفسها وقعت اسيرة خطابها السياسي مما يصعب على اي طرف بدء المفاوضات دون ان يبدأ وانه يقدم تنازلات قد لايقبلها جمهوره المحلي.

وكان بلير قال في محاضرته في لوس انجليس قبل ستة اسابيع ان المشكلة الفلسطينية والصراع في المنقة لايجب ان يسنح لهما بالأستمرار دون حل لأن في ذللك تهديد للسلام العالمي، كما انها مشاكل لن تختفي بمرور الزمن. واعتبر الصراع في لبنان بين حزب الله واسرائيل نتيجة للتراكم التاريخي للمشكلة الفلسطينية، وعلاقة اسرائيل بالجيران الذين لم يتم التوصل لتسوية سلمية معهم. وكان بلير قال في احاديث سابقة ان احداث الصيف التي وصفها بالمأساوية، ساعدت على تركيز الأذهان والأنظتار على ضرورة البدأ في ايجاد خطوات عملية لحل الصراع الفلسطيني ألاسرائيلي.