أسامة العيسة من القدس : مدد اليوم قاض إسرائيلي عسكري في معتقل المسكوبية بالقدس، اعتقال العميد محمود ضمرة (أبو العوض) قائد قوات أمن الرئاسة في الضفة الغربية التي يطلق عليها قوات الـ 17 لمدة 15 يوما.

وكانت قوة من حرس الحدود بالتعاون مع جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) اعتقلت ضمرة، قبل ثمانية أيام، على حاجز عسكري، بينما كان متوجها، مع عدد من مساعديه، إلى قرية مزارع النوباني، قرب رام الله.

ووضع اعتقال ضمرة حدا لمطاردة إسرائيل له منذ نحو ست سنوات، وليصبح ارفع مسؤول عسكري فلسطيني تعتقله إسرائيل.

وكان أبو العوض يعتمد اساليبا مموهة في تحركاته، ولم يكن يظهر للعلن، ولكنه حسب مقربين منه اطمئن بان المخابرات الإسرائيلية كفت عن ملاحقته، بعد أن توسط محمود عباس (أبو مازن) رئيس السلطة الفلسطينية له لدى الإسرائيليين، وحصل أبو العوض على تصريح من السلطات الإسرائيلية لمدة ثلاثة اشهر، يسمح له بموجبه عبور الحواجز العسكرية المنتشرة في الضفة الغربية، مما يعني عمليا إغلاق ملفه، إلا انه، وحسب المقربين من أبي العوض، لم تف المخابرات الإسرائيلية بوعدها، واعتقلته خلال الكمين على الحاجز العسكري قرب رام الله.

وأعلنت المصادر الإسرائيلية أن أبا العوض مطلوبا لها، بعد اشهر من اندلاع انتفاضة الأقصى، وحملته هذه المصادر مسؤولية عدة عمليات نفذت ضد المستوطنين قرب رام الله، من بينها عملية ذهب ضحيتها ابن الحاخام المتطرف كهانا وعائلته.

وبحسب هذه المصادر، فان أبا العوض كان يتلقى تعليمات من ياسر عرفات، رئيس السلطة الفلسطينية الراحل، لتنفيذ عمليات، ولم تكن تلك التعليمات مكتوبة، وكان على أبي العوض أن يفهم تعابير وجه عرفات المقيم معه في مقره المعروف باسم المقاطعة في رام الله، حتى يعرف ما يفكر به عرفات ويامر بتنفيذ تلك العمليات.

وأقدمت إسرائيل على اغتيال عددا من الذين يعملون في جهاز الـ 17 الذي يقوده أبو العوض باعتبارهم منفذين للعمليات المسلحة ضد المستوطنين في بداية الانتفاضة مثل مهند ابو الحلاوة.

وبقي أبو العوض مقيما في المقاطعة مع عرفات، ولم يغادرها طوال محاصرة الأخير التي انتهت بوفاته، وتردد أن عرفات اصطحب معه خلال مغادرته المقاطعة في رحلته الأخيرة على متن مروحيتين أردنيتين أبا العوض معه كي لا يتركه لقمة سائغة للإسرائيليين، ولكن تبين بان ذلك لم يكن صحيحا، ورغم أن السلطة خضعت لتهديدات إسرائيلية بإعادة اقتحام المقاطعة إن لم يتم إخراج المطلوبين منها، وأجبرتهم على مغادرة المقاطعة إلا أن ذلك لم يشمل أبو العوض، الذي بقي يعمل في مكتبه بالمقاطعة في ظروف شبه سرية وتحت اسم حركي هو (ليث)، ولم يكن يغادر مكتبه مطلقا، وهو عبارة عن غرفة ورواق صغير، يستخدمه أيضا للنوم. وكان يعمل وينام في هذا المكان تحت حراسة مشددة من رجاله، ولم يكن يترك رشاشه الذي يضعه تحت المكتب مستعدا لاستخدامه في اية لحظة.

ويعتقد أن أبا العوض نجا من عمليات اغتيال إسرائيلية، وقتل في إحداها أحد مساعديه، ومثلما لم يكن عرفات مستعدا تحت أي ظرف للتخلي عن أبي العوض، فان خلفه أبو مازن فعل نفس الشيء، ومنح ما يعتبر حماية له، عندما اخذ يظهر أبو العوض إلى جانب رئيس السلطة، باعتباره رئيسا لحرسه، ومن كبار المقربين منه، وتوسط له بالحصول على تصريح التنقل، إلا أن ذلك لم يحول دون اعتقاله حتى لو جاء ذلك متأخرا ستة أعوام، بالنسبة للمخابرات الإسرائيلية.