القاهرة:دعا الرئيس حسني مبارك مساء اليوم القوى الدولية الى الاعتراف بأن اخفاق عملية السلام وتوقفها هو جوهر مشكلات منطقة الشرق الأوسط. و قال الرئيس مبارك في كلمة أمام الجلسة الختامية للمؤتمر السنوي الرابع للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم إن quot;المنطقة تجتاز مرحلة خطرة من الاضطراب وغياب الاستقرار وتشهد خلطا للأوراق وتضاربا في الرؤى حول مستقبل الشرق الأوسطquot;.

ونبه الى أن محاولات لفرض واقع اقليمي جديد quot;لا يعي ظروف المنطقة ومعطياتها وأولوياتها ويتغاضى عما تواجهه شعوبها من تحديات وما تتطلع اليه من آمال وطموحاتquot;. كما اعتبر أن quot;أي حديث عن الشرق الأوسط الكبير أو الجديد يتجاهل حقيقة اخفاق عملية السلام وتوقفهاquot; كما أن أي حديث عن الحرب على الارهاب quot;لابد أن يقترن بحديث مماثل عن جذورهquot; للتوصل إلى حلول عادلة لقضايا عالقة.

وقال ان مصر ستواصل جهودها من أجل سلام المنطقة واستقرارها كما ستدافع عن رؤيتها لمستقبلها مضيفا quot;سنتمسك بأن يبقى العالم العربي قلب الشرق الأوسط ونواته وركيزته ولن نسمح بمحاولات طمس هويتنا العربية أو تذويبهاquot;.

كما تعهد الرئيس مبارك التصدي لمحاولات النيل من الدور الاقليمي لمصر أو المساس بأمنها القومي أو مصالحها العليا كما تعهد عدم السماح للأزمات التي تموج بها المنطقة بأن تعرقل مسيرتها. واشار الى الحوادث الاخيرة في المنطقة quot;من عدوان اسرائيلي على لبنان والتدهور الحادث في الاراضى الفلسطينية المحتلة والوضع في العراق ودارفور والقرن الافريقي فضلا عن اضطراب منطقة البحيرات العظمى حيث منابع نهر النيل والمخاطر الجديدة التي تهدد أمن الخليج والبحر الأحمرquot;.

من جانب آخر دعا الرئيس المصري الى المضي قدما في تحرير اقتصاد بلاده بعد أن استعادت قدرتها على جذب المزيد من الاستثمارات وتحقيق معدلات متزايدة للنمو واتاحة فرص العمل. ودعا في هذا الاطار الحكومة الى الإسراع بالمزيد من خطوات الاصلاح الاقتصادي والانفتاح على العالم وأن quot;تنعكس ثمار ذلك على الحياة اليومية للمصريينquot;. واعتبر quot;أنه آن الأوان لتوظيف ما تحقق من تحسن في مؤشرات الاقتصاد لإعطاء مزيد من الزخم لجهود التنمية الاجتماعية والارتقاء بالخدماتquot; منوها بأن التحدي الرئيس يتمثل في زيادة معدلات التشغيل واتاحة المزيد من فرص العمل أمام الشباب.

كما اكد الرئيس المصري ان مصر تسعى إلى تطوير الطاقة النووية مضيفاquot;ان علينا ان نجدد استفادتنا من مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة، بما في ذلك الاستخدامات السلمية للطاقة النوويةquot;، و داعيا للاستفادة من التقدم العلمي للتمكن من استعمال هذه الطاقة.

وتدعم القاهرة بناء شرق اوسط خال من السلاح النووي، بيد انها تؤيد استعمال التقدم العلمي لاستخدام سلمي للطاقة النووية.وكان جمال مبارك، نجل الرئيس المصري، اطلق الثلاثاء نداء مماثلا حيث اشار إلى ان الوقت حان لتبدأ مصر التفكير بمصادر طاقة بديلة quot;منها الطاقة النوويةquot;.من جهته، اشار السفير الاميركي في مصر فرانسيس ريكياردوني الخميس في هذا المجال إلى ان بلاده تشجع تطوير الطاقة النووية واستخدامها لغايات سلمية.واضاف في حديث مع تلفزيون المحور quot;تشجع الولايات المتحدة الاستعمال السلمي للطاقة النووية لغايات مدنيةquot;.

وكشف الرئيس مبارك ان بلاده ستدخل تعديلات مهمة على دستورها في الدورة البرلمانية التي ستنعقد في تشرين الاول/اكتوبر المقبل.واشار مبارك quot;ستشهد الدورة البرلمانية القادمة تعديلات دستورية هي الاكبر والاوسع نطاقا منذ العام 1980quot; التي حددت ولاية الرئيس المصري بست سنوات.

ويعود احدث تعديل دستوري الى ايار/مايو 2005 اثر استفتاء شعبي في 25 ايار/مايو سمح بتعدد المرشحين في انتخابات الرئاسة المصرية التي جرت في ايلول/سبتمبر 2005.بيد ان المعارضة رفضت هذا التعديل الذي وضعه نواب الحزب الحاكم لانه يفرض quot;شروطا قاسية جداquot; على المرشحين المستقلين الراغبين في المشاركة في الانتخابات الرئاسية.