سعيد موسى لـ(إيلاف): حماس وقعت في الشرك السياسي
خلف خلف من رام الله: ألقت تقاطعات تصريحات قادة فتح وحماس بظلالها على إمكانية تشكيل حكومة وحدة وطنية، فالاتهامات المتبادلة التي تفاقمت خلال اليومين الماضيين بين الطرفين زادت الأمور تعقيداً ودمرت كل الجهود التي بذلت من أجل تخفيف عمق الفجوة ووضع استراتيجية مشتركة قد يكتب لها النجاح في فك الحصار الدولي الاقتصادي السياسي الذي جاء كنتيجة لصعود حماس لسدة الحكم بعد فوزها في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني بداية العام الحالي، وتشكيلها للحكومة الفلسطينية.
تأجج الاتهامات وإشعالها بين الجانبين جاء اثر إقدام مجهولين على اغتيال العميد جاد التايه مسؤول العلاقات الدولية في جهاز الاستخبارات الفلسطينية. وأربعة من مرافقيه في شارع البحر في مدينة غزة بمحاذاة مخيم الشاطئ، وتكمن حساسية هذه المنطقة من الناحية الأمنية، كونها تقع بالقرب من منزل رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية، مما يعني أنه يصعب على أي فئة أو مجموعة كانت، غير مدعومة، اختراق المنطقة وتنفيذ عملية اغتيال بحق شخصية رفيعة المستوى.
هذا الأمر جعل حركة فتح تلمح إلى تورط عناصر من حركة حماس في عملية الاغتيال، كما جاء على لسان نائب مدير جهاز الاستخبارات الفلسطينية جمال الطيراوي الذي قال في رده على سؤال حول المسؤولين عن قتل العميد التايه: إنهم من عناصر حماس وتنظيم آخر، رفض الإفصاح عنه، نافياً أن تكون عملية الاغتيال وقعت لأسباب سياسية كما ادعت بعض الأطراف. وفي تعقيبه على بيان موقع باسم قاعدة الجهاد في ولاية فلسطين، قال الطيراوي: بامكان كل شخصين إصدار بيان يضعان فيه ما يريدان، كما حمل الطيراوي وزير الداخلية الفلسطيني سعيد صيام المسؤولية.
ونظمت حركة فتح مسيرة اليوم الجمعة عبرت فيها عن غضبها من تصرفات حركة حماس، ووزعت الحركة بيانا خلال المسيرة حملت من خلاله الحركة الحكومة الفلسطينية برئاسة حماس دماء أبناء حركة فتح الذين سقطوا بنيران مسلحين مجهولين. وجاء في البيان من قتل فتحاوياً سيقتل ولو بعد حين، لأن دماء أبناء فتح لن تذهب ولن تقبل الدية.
كما دعت الحركة كافة كوادرهاإلى أخذ الحيطة والحذر والبقاء في حالة استنفار، وطالبتهم بالحذر من الشائعات والبيانات المدسوسة التي تستهدف النيل من الصف الفتحاوي. من جهة أخرى قال أمين سر حركة فتح إقليم الشمال جمال أبو الجديان إن هذا الإجرام لن يكون عائقا أمام حركة فتح من استكمال المشروع الوطني وان فتح لن تقف مكتوفة الأيدي جراء ما يحدث على الساحة الفلسطينية.
ومن ناحيتها، حذرت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس من استمرار ما أسمته حال الانحطاط السياسي والإعلامي، وعدمعودة البعض إلى رشدهم وعقلهم، مضيفة في بيان لها أن ذلك سوف يدفعها لفتح كل ما تملك من ملفات تتعلق بالجرائم وملفات الفساد والخيانة، مشيرة إلى أنها قد تضطر للخروج لوضع حد لكل المتطاولين ودعاة الفتنة والاقتتال والعابثين بوحدة ودماء ومصير الشعب الفلسطيني.
وقالت في بيان شديد اللهجة حمل عنوان: إلى دعاة الفتنة..صمتنا لن يدوم!!: إن الأحداث والممارسات الأخيرة التي أقدمت عليها جهات في حركة فتح ضد حركة حماس والحكومة الفلسطينية، واتهامها بأقذع الألفاظ وأردأ الشتائم (...) ومحاولة تعبئة وتحريض الجماهير ضدها، ودفع الأمور باتجاه الحرب الأهلية، كل ذلك يحمل بوادر انعدام المسؤولية الوطنية والأخلاقية.
وعبرت كتائب القسام عن إدانتها الشديدة لما اعتبرته تصعيدا خطرا وهجمة مبرمجة تشنها العديد من الجهات داخل حركة فتح ضد حركة حماس وحكومتها، وقالت: إن التصعيد الخطر والتشويه البالغ الذي تمارسه هذه الجهات بحق حركة حماس والحكومة الفلسطينية لا يستهدف الحركة وحكومتها بقدر ما يستهدف تدمير وتخريب أسس ومقومات المجتمع الفلسطيني والنظام السياسي الفلسطيني.
وجاء في البيان: إن محافظة كتائب القسام على هدوئها وصمتها حتى الآن في مواجهة الانقلاب الخطر ومظاهر التمرد التي يقودها البعض في وجه الحكومة المنتخبة، تأتي انسجاماً مع مقتضيات الوحدة الوطنية، ورغبة في تفويت الفرصة على كافة محاولات إشعال فتيل الفتنة داخل المجتمع الفلسطيني، إلا أننا في الوقت ذاته نؤكد أن صمتنا لن يستمر طويلاً على هذه الممارسات الخطرة والمؤامرات الدنيئة.
التعليقات