بشار دراغمه من نابلس: قال الدكتور ناصر الدين الشاعر، نائب رئيس الوزراء في رده على أسئلة (إيلاف) خلال مؤتمر صحافي عقده عقب الإفراج عنه من السجون الإسرائيلية إن المحققين لم يفلحوا في إثبات أي تهمة ضده. وقال إنه رفض إجراء حوار سياسي مع المحققين الإسرائيليين.

وأضاف:quot; الإسرائيليون حاولوا محاورتي سياسيا إلا أنني رفضت وأخبرت المحققين ان عليهم محاورتي في مكتبي أو في أي مكان محايد وليس داخل غرفة تحقيقquot;.

وأكد الشاعر خلال المؤتمر أن المحققين فشلوا في إثبات أي تهمة ضده خلال فترة التحقيق معه والتي استمرت لثلاثين يوما موضحا أن اساس اعتقاله كان ملف اختطاف الجندي جلعاد شاليط في قطاع غزة إضافة إلى ممارسة ضغوط على الحكومة الفلسطينية.

وتحدث الشاعر في البداية عن ظروف اعتقاله قائلا:quot; لا يوجد ما هو أغلى من الحريةquot; وأضاف:quot; اعتقلت في التاسع عشر من الشهر الماضي من بيتي في مدينة رام الله وتم اقتيادي إلى معتقل عوفر وبعد يوم واحد تم نقلي إلى عزل في سجن شمورت في نتانيا والتقيت هناك الدكتور عزيز الدويك ووجدت أنه متعب جدا وبدأ يشعر بنوع من النسيان لما يحفظه من القرآن بسبب الأدوية التي أعطوه إياها وظروف اعتقالهquot;.

وأوضح الشاعر أنه اعتقل في زنزانة سيئة جدا وأضاف:quot; عرفت أن هذه الزنزانة تم إعدادها لحسن نصر الله أمين عام حزب الله في حال نجحت إسرائيل في اعتقالهquot;. وتابع قائلا:quot; تم بعد ذلك اقتيادي إلى تحقيق بيتح تكفا وبقيت في التحقيق حتى صباح اليوم علما بأن التحقيق كان يتواصل معي ليلا نهاراquot;.

وحول الأمور التي تم التحقيق مع الشاعر بشأنها أكد نائب رئيس الوزراء أن التحقيق تركز على عمله في الحكومة حيث قال له المحققون إنه يعمل في حكومة لا تعترف بحق إسرائيل في الحياة وبالتالي فإن عمله مخالف للقانون. وأضاف:quot; لكن المحققين أيقنوا أنه لا يمكن إدانتي لأنني أعمل في الحكومة وحاولوا البحث عن أشياء أخرى لكن كل التهم التي وجهت لي كانت خاطئة فقد تم اتهامي بممارسة نشاطات انتخابية خلال فترة الانتخابات وأنا في تلك الفترة كنت في السجن وعادوا ليقولوا انني مارست نشاطا من داخل السجنquot;.

وأوضح الشاعر أن المحققين وبعد فشلهم في إثبات التهم ضده حاولوا أن يتهموه بالإنتماء إلى حركة حماس. وقال:quot; قالوا لي إنني نائب هنية وهو رئيس الوزراء ومن قادة حركة حماس وبالتالي انت عضو في حماس وحاولوا ايضا أن يوجهوا لي تهما بالعمل في أمور داخل مدينة القدس خاصة بعد اعتقال وزير شؤون القدسquot;.

وأوضح أيضا أن قضية الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط كانت حاضرة في كل جلسات التحقيق وأضاف:quot; قالوا لي إطلق سراح شاليط وسنفرج عنك فوراquot;. وتابع:quot; وكذلك حاولوا أن يبحثوا عن اتصالات أجريتها مع مصر بشأن الجندي شاليط واتصالات مع الاتحاد الأوروبي وحتى مع قطاع غزة لكن رفضت التعامل معهم في هذا المجال لأنني مسؤول فلسطيني واقوم بعملي وأجري اتصالات يومياquot;.

وبين الشاعر أن المحققين لجأوا إلى إحضار الدكتور عمرو عبد الرازق وزير المالية لكي يشهد ضده إلا أن عبد الرازق لم يستجب لرغبة المحققين وكان أقوى من ذلك بكثير وتعامل معهم بشخصية قوية ورفض الشهادة ضد الشاعر. وأضاف قائلا:quot; وصل الأمر بهم أن طلبوا مني أن أعترف أنني من حركة حماس ليتم الإفراج عني فورا لكنني رفضت الاعتراف بأشياء لم اقم بهاquot;.

وحول شروط الإفراج عنه أكد الشاعر أنه تم في البداية إصدار قرار الإفراج بشرط منعه من السفر لأربعة أشهر أو دخول مدينة رام الله وحتى ممارسة أعماله الرسمية وتابع:quot;لكنني رفضت هذه الشروط وتم تخفيض الفترة لأسبوعين وسيلجأ المحامي للاستئناف من أجل إلغاء فترة الاسبوعين التي تم تحديدهاquot;.

وقال الشاعر انه اجرى اتصالات مع الاسير مروان البرغوثي تناول خلالها مسألة حكومة الوحدة الوطنية باعتبارها المخرج للازمة الراهنة التي يعيشها شعبنا.

وكانت محكمة عسكرية إسرائيلة رفضت تمديد اعتقال الشاعر اليوم لعدم وجود أدلة توجب استمرار اعتقاله. وقال محاميا الشاعر، أسامة السعدي وفارس أبو حسن، إنّ الإفراج عن الشاعر جاء مشروطاً بتعهده المثول أمام المحكمة عندما تطلب منه ذلك، ومنعه من دخول مدينة رام الله، حيث مقر عمله، لمدة أسبوعين، وحظر السفر عليه للخارج حتى منتصف شهر تشرين الأول (أكتوبر) المقبل.

وكان الشاعر قد اعتقل في 19/ 8/ 2006 من منزله في رام الله في إطار حملة الاعتقالات التي شنتها قوات الاحتلال ضد وزراء ونواب من حركة حماس في أعقاب اختطاف الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليت على أيدي مقاومين فلسطينيين في قطاع غزة في حزيران الماضي.