واشنطن-مونتريال: اكدت الولايات المتحدة امس الجمعة انها كانت تعتقد ان الكندي ماهر عرار لن يتعرض للتعذيب عندما طردته الى سوريا.وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية شون ماكورماك quot;استنادا الى المعلومات التي كانت بحوزتنا فان عرار كان يمثل تهديداquot; لامن الولايات المتحدة لذلك طرد quot;الى البلد الذي يتحدر منه، سورياquot;.

واوضح أنquot;هذا الامر تم بعد ان تلقينا ضمانات بانه سيعامل طبقا لاتفاقيات جنيف اي ان لا يتعرض لسوء المعاملة. كنا نأمل بان لا يتعرض للتعذيب ولا لسوء المعاملةquot;.واشار الى ان السلطات الاميركية لم تبلغ السلطات الكندية قبل ترحيل عرار.ولكنه اضاف انه بعد هذه القضية تجري السلطات الاميركية مشاورات مع السلطات الكندية لحل قضايا من هذا النوع.

وفي ايلول/سبتمبر 2002، اعتقلت السلطات الاميركية ماهر عرار وهو مهندس كندي من اصل سوري (36 عاما) حين كان في توقف في نيويورك عائدا من رحلة الى تونس.وبعد 11 يوما من التوقيف، رحلت السلطات الاميركية عرار الى سوريا حيث اعتقل وعذب على مدى حوالى سنة قبل ان يتمكن من العودة الى كندا.

وطلب عرار من رئيس الوزراء الكندي اعتذارا علنيا، بيد ان الاخير لم يلب طلبه حتى الساعة.وقدم رئيس الشرطة الملكية الكندية جوليانو زاكاردلي اعتذارا الخميس الى ماهر عرار. وكان المفوض جوليانو زاكارديلي قائد الشرطة الملكية في كندا تقدم الخميس باعتذار علني من عرار الكندي من اصل سوري، عن quot;الظلم الفظيعquot; وquot;الالامquot; التي تحملها وعائلته.

في هذا السياق، لم تقتنع الصحف الكندية باعتذار قائد الشرطة الفدرالية من ماهر عرار الذي سلم الى سوريا الى معلومات كندية تقول انه متطرف اسلامي، حتى ان بعض الصحف طالبت امس الجمعة باستقالة قائد الشرطة.

وجاء في تقرير للجنة تحقيق ان المعلومات التي ارسلتها الشرطة الكندية الى الولايات المتحدة ساهمت في اتخاذ القرار الاميركي بارسال عرار الى سوريا، حيث اوقف نحو عام وتعرض للتعذيب، في حين ان المعلومات التي اشارت الى علاقته بتنظيم القاعدة غير صحيحة.

ومن ناحيتها، دعت المعارضة الكندية الحكومة الى تقديم احتجاج رسمي لدى السلطات الاميركية على هذه القضية.وتساءل نائب من الكتلة الكيبيكية في مجلس العموم quot;ماذا ينتظر وزير الامن العام (ستكويل داي) لتقديم شكوى رسمية الى السلطات الاميركة؟quot;

ولكن داي لم يعط جوابا حاسما في الامر مكتفيا بالتذكير انه وجه رسالة الاسبوع الماضي الى نظيره الاميركي مايكل شيرتوف طلب منه فيها سحب اسم ماهر عرار وافراد عائلته من اللائحة الاميركية لمراقبة الارهابيين وكما فعلت كندا.

وكان وزير الخارجية بيتر ماكاي اعلن الخميس quot;لم نقدم احتجاجا رسميا بعد ولكننا ننوي القيام بذلكquot;.

وكتبت صحيفة quot;ذي غلوب اند ميلquot; في افتتاحيتها quot;كان على المفوض ان يظهر قدرا اكبر من الكياسة عبر الاقرار بمسؤوليته عن هذا الخطأ بدل تقديم اعتذارات، كان عليه ان يستقيلquot;.وانتقدت الصحيفة زاكارديلي كونه لم يفعل شيئا للافراج عن عرار وانقاذ سمعته، رغم انه علم سريعا ان المعلومات التي نقلتها اجهزته كانت مغلوطة.

من جهته، اعتبر كاتب الافتتاحية في صحيفة quot;لو دوفوارquot; ان quot;شهادة المفوض كانت ضبابية بمقدار ما كان تقرير (لجنة التحقيق) برئاسة القاضي اوكونور واضحا، الشرطة الملكية قالت امورا كثيرة لكنها لا تقر باخطائها الفعلية في هذه القضيةquot;.كذلك، كتب معلق في صحيفة quot;لا برسquot; ان quot;شرطتنا الجيدة المدربة قامت بكل شيء لاخفاء اخطائها، والواقع ان تطور قضية عرار اظهر لنا مؤسسة تمارس التمويه وكادت ان تنجحquot; في ذلك.