محمد قاسم من بغداد: افادت انباء مقربة من مجلس الوزراء العراقي اليوم ان اعضاء الكتلة الصدرية انهوا تعليق عضويتهم في البرلمان (30 مقعدا) وفي الحكومة (ست حقائب وزارية) بعد مرور نحو اربعين يوما على خلفية لقاء رئيس الوزراء نوري المالكي بالرئيس الاميركي جورج بوش في نهاية نوفمبر الماضي حيث اشترطت الكتلة ان تعلن القوات الاميركية عن جدول زمني لانسحابها من العراق اضافة الى تحسين الخدمات في البلاد.

وشهدت فترة الاربعين يوما الماضية لقاءات عدة بين ممثلي الكتلة واخرين عن الائتلاف الشيعي (130 مقعدا) لاقناع اعضاء الكتلة بالعدول عن تعليق عضويتهم. من بينها لقاءات مع المرجع الشيعي السيد علي السيستاني بالصدريين اضافة الى لقاء بين وفد الائتلاف مع السيد مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري.

ويرجح مراقبون في العاصمة العراقية ان تكون عودة الكتلة الصدرية للبرلمان والحكومة جاءت بعد شهود تحسن في وضع الخدمات وبعد اعدام الرئيس السابق صدام حسين وتطمينات رئيس الوزراء بقرب اعلان جدول زمني لانسحاب القوات الاميركية اضافة الى تاثير اعضاء الكتلة الذين كانوا يؤدون مناسك الحج في ترطيب الاجواء مع رئيس الوزراء.

كما ساهم قرب تطبيق الخطة الامنية الجديدة في العاصمة بغداد نهاية الاسبوع الجاري وقرب اعلان الرئيس الاميركي جوررج بوش عن استراتيجيته الجديدة حول العراق في عودة اعضاء الكتلة حيث يتم طرح اسم جيش المهدي كهدف للخطة وكمعوق في ارساء دعائم السلم الاهلي في العراق وفقا للتحليلات الاميركية خاصة العسكرية منها وابرزها تقرير البنتغاون اخر العام الماضي الذي اظهر جيش المهدي كعامل تصعيد في العاصمة بغداد ووصفه كاخطر فصيل مسلح يواجه الحكومة العراقية والجيش الاميركي.

واشارت مصادر مجلس الوزراء الى ان المالكي قال للوفد الصدري المشكل من فلاح شنشل وناصر الساعدي ان المرحلة التي يمر بها العراق تدعو العراقيين الى مزيد من التكاتف والوحدة والتغاضي عن اسباب التفرق والتباعد.quot;واشار الى ان المالكي اوضح للوفد الصدري ان الحكومة مقبلة على خطة انفجارية في مجال الخدمات والاعمار وان بقاء الصدريين بعيدا عن العمل السياسي يخل بهذه الخطة.

وكان السيد مقتدى الصدر التقى صباح اليوم في النجف جنوب بغداد مع المرجع السيد علي السيستاني للتهنئة بعيد الغدير والتباحث حول الوضع الامني والسياسي. وفقا لمصادر عراقية اوردت النبا اليوم. وربطت بين هذا اللقاء ولقاء وفد الكتلة مع المالكي التي تمخض عنها العودة عن تعليق عضويتها.