اتهم سياسيين عراقيين سنة بعلاقات مع الارهابيين
الائتلاف: محاولة انقلاب لها اساس من الصحة

الحياة في بغداد تعود لطبيعتها ومضاعفة الرحلات
أسامة مهدي من لندن: قال الائتلاف العراقي الشيعي الموحد الحاكم ان المعلومات المتداولة حول محاولة انقلاب فرض اثرها حظر للتجول في بغداد امس لها اساس من الصحة ودعا الى تعديل وزاري كبير يشمل الوزارات الامنية والخدمية مؤكدا وجود ازمة ثقة بين رئيس الوزراء نوري المالكي ونائب رئيس الجمهورية وبينه وبين نائب رئيس الحكومة ايضا.

واضاف النائب عن الائتلاف الشيعي من الكتلة الصدرية بهاء الاعرجي خلال مؤتمر صحافي في بغداد اليوم ان العراق يعيش تجاذبات سياسية خطيرة نتيجة وجود قوات الاحتلال التي جاءت اليه باكاذيب الديمقراطية التي فتحت الابواب امام الصداميين من انصار الرئيس المخلوع صدام حسين والتكفيريين من المسلحين العرب ليقوموا بقتل العراقيين وكذلك باكذوبة حكومة الوحدة الوطنية والمصالحة الوطنية . واشار الى انه في جميع دول العالم فان القوة التي تفوز في الانتخابات هي التي تشكل الحكومة في اشارة الى الائتلاف الشيعي ولكن اصواتا نادت بضرورة مشاركة المكون الثاني في البلاد في اشارة الى السنة فيها quot;جعلنا نقبل بهذه الاكذوبة الاخرىquot; .

واكد ان بعض السياسيين السنة لهم علاقات مع الارهابيين الصداميين والتكفيريين . واشار الى وجود ازمة ثقة كبيرة بين رئيس الوزراء نوري المالكي وبين نائبه (في اشارة الى النائب السني سلام الزوبعي) وبين المالكي ونائب رئيس الجمهورية (السني طارق الهاشمي) وبين رئيس مجلس النواب السني محمود الهاشمي ونائبه الشيعي خالد العطية . واوضح ان افراد حماية الهاشمي ينفذون عمليات ارهابية اضافة الى العثور الجمعة الماضي في منزل عضو برلماني مهم (في اشارة الى رئيس جبهة التوافق السنية عدنان الدليمي) على متفجرات وسيارات مفخخة واخرى معدة للتفخيخ حيث اعتقل في المنزل عضو مهم في تنظيم القاعدة الارهابي .

وشدد على ان المعلومات التي تداولها العراقيون خلال اليومين الماضيين والتي ادت الى فرض حظر للتجول في بغداد لمدة 36 ساعة انتهى صباح اليوم لها اساس من الصحة لكنه استدرك قائلا انه بوجود قوات الاحتلال يصعب وقوع مثل هذا الانقلاب لكنها رسالة واضحة من البعثيين والتكفيريين يقولون فيها بانهم مازالوا موجودين في اجهزة الدولة وفي المؤسسات الامنية ويمكن لهم ان يقوموا بما يريدون . واضاف ان كل هذه الاحداث تحصل لكن الجهات الرسمية تفضل عدم التحدث عنها بذريعة عدم افشال خطط المصالحة الوطنية وان البلاد تمر بظروف دقيقة لاتتحمل الكشف عن هذه التجاوزات .

ودعا الاعرجي من اجل تصحيح الاوضاع الى ترميم العلاقة بين رئيس الوزراء وبين نائبه ونائب رئيس الجمهورية وبين رئيس مجلس النواب ونائبه . وطالب باجراء تعديل وزاري كبير يشمل الوزارات الامنية والخدمية التي لها مساس مباشر بحياة المواطنين . واكد ضرورة اخراج أي مسؤول مسيء من الحكومة ورفع الحصانة عن أي نائب يثبت له صلة مع الارهابيين مشيرا الى ان هذه الحصانة اصبحت غطاء لنواب على علاقة وتنسيق مع الارهابيين . وقال انه اذا لم تتحرك الحكومة لفعل شيء فانه سيقدم استقالته من مجلس النواب لانه لايريد ان يخون الامانة التي على اساسها انتخبه المواطنون .

وقد عادت الحياة في بغداد اليوم إلى طبيعتها بعد 36 ساعة من حظر تجول اختلفت الروايات حوله بين وقوع محاولة انقلابية وبين توزع ثمان مفخخات وإرهابيين يحملون أحزمة ناسفة في مناطق متفرقة من العاصمة . وأبلغ مصدر عراقي quot;إيلافquot; في اتصال هاتفي من بغداد إن المواطنين لاحظوا انتشارا للقوات الاميركية في الساحة العامة وتقاطعات الطرق امس فيما حلقت الطائرات السمتية في سماء العاصمة بشكل كثيف جدا بينما اخترق الطيران الحربي الاميركي حاجز الصوت لمرات عدة في مناطق العاصمة الجنوبية والغربية وبشكل يوحي بأن وراء حظر التجول مخاطر اكثر من دخول مفخخات وانتحارين باحزمة ناسفة اليها مما اثار شائعات عن كشف مخطط لانقلاب لم تؤكدها المصادر الرسمية.

واشار الجيش الاميركي الى ان حظر التجوال قرار يخص الحكومة العراقية وان مثل هذه الاجراءات أثبتت فاعليتها في الماضي حيث تخضع العاصمة بصفة دائمة لحظر تجول ليلي ويحظر بشكل معتاد سير السيارات أثناء صلاة الجمعة. وكان العثور على عشرات الجثث المقيدة والتي تحمل اثار تعذيب واصابة بأعيرة نارية ملقاة في شوارع بغداد بشكل شبه يومي مؤشرا على تصاعد حوادث القتل الطائفي منذ شباط (فبراير) الماضي اثر تفجير قبة الامامين العسكريين لدى الشيعة في مدينة سامراء شمال غرب بغداد.