لقاء ميركل رايس يبحث عملية السلام في الشرق الأوسط

واشنطن الساعية لجعل العراق سدا امام ايران بمواجهة طعونات الداخل

المالكي: بوش أكثر ضعفا اليوم من أي وقت مضى

عادل درويش من برلمان وستمنستر، برلين، وكالات: تقتصر زيارة وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس للندن اليوم على لقاء خاص مع رئيس الوزراء توني بلير، وعشاء مع نظيرتها البريطانية مارغريت بيكيت، بعيدا عن الاضواء وبدون مؤتمر صحافي او تصريحات وذلك في محاولة من داوننغ ستريت لتفادي المزيد من الإحراج الذي سببه الإنتقاد العلني والعنيف من قبل وزير شؤون ايرلندا الشمالية بيتير هين لسياسة جورج بوش الخارجية ووصفها بالفشل في كل مكان.

لكن quot; خجل quot; رايس من الكاميرات الصحافية البريطانية، وامتناعها عن الكلام المباح امام الميكروفونات، quot; لايعني انه لايوجد الكثير للحديث عنه والتشاور بشأنهquot;، حسب قول مصدر بريطاني.

وحسب المصادر الدبلوماسية، فإن الوزيرة الاميركية، ستطلع الزعيم البريطاني على نتائج جولتها الشرق اوسطية التي التقت فيها المسؤولين في إسرائيل، ومصر، وسبع دول عربية والرئيس الفلسطيني محمود عباس.

لكن هجوم الوزير البريطاني بيتر هين، وهو من المرشحين لمنصب نائب رئيس الوزراء في عهد ما بعد بلير المتوقع ان يبدأ في حزيران / يونيو من هذا العام، على سياسة الرئيس بوش الخارجية بعنف لا يلقي بظلاله على الزيارة فحسب بل يسبب حرجا لبلير الذي يعتبر حلفاؤه، وهم اقلية الآن في الحزب الحاكم، انها هجوم عليه بسبب قربه من الرئيس بوش.

وقد رفضت مصادر داوننج ستريت اليوم التعليق على هجوم هين ، حتى لا تزيد من حرج رئيس الوزراء امام ضيفته، خاصة وان الصحافيين يبرزون هذا الخلاف في مقدمة التقارير الصحافية ومطلع نشرات الأخبار.

وقال هين في مقالة له في مجلة نيوستاتسمان، وهي تاريخيا ومنذ منتصف القرن الماضي تعتبر منبرا لمثقفي اليسار، ان ادارة الرئيس بوش الحالية هي اكثر الإدارات يمنية في تاريخ الولايات المتحدة. واضاف وزير شؤون ايرلندا الشمالية ان السياسة الخارجية للمحافظين الجدد بزعامة بوش، ومن خلال تصدير الديمقراطية بقوة السلاح، سببت صعوبات كبيرة لحكومة العمال خاصة في مجال الدبلوماسية عبر الأطلسي، مضيفا ان الرئيس بوش يحرج رئيس الوزراء البريطاني الذي لطالما تباهى بتقارب السياستين الاميركية والبريطانية.

وقال هين ان سياسة بوش لم تفشل في تقديم سياسة دولية متزنة ومتماسكة فحسب، بل فشلت فشلا ذريعا في كل مكان حاولت اميركا تجربتها فيه؛ كما انها فشلت مع الناخب الأميركي نفسه مثلما اظهرت نتائج انتخابات نوفمبر في اميركا. واضاف ان السياسة الاميركية جعلت مهام حكومة العمال البريطانية في غاية الصعوبة، وخاصة في مجال التعامل مع اميركا والتنسيق بين السياستين.

ورغم اصرار مصادر داوننج ستريت على الصمت بالقول ان هين كتب مقالة صحافية، وهي لا تعلق على الصحافة، فإن الغضب الشديد يتملك معسكر بلير خصوصا وان الاشارات المرسلة لبوش حاليا مفادها ان مهاجمة بوش وسياسته اصبحت ورقة للإنتخابات الداخلية في حزب العمال، تعطي من يمسك بها مصداقية وشعبية داخل صفوف الحزب.

وفي خضم هذه المعمعة تأتي زيارة رايس بعد ايام قليلة من تلميح وزير المالية جوردون براون، المرشح الأقوى والوحيد، لخلافة بلير في تولي الوزارة وزعامة الحزب، بإبعاد نفسه عن السياسة الاميركية، والتي اتبعتها وزارة الدفاع البريطانية بتسريب معلومات للصحافة عن تخفيض عدد القوات البريطانية في العراق، في الوقت الذي يرسل فيه بوش مزيدا من القوات الاميركية.

وكان المتحدث باسم رئيس الوزراء قال لـquot;إيلافquot; الأسبوع الماضي ان زيادة الاميركيين لقواتهم في بغداد هو شأن اميركي بحت لاعلاقة لبريطانيا فيه، خاصة وان القوات البريطانية تواجه تحديات مختلفة في البصرة.لكن مصدرا اميركيا قال اليوم ان العراق دائما موضوع بحث عند اي لقاء اميركي بريطاني وعليه فان الموضوع العراقي سيكون مدرجا على جدول اعمال اللقاء بين بلير ورايس الذي تحضره ايضا بيكيت.ويرى البعض ان تولي بلير للمحادثات حول العراق بنفسه اشارة ضمنية لضعف مركز وزيرة الخارجية البريطانية وعدم إلمامها بكل جوانب السياسة الخارجية.وقد علمت إيلاف ان رايس ستطلع رئيس الوزراء البريطاني على نتائج زيارتها للشرق الأوسط .

لكن المصادر البريطانية نفت ان يكون العراق على رأس لائحة الموضوعات المطروحة للبحث مؤكدة ان التركيز سيكون على ايجاد حل للمشكلة الفلسطينية الاسرائيلية .واضافت ان ايران ستكون ايضا على اجندة المناقشات، خاصة وان التصرفات الاميركية، واخرها الغارة الاميركية على مكتب تابع للقنصلية الايرانية في شمال العراق، احرجت بريطانيا واثارت قلقها ما جعل الدبلوماسيين البريطانيين يترددون في التعليق عليها، ويكتفون بالقول انها شأن اميركي.لكن مصادر دبلوماسية بريطانية اعربت عن قلقها من ان انتقاما ايرانيا محتملا في العراق يدفع الميليشيات الشيعية إلى شن هجمات على القوات البريطانية في البصرة.

اما الموضوع الثالث على اجندة المحادثات فسيكون لبنان والبحث عن وسائل فاعلة لدعم حكومة فؤاد السنيورة.وتتفق المصادر الدبلوماسية الاميركية في الشرق الأوسط، وليس في لندن، مع المعلومات التي قدمتها المصادر البريطانية لإيلاف بان التركيز والاولوية التي سيدفع بها بلير اليوم ستكون للأزمة الفلسطينية الاسرائيلية، خاصة وان رايس سمعت هذه التقديرات بنفسها في مصر، والبلدان العربية، وفي اسرائيل، رغم اعطاء الاخيرة أهمية كبيرة للتهديدات الايرانية.
وقال دبلوماسيون شرق اوسطيون وبريطانيون اليوم ان لندن ستؤكد لرايس انه دون ضغوط اميركية ودور اميركي اكثر نشاطا، فلن يكون هناك اي امل في التقدم على المسار الاسرائيلي الفلسطيني.

ورغم تشكيك المعلقين هنا، خاصة في الصحافة اليسارية، بقدرة رايس على تقديم اي مبادرات تدعو إلى التفاؤل، الا ان مصادر بريطانية تعتقد انها ستحاول التنسيق لعقد مؤتمر في واشنطن بين محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت، وإبقاء هذه المفاوضات مستمرة تحت اشراف اميركي، وتجاوز العملية المسماة بخريطة الطريق التي تجمدت في السنوات الأخيرة، خاصة وان كلا من عباس واولمرت، وجدا خريطة الطريق كتركة خلفها زعماء سابقون ولم يشتركا بنفسيهما في رسمها، كما قال مصدر اميركي للبي بي سي امس.

ويوافق الدبلوماسيون البريطانيون الذين عملوا في هذا المجال فترة طويلة، بأن رايس قد تنجح في دفع اولمرت وعباس إلى تقديم افكار جديدة مشتركة، اذا ما اتيحت لهما فرصة لإعادة تقويم خريطة الطريق. واضاف مصدر بريطاني ان الفلسطينيين والاسرائيليين لا يستطيعون طبعا الإفصاح علنا بموت خريطة الطريق لأنها مبادرة من الرئيس بوش، لكن يمكن للاميركيين انفسهم اعلان ذلك وتقديم البديل. وهذا بدوره، يضيف المصدر البريطاني، سيقدم زخما جديدا ثلاثيا باشتراك الفلسطينيين والاسرائيليين والاميركيين.

اما بالنسبة إلى رئيس الوزراء بلير، يقول مصدر بريطاني، إن ما يهمه في هذه المرحلة، هو إبقاء الاميركيين منغمسين في عملية السلام ومفاوضات الفلسطينيين والاسرائيليين، ويعطي الامر أولوية كبيرة في الاشهر الباقية من رئاسته للوزارة. لكن المصدر نفسه اعرب عن شكه في نجاح لندن في ابقاء الاميركيين مهتمين بالقضية الاسرائيلية الفلسطينية بالحماس نفسهوالقدر نفسهمن الإهتمام والعمق اللذين يرغبهما البريطانيون، او حتى المدة المناسبة للتوصل إلى اتفاق معقول بين الطرفين.

ميركل ورايس تريدان إحياء اللجنة الرباعية

قبل ذلك اكدت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ووزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس اليوم الخميس في برلين رغبتهما في إحياء اللجنة الرباعية حول الشرق الاوسط، واعتبرتا انها يمكن ان quot;تؤثر على المنطقة برمتهاquot;.وقالت رايس خلال لقائها المستشارة الالمانية لاطلاعها على نتائج جولتها الاخيرة في الشرق الاوسط والخليج ان اللجنة الرباعية (الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة) ستجتمع في واشنطن quot;في الثاني من شباط/فبراير على الارجحquot;.

وقالت ميركل من جهتها quot;لدينا مصلحة سياسية مشتركة في (التوصل الى) وسيلة لتسوية هذا النزاع، والاتحاد الاوروبي يمكن ان يساهم في اطار اللجنةquot;، مؤكدة ان quot;احياء اللجنة الرباعيةquot; هو احدى اولويات رئاستها للاتحاد الاوروبي.

واضافت quot;نعرف ان حل هذا النزاع او على الاقل التقدم في تسويته سيؤثرفي كل النزاعات الاخرى في المنطقةquot;.وقالت رايس quot;لدينا قضايا مهمة وصعبة امامنا ولا شك انه يمكن ان يكون لها تأثير كبير على المنطقة اذا كنا قادرين على التقدم على طريق السلام في الشرق الاوسطquot;.وخلال جولتها quot;سجلت رايس رغبة لدى الاطراف في تسريع وتيرة تطبيق خريطة الطريق والافادة من التقدم الذي احرز خلال اللقاء بين رئيس الوزراء الاسرائيلي (ايهود) اولمرت والرئيس (الفلسطيني محمود) عباسquot;.

وبحسب رايس quot;تبحث المنطقة برمتها عن سبيل لتسريع التقدم والمضي قدما نحو اقامة دولة فلسطينيةquot;.ووضعت اللجنة الرباعية خريطة الطريق وهي خطة دولية لتسوية النزاع الاسرائيلي الفلسطيني لكنها بقيت حبرا على ورق منذ اطلاقها في 2003 وتنص على تجميد الاستيطان اليهودي في الاراضي الفلسطينية المحتلة وقيام دولة فلسطينية.