أحمد نجيم من الدار البيضاء:دخل خمسون سجينا من معتقلي السلفية الجهادية في سجن القنيطرة(40 كلم شمالالرباط)، في إضراب عن الطعام. وقال المضربون في رسالة تسلمت إيلاف نسخة منها إن هذا الإضراب الجديد جاء نتيجة quot;انتهاك كرامة السجناءquot;.

وطالب السجناء الذين حكم عليهم بأحكام متباينة بعد أحداث 16 مايو(أيار) الإرهابية 2003 التي ضربت الدار البيضاء، المسؤولين بـquot;فتح تحقيق جدي وفوري وتحديد المسؤولين عن الهجوم التتري الذي تعرضنا له، وفي حالة عدم الاستجابة لمطالبنا واسترداد كرامتنا سنضطر إلى الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام حيث لم يبق لنا سلاح بعد الإيمان بالله إلا خوض معركة الأمعاء الفارغة حتى يظهر الحق، فإما حياة في عزة أو موت في كرامةquot;. وأوضح المعتقلون أنهم ذاقوا quot;مرارة الظلم والقهر في سجون quot;دولة الحق والقانونquot;.

وتعود آخر فصول تصعيد المعتقلين الأصوليين إلى صبيحة يوم الجمعة والسبت في 22 و 23 ديسمبر(كانون الأول) 2006، بعد إقدام أحد الحراس على تفتيش السجون، الأمر الذي وصفه المعتقلونبالاستفزازي، وذهب البيان إلى أن الشرطة جردت البعض quot;من جميع ملابسهمquot; كما وجهت إليهم كل أنواع quot;السب والشتم بألفاظ نابيةquot;.

وأوضح أن المفتشين أخذوا أغراضهم وأمتعتهم وأتلفوا بعضها، وأضاف quot;ومن تكلم بأدنى كلمة يشبعونه ضربا وركلا ورفسا ثم يأخذونه إلى الكاشو حيث لا غطاء ولا فراش، وتم حرمان الجميع من الكهرباء والفسحة والزيارة، كل هذا ونحن نعيش موجة من البرد القارس، ورفضوا تطبيب الاخوة المصابين وتركوهم ينزفون ثم عادوا في اليوم الموالي بحدة اكثر لما علموا أننا دخلنا في إضراب مفتوح عن الطعام وأجهزوا على البقية الباقية من كرامتنا وأتلفوا ما تبقى من أمتعتنا واغراضنا، ولم يكتفوا بكل هذا ، ومنعوا أهالينا من زيارتنا وأشبعوهم إهانة وسباquot;.

ووجه المعتقلون رسائل إلى وزير العدل المغربي والمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان ومسؤولين آخرين. وهذه ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها السجناء الذين ينعتون أنفسهم بquot;معتقلي الرأي والعقيدةquot; إلى إضراب عن الطعام للمطالبة بحقوق إضافية أو انتقاد ممارسات ضد بعض المعتقلين.

تجدر الإشارة إلى أن أحداث 16 مايو الإرهابية التي أسفرت عن تفجير خمس أماكن في مدينة الدار البيضاء قتلت 43 شخصا، جعلت الدولة المغربية تشن هجوما كبيرا على الأصوليين المتطرفين، فاعتقلت قرابة ثلاثة آلاف شخص وحوكم أزيد من ألف شخص. وقد انتقدت جمعيات حقوقية طريقة استنطاق ومحاكمة بعض الأصوليين المنتمين إلى السلفية الجهادية، كما انتقدت الجمعيات نفسها طريقة التعامل في بعض السجون المغربية.
[email protected]