خلف خلف من رام الله: اقترح البروفيسور درور زئيفي المحاضر في قسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة بن غوريون في بئر السبع اليوم خطة لجعل الترسانة النووية الإسرائيلية خاضعة للمراقبة الدولية بشرط إخضاع البرنامج الذري الإيراني والباكستاني والبرامج الأخرى في المنطقة للمراقبة، وقال زئيفي: quot;صحيح، النظام الإيراني تحركه أيديولوجية دينية خلاصية، ويريد السيد احمدي نجاد القضاء على إسرائيل. وتحاول إيران الحصول على سلاح ذري وتحاول خداع العالم. وتؤيد الجمهورية الإسلامية حزب الله بالسلاح، والمعلومات، والتدريب والمال. لكن كل ذلك، مهما كان شديدا، لا يشهد بنية استعمال السلاح الذري على إيرانquot;.

وتابع في مقال له نشر اليوم الأحد في صحيفة معاريف: quot;أن الحاجة الإيرانية إلى السلاح الذري تنبع من الخوف أكثر من الكراهية. لإسرائيل المعادية سلاح ذري، وكذلك لباكستان السُنية، وللولايات المتحدة نفسها - وهي قوة تقع على حدود إيران من الشرق والغرب - وكذلك لروسيا التي تحدها من الشمال. السلاح الذري سيمكنها من مواجهة هذه التهديدات كمساوية في وجه مساويات، وان تسلك سلوك قوة إقليميةquot;.

quot;وفي إطار نقاش لنيات إيران يجب التذكير بان الجمهور الإسلامية طول سني أقامتها منذ 1979 لم تبادر إلى أية حرب. فقد فُرضت عليها حربها العراق في 1980 على يد صدام حسين. ولم يغزُ الإيرانيون أفغانستان، على رغم خوفهم الكبير من حكم الطالبان المتشدد. ولم يغزوا جنوبي العراق. ولم يحاولوا توسيع حدودهم نحو الشمال زمن انهيار الاتحاد السوفييتي. وقد عقلوا حل نزاعاتهم مع دول الخليج العربي بسبل دبلوماسيةquot;.

وقال زئيفي في مقاله الذي حمل عنوان quot;المسار إلى الجانب المظلمquot;: quot;لقد اثبت الإيرانيون على امتداد الطريق فهما سياسيا وفهما واقعيا لحدود القوة. وفوق ذلك، إذا استثنينا إسرائيل وتركيا، إيران هي الدولة الأشد قربا للديمقراطية في الشرق الأوسط. أنها ليست دكتاتورية تامة، وحكامها أيضا خاضعون لقانون الدولة. يوجد في السياسة الإيرانية نظم مطورة للتوازنات والروادع لقوة الحكام. ليس الرئيس الإيراني احمد نجاد سيدا في الدولة. انه خاضع لقرارات الزعيم الأعلى (علي خمينائي اليوم)، والذي اختاره مجلس الخبراء أيضا، وهو مجموعة من رجال الدين يُنتخبون بانتخابات قطريةquot;.

quot;يقدر الإيرانيون قدرات إسرائيل الذرية. من البين لهم أن إسرائيل تستطيع أن ترد على الضربة بأضعافها إذا هوجمت. ومن البين لهم أيضا أن الولايات المتحدة لن تحجم عن الإضرار البالغ بإيران، إذا لم يكفِ الرد الإسرائيلي. على رغم المزاعم (التي أثارها في المدة الأخيرة الأستاذ برنارد لويس) في شأن التشدد الخلاصي للانتحار مع العدو، لا يوجد للإيرانيين أي قصد إلى الإفضاء إلى ابادة تامة لإيران خاصة على شفا العهد الجديد وظهور الإمام المجددquot;. حسبما قال زئيفي.

ويضيف البروفسور الإسرائيلي:quot; الخوف كما قيل يفضي إلى الجانب المظلم. هذا صحيح بالقياس إلى إيران واحتياجها إلى تطوير سلاح ذري، وربما استعماله، لا قدر الله. ولا يقل ذلك صحة في شأن إسرائيل، واستعدادها لتعريض أمنها للخطر بضربة ردعية جراء الخوف من الذرية الإيرانية. لا تستطيع ضربة ردعية كهذه ألا تفضي إلى حرب شاملة شديدة في المنطقة، تشوش على الاقتصاد العالمي، وقد يكون لإسرائيل أيضا فيها مصابون كثير. بدل أن نضرب علينا أن نجد سبلا أخرى لتسكين المخاوف الإيرانية والإسرائيليةquot;.

ويتابع: quot;يُمتحن الساسة بجرأتهم. لقد أعطت سياسة الغموض الذرية لإسرائيل لها غطاءا دفاعيا أعلى لما يقرب من يوبيل من السنين. الآن في ضوء التحدي المركب الذي تعرضه إيران، حان الوقت للتفكير مرة أخرى في الترسانة الذرية للدولة، ومحاولة استعمال حقيقة وجودها استعمالا يستخلص منها أقصى قدر ممكن. يجب على حكومة إسرائيل أن تعرض على العالم كله صفقة هي أن إسرائيل ستكون مستعدة لجعل برنامجها الذري تحت مراقبة دولية لمدة 20 سنة، ومع انقضاء الفترة يفحص عن وجوده، بشرط أن توافق جميع دول المنطقة وفيها إيران والباكستان على نفسه قواعد الرقابة بلا قيود، وتقف كل برنامج لتطوير سلاح ذريquot;.

واختتم مقاله بالقول: quot;لن يكون هدف خطوة كهذه التوصل إلى مصالحة ومنع إيران تطوير سلاح ذري فقط، بل تعجيل إجراءات تغيير النظام أيضا. كما هو معلوم للجميع، الشقاق بين نظام الحكم وبين الشعب في إيران آخذ في الازدياد. توجد شهادات على أن نظام الحكم يستعمل ذريعة عدم العدل الذري لتجنيد بقايا التأييد الشعبي. أن إعلانا إسرائيليا عن استعداد للمصالحة في هذا الموضوع سيبرهن للجمهور الإيراني على أنه لا يوجد أي حقيقة في مزاعم النظام، ويعجل نهايتهquot;.