الياس توما من براغ : بدأت المستشارة الاتحادية الألمانية انجيلا ميركل بعد ظهر اليوم زيارة رسمية لها إلى تشيكيا هي الأولى لها منذ تسلمها منصبها قبل نحو عام وذلك بهدف إجراء مباحثات مع القيادة التشيكية بشان اولويات الرئاسة الألمانية للاتحاد الأوربي وفي مقدمتها إحياء الدستور الأوروبي . وقد عقدت فور وصولها محادثاتها مع رئيس الحكومة التشيكية ميريك توبولانيك لنحو ساعة فيما يستقبلها على عشاء عمل هذه الليلة الرئيس التشيكي فاتسلاف كلاوس وسط توقعات كبيرة بان تصطدم محاولات المستشارة بالرفض التشيكي لمحاولات إحياء الدستور الأوربي الذي تعتبره الحكومة الحالية والرئيس كلاوس بأنه أصبح جثة سياسية بعد الرفضين الفرنسي والهولندي له .

وقد سبق وصول المستشارة إلى براغ اليوم إعلان رئيس الحكومة التشيكية بان حكومته لن تعود إلى مسالة المصادقة على الدستور الأوربي وان براغ تريد إعداددستور اخر يكون أكثر سهولة ووضوحا أما الرئيس التشيكي المعروف بمواقفه الرافضة للدستور الأوربي وللمزيد من عمليات تعميق التكامل الأوربي فقد سبق الزيارة أمس بقيامه بزيارة لنظيره في وارسوالرئيس ليخ كاتشينسكي أعلن بعدها أنهما ضد الحل المتسرع لمسالة الدستور الأوربي وانهما يعتبران الصيغة الحالية للدستورغير قابلة للاستخدام وان أوروبا لا تتواجد في أزمة من جراء عدم المصادقة على الدستور.

وتختلف مواقف براغ وبرلين بشان الدستور الأوربي في 3 نقاط أساسية فبرلين تريد استمرار عمليات المصادقة على الدستور في الدول التي لم تصادق عليه بعد ومنها تشيكيا وبولندا في حين أن براغ ترفض ذلك أما النقطة الثانية المختلف عليها فتتمحور في أن برلين ترى ضرورة المحافظة على جوهر الدستور الحالي بينما براغ تدعو إلى رفضه فيما تتمحورالنقطة الثالثة حول رغبة برلين بتحديد جدول زمني لعملية المصادقة في الدول التي لم تقره فيما تدعو براغ إلى خلق وثيقة أخرى اكثر وضوحا وسهولة .

ومع توجه المستشارة الاتحادية إلى براغ نقلت وكالة رويترز اليوم عن مصدر وصفته بالموثوق في برلين قوله لها إن المستشارة تريد عقد محادثات مكثفة في برلين في الفترة بين 21 أيار مايو والأول من حزيران يونيو مع ممثلي دول الاتحاد لمناقشة مستقبل الدستور وان المستشارة أرسلت في الثاني من هذا الشهر إلى حكومات دول الاتحاد رسالة تدعو فيها إلى تسمية مفوضين عنها لهذا الموضوع وتحديد مواقفها النهائية من هذه القضية .

ووفق هذا المصدر فان النتيجة الأولى لهذا الأمر ستظهر في 25 آذار مارس القادم من خلال إصدار إعلان أوربي من قبل قادة دول الاتحاد خلال اجتماع لهم يعقد في برلين يتم فيه الإشارة إلى أهمية ومعنى وجود الاتحاد وقيمه أما في المرحلة الثانية فتريد ألمانيا إجراء نقاشات محددة حول إحياء الدستور .