الرقابة العسكريّة فرضت حتى اليوم تكتمًا تامًا على الخبر
إسرائيل تعلن للمرّة الأولى تنفيذغارة جويّةعلى سوريا

مقاتلة F16 أميركية الصنع تحطّ في قاعدة
رامون الجويّة جنوبي إسرائيل. أ ف ب

القدس:خرجت إسرائيل عن صمتها في ما يتعلق بالغارة التي نفذتها طائراتها الحربيّة على سوريا في السادس من أيلول (سبتبمر) الماضي، وأعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي الثلاثاء أن طائرات مقاتلة هاجمت هدفًا عسكريًا في عمق الأراضي السوريّة. وكانت الرقابة العسكريّة قد فرضت حتى هذا التاريخ على وسائل الإعلام الإسرائيلية تكتمًا تامًا على الخبر الذي صدر في دمشق وفيه أن دفاعاتها الجوية أطلقت النار في السادس من أيلول(سبتمبر) الماضي على طائرات إسرائيلية ألقت ذخائر فوق أراض سوريّة.

إقرأ أيضًا... في آراء

الغارة الإسرائيلية وفضيحة إيلاف الإخبارية

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن quot;الرقابة العسكرية سمحت (الثلاثاء) للمرة الأولى بنشر معلومات تفيد بأن طائرات مقاتلة إسرائيلية هاجمت هدفًا عسكريًّا في عمق الأراضي السوريًة في السادس من أيلول ( سبتمبر)quot;.وأضافت الإذاعة quot;أنه العنصر الوحيد الذي سمحت الرقابة بنشرهquot;.

صور للمواقع السورية التي استهدفتها الغارة الاسرائيلية

الأسد: سوريا تستطيع الرد على الغارة الإسرائيلية

مصادر غربية تنفي قيام اسرائيل بانزال في سوريا

وزارة الدفاع الإسرائيلية تستبعد خطر الحرب مع سوريا

الشرع: معلومات الغارة الإسرائيلية تبرر عدوانًا مستقبليًا

الشرع: الغارة الإسرائيلية إستهدفت مركزا للأبحاث

اولمرت مستعد لمفاوضات بدون شروط مع سوريا

ورفض المسؤولون الإسرائيليون حتى الآن التعليق على الغارة، وإلتزم الجيش ورئيس الوزراء بذلك الثلاثاء، حتى بعد رفع الرقابة العسكرية. وفي ظل التعتيم الذي فرض على وسائل الإعلام الإسرائيلية، استندت هذه الاخيرة الى مصادر ووسائل إعلام أجنبية لدى التطرق إلى الغارة. والرواية الوحيدة التي تم التداول بها بالتالي تقول إن إسرائيل قصفت معدات نووية تسلمتها سوريا من كوريا الشمالية، الأمر الذي نفته دمشق وبيونغ يانغ.

وقال الرئيس السوري بشار الاسد الاثنين في حديث الى هيئة الاذاعة البريطانية quot;بي بي سيquot; ان الغارة استهدفت quot;مبنى عسكريا لم يعد مستخدمًاquot;، مشيرًا الى ان الطائرات لم تصب بالتالي quot;اهدافًا مهمةquot;. وفي أول رد فعل رسمي على الغارة في شمال سوريا، قال الرئيس السوري إنها دليل على quot;رفض متجذر للسلامquot;. وذكر الأسد للـ بي بي سي أن سوريا تحتفظ quot;بحق الرد باشكال مختلفةquot; على الغارة الإسرائيلية.

وقال الأسد إنquot;الرد لا يعني صاروخًا ضد صاروخ أو قنبلة ضد قنبلةquot;. وأضاف quot;نملك وسائلنا الخاصة للرد، سواء سياسيًا او بأسلوب اخر. ولكن من حقنا ان نرد بأشكال مختلفةquot;. وتدارك الرئيس السوري قائلاً quot;لكن اذا كان ردنا عسكريًا نكون نرد بما يلائم الاجندة الاسرائيلية، الامر الذي نرفضهquot;.

وتقدمت سوريا بشكوى لدى الامم المتحدة على الغارة التي تسببت بتصعيد التوتر بين الدولتين الجارتين العدوتين.

جريدة الجرائد

غسان الإمام
حكاية الغارة على بشار

ووسط هذا التوتر، إنطلقت مقاتلات إسرائيلية الخميس للمرة الثالثة في اسبوع في الأجواء، اثر انذار خاطئ عند الحدود مع سوريا. واطلق الانذار بعدما حلقت مروحيات هجومية سورية فوق الاراضي السورية ثم عادت ادراجها. وكانت الطائرات الاسرائيلية استنفرت في 22 ايلول (سبتمبر) اثر اختفاء جسم طائر كان يحلق في الاجواء السورية من على شاشات الرادار.

وقبل ذلك، دفعت طيور مهاجرة عند الحدود مع سوريا سلاح الجو الاسرائيلي الى الاستنفار وارسال مقاتلاته الى المكان لإستكشاف الامر. واعلن نائب الرئيس السوري فاروق الشرع السبت، ان المعلومات التي نشرت حول الغارة هي اخبار مختلقة تهدف الى quot;تبرير عدوان في المستقبلquot;. وقال الشرع في مؤتمر صحافي، إن quot;الحديث عن هذه الغارة هو موقف شائن من تلك الاقلام التي تستمر في الحديث عنها واختلاق اشياء غير صحيحة. هم يختلقون اشياء ليبرروا عدوانًا في المستقبلquot; على سوريا.

وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق بنيامين نتانياهو اول من كشف وقوع الغارة بين المسؤولين الاسرائيليين. وقال في مقابلة مع القناة الاولى في التلفزيون الاسرائيلي في 20 ايلول/سبتمبر quot;عندما يقوم رئيس وزراء بعمل مهم في نظري وضروري لامن اسرائيل، فانني ادعمه. كنت شريكًا في هذه العملية منذ البداية وقدمت إليه دعميquot;. وجمدت المفاوضات بين سوريا واسرائيل في عام 2000 اثر خلافات حول هضبة الجولان التي احتلتها اسرائيل في 1967 وضمتها في 1981.