علي مطر من اسلام اباد: يقف التحالف السياسي الذي أقامه الرئيس الباكستاني مشرف في أعقاب إنتخابات عام 2002، على حافة الهاوية مترنحًا، ومن غير المحتمل أن يصمد أمام التحدي السياسي الذي يشكله له اتفاق مشرف ndash; بينظير على تقاسم السلطة بباكستان والذي مهد لإتمامه التغيير الدستوري الخاص بالمصالحة الوطنية والذي من شأنه أن يمهد الطريق لإلغاء جميع القضايا المتعلقة بالفساد والمرفوعة ضد كبار السياسيين منذ منتصف الثمانينات وحتى عام 1999.
وقد بدأت التناقضات الداخلية في صفوف التحالف الحاكم تطفو على السطح، مسببة المزيد من الإرباك بين صفوف قياداته التي أخذت تخشى على مصالحها بعد اتجاه الرئيس مشرف نحو وجهة بينظير بوتو وحزب الشعب الباكستاني الذي تربطه علاقة عداء مستحكم بالأحزاب المكونة للتحالف الحاكم منذ عام 2002. فحزب الرابطة الإسلامية الذي يقوده شودري شجاعت حسين مهدد الآن بالإنهيار بعد تحقق قدر كبير من الصفقة بين مشرف وبينظير.
وتعود الخلافات بين عائلة بينظير وعائلة شودري إلى فترة حكم الجنرال الراحل ضياء الحق عندما تم اعدام ذولفقار علي بوتو والد بينظير. وكان شودري ظهور الهي والد شجاعت حسين يشغل حينها منصبًا وزاريًا بنظام الرئيس ضياء الحق العسكري وكان فرحًا بشأن إعدام ذولفقار علي بوتو لدرجة أنه إنهال على يد الجنرال ضياء بالتقبيل ولسانه غارق بالشكر له في اليوم الذي وقع فيه الجنرال على قرار الإعدام. ولم يكفه ذلك بل طلب القلم الذي وقع فيه الجنرال ضياء به على حكم الاعدام واحتفظ به بمنزله في صندوق ذهبي كهدية تذكارية تخلد المناسبة.
وبعد عامين من ذلك، قام مجهولون بإطلاق النار على شودري ظهور الهي بمدينة لاهور فأردوه قتيلاً، بينما كان يرافق المولوي مشتاق حسين قاضي قضاة محكمة لاهور العليا في سيارته الفارهة. القاضي مشتاق هو الذي استمع الى القضايا المرفوعة ضد ذولفقار علي بوتو وهو الذي حكم عليه بالإعدام.
الرئيس مشرف هو الآخر في أزمة بسبب المنغصات الكثيرة بين التحالف الذي يتبعه وبين حزب الشعب الذي يحاوره لتقاسم السلطة معه، وهو مستاء من الانقسامات الحادة في صفوف التحالف، ويرغب في أن يراه متحدًا في هذه الفترة الحساسة التي تمر بها السياسة الداخلية الباكستانية. وايادي مشرف مربوطة لأنه مضطر لإحترام الضمانات التي قدمها لقوى دولية مهتمة بالشأن الباكستاني والتي تطالبه بأن يعمل على ايصال بينظير بوتو إلى سدة الحكم لتصبح حليفته في ملاحقة التطرف الإسلامي، الذي يقول مشرف انه الخطر الداخلي الوحيد الذي يهدد بقاء باكستان على طريق التنمية والاصلاحات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي شملها جميعًا، فيما يصفه بايديولوجية 'الاعتدال المستنير' ويؤكد على انه لا توجد هناك مخاطر خارجية تهدد باكستان. اي انه لم يعد بإمكان الجنرال مشرف أن يتمادى في اهمال عائلة بوتو من اجل إرضاء عائلة شودري.
التعليقات