الياس توما من براغ : أعلن وزير الخارجية التشيكي كاريل شفارتسينبيرغ اليوم بان وزارة الخارجية تحضر الآن خطة للسحب التدريجي للقوة التشيكية العاملة في العراق ولاسيما الموجودة في منطقة البصرة .
وأضاف في حديث مع التلفزيون التشيكي اليوم بان عدة ضباط من التشيك الذي يتواجدون في إطار مهمة التدريب التي يقوم بها حلف الناتو في بغداد يتوجب أن يستمروا في أداء مهمتهم .
وأوضح شفارتسينبيرغ بأنه لم يحدد بعد موعد دقيق لبدء سحب القوة مشيرا إلى انه سيتم الاتفاق على ذلك مع حلفاء التشيك في إشارة إلى القوات البريطانية والأمريكية المتواجدة في العراق .
وشدد على ضرورة عدم تهديد هذا الانسحاب للحلفاء وعلى أن تشيكيا لديها الاهتمام بالاستمرار بالمساهمة في التنمية المدنية للعراق ولاسيما تنمية القطاع الصناعي .
في هذه الأثناء دعت القيادة الموسعة لحزب الخضر المشارك في الائتلاف الحاكم والذي رشح شفارتسبيرغ عنه لمنصب الخارجية رغم عدم انتماء الأخير لصفوف الحزب دعا اليوم إلى سحب القوة التشيكية العاملة في العراق خلال وقت قصير ونقلت وكالة الأنباء التشيكية عن نائبة رئيس الحزب دانا كوختوفا قولها لها بان حزب الخضر مع سحب القوة التشيكية من البصرة التي تعمل بآمرة القوات البريطانية وأكدت أن المجلس الجمهوري للحزب دعا إلى إنهاء المشاركة العسكرية التشيكية بأسرع وقت في ما يسمى بالحرية للعراق في حين سيدعم مجلس الحزب التمديد للضباط التشيك الثلاثة الذين يقومن بأعمال التدريب في بغداد في إطار مهمة لحلف الناتو .
ويأتي إعلان وزير الخارجية التشيكي عن بدء بلورة خطة لسحب القوة التشيكية وقوامها نحو 100 جندي وضابط من العراق بعد أسابيع قليلة من زيارة وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري ورئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني هذا الأسبوع إلى براغ وتعبير المسؤولين العراقيين عن الرغبة باستمرار القوة التشيكية بأعمال تدريب قوات الأمن العراقية الأمر الذي يشير إلى أن التشيك سيعطون الأولوية لموضوع مساعدة العراق في التنمية الاقتصادية وإعادة الأعمار مع إمكانية تدريب عناصر من قوات الأمن العراقية في قاعدة فيشكوف التشيكية مستقبلا بدلا من القيام بأعمال التدريب مباشرة في العراق .
يذكر أن القوة التشيكية قامت بأعمال التدريب في العراق على لكن مهمتها تحولت منذ عد اشهر إلى القيام بأعمال الحراسة للقاعدة البريطانية الموجودة في البصرة .
أولبرايت : العراق أسوأ من فيتنام
من جهة ثانية اعتبرت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين اولبرايت الوضع في العراق بأنه أسوا من فيتنام بالنسبة لوقعه على الولايات المتحدة ليس من ناحية عد القتلى الأمريكيين أو الفيتناميين وإنما بسبب ما يجري ليس فقط في العراق نفسه وإنما في كافة الدول المجاورة في منطقة الشرق الأوسط .
وأكدت في حديث أدلت به اليوم للتلفزيون التشيكي بان الغزو الأمريكي للعراق سيكون أسوأ ارث يتركه الرئيس جورج بوش لخلفه الذي سيتوجب عليه حل الوضع برمته .
ورأت أن النقاش حول مسالة سحب القوات الأمريكية من العراق هو بالنسبة لأغلب الأمريكيين بالصلة مع الانتخابات الرئاسية الأمريكية أكثر أهمية من السياسة الداخلية
وأضافت إن من الصعب علي أن انتقد حكومتي لكن الفوضى تسود في العراق أما التحدث عن سحب جزئي للقوات الأمريكية فاعتبرته غير كافيا .
واعترفت بان غزو العراق قد تسبب بمشاكل كبيرة للسياسة الأمريكية في كل مكان في العالم ورأت انه يتوجب على الولايات المتحدة أن تتعامل مع بقية الدول كشركاء وليس أمرهم بما يتوجب عليهم القيام به .
وأكدت أن الناس ينظرون الآن إلى الديمقراطية على أنها الشيء الذي تقول أمريكا انه يتوجب أن يحصل غير أن الديمقراطية يتوجب خلقها من الداخل .
ورأت أن الوضع في العراق سيكون من بين الأسباب التي ستجعل احد المرشحين عن الحزب الديمقراطي يفوز في الانتخابات القادمة مؤكدة انه في حال فوز مرشح ديمقراطي فان السياسة الخارجية للولايات المتحدة ستتغير وعبرت عن قناعتها بإمكانية فوز عقيلة الرئيس الأمريكي السابق هيلاري كلينتون في الانتخابات القادمة
وأكدت أن الحزب الديمقراطي لديه الكثير من المرشحين الجيدين وان برامجهم جميعا تتضمن موضوع الانسحاب من العراق أما الجمهوريون فليس لديهم مرشحين جيدين حسب رأيها .