أيام تركيا الساخنة على وقع حدثين أساسيين اليوم:
الاسد في انقرة والبرلمان يقر الحل العسكري مع الاكراد

باريس تعتبر التوتر بين العراق وتركيا مقلقا

واشنطن تدعو انقرة لمنع زعزعة شمال العراق

الرئيس السوري يقوم الثلاثاء بزيارة رسمية لتركيا

دعوة الكونغرس لعدم التصويت على إبادة تركية للأرمن

تركيا تعلق ترخيصا لرحلات جوية الى شمال العراق

مجلس الوزراء التركي يعقد اجتماعًا تمهيدًا لإجتياح شمال العراق

العلاقات الأميركية التركية في خطر

الابادة الارمنية: المعركة محتدمة بين البيت الابيض والديموقراطيين

اسطنبول- دمشق -وكالات: تعيش تركيا على وقع حدثين هامين، الأول زيارة الرئيس السوري بشار الأسد والثاني تصويت البرلمان على مذكرة للحكومة بإرسال قوّات خارج الحدود (شمال العراق) بتفويض لمدة سنة. وإن كانت انقرة قد أدخلت أمس الدبلوماسيّة إلى خطابها في شأن الأزمة مع الأكراد، متمنّية ألاّ quot;تضطرّ إلى اللجوء إلى التفويضquot; الا انها اكدت انها quot;لن ترضخ لكابوس الإرهابquot;.

في الحدث الاول، تأتي زيارة الأسد في وقت حساس في المنطقة وللعلاقات الثنائية بين البلدين. في ظل الغارة الاسرائيلية الاخيرة على سوريا وانتهاكها المجال الجوي التركي من دون نفي حتى الآن امكانية انها انطلقت من الأراضي التركية. وعلى الرغم من صمت المؤسسة العسكرية التركية المحت احدى الصحف التركية امس ان الطائرات الاسرائيلية لم تستخدم فقط الفضاء التركية بل ايضًا استخدمت معطيات تركية حول الاهداف السورية. وتبقى هذه المشكلة الناشئة بين تركيا وسوريا موضع بحث اليوم بين الرئيس السوري والرئيس التركي. وتقول مصادر مطلعة انه وعلى الرغم من . الا ان الاحتمال الغالبهو أن حكومة رجب طيب اردوغان لم تكن على علم بالحادثة، وما كان لها ان تعلم أبدًا لو لم تسقط الطائرات الاسرائيلية خزانات وقودها على اراض تركية. من هنا، تأتي زيارة الأسد لتأكيد التعاون مع حكومة اردوغان وتعزيز العلاقات الثنائية في quot;وجه المصطادين في الماء العكرquot;.

وذكرت الصحف التركية ان الزيارة ستتركز على بحث اوجه التعاون العسكري بين البلدين من دون التطرق الى الانتهاك الاسرائيلي للسيادة التركية ومن المستبعد الا تتطرق محادثات الأسد مع اردوغان والرئيس عبد الله غول الى مؤتمر السلام الذي ينوي جورج بوش عقده، خصوصًا ان تركيا تقوم بدور ما في التخفيف من التوترات بين اسرائيل وسوريا. يذكر ان زيارة الأسد تأتي عشية مؤتمر اسطنبول لدول الجوار للعراق. ويكتسب توقيت الزيارة اهمية اضافية بعد قرار الكونغرس الاميركي بتقسيم العراق، وهو خطر مشترك على تركيا وسوريا.

الجبهة الساخنة شمالا

أحالت الحكومة التركية أمس النص النهائي للمذكّرة التي يُنتظر أن يقرّها البرلمان اليوم، ويفوّض فيها الجيش مهمّة القيام بتوغّل عسكري داخل الأراضي العراقية لمدّة عام. وفي ختام الاجتماع الوزاري، أعرب نائب رئيس الحكومة، كميل سيسيك، عن أمله ألّا تضطرّ بلاده quot;لاستعمال هذا التفويض البرلمانيquot;، لكنّه ذكّر أنّ أنقرة laquo;لن ترضخ لكابوس الإرهابquot;.

من جهته قال المتحدث باسم الحكومة جميل جيجيك ان تركيا لا تزال حد القيام بعمل عسكري ضد الاكراد الذين يستخدمون المنطقة الجبلية كقاعدة لشن هجمات داخل تركيا. وأضاف في مؤتمر صحافي quot;لكن الواقع الاكثر ايلامًا في بلدنا ومنطقتنا هو واقع الارهاب.quot;وقال جيجيك ان الطلب المتوقع أن يصدق عليه البرلمان يوم الاربعاء سيكون ساريا لمدة عام واحد وسيتيح القيام بعمليات متعددة عبر الحدود.

وتتعرض حكومة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان لضغوط شديدة من الرأي العام لاتخاذ اجراء صارم بعد ان شن حزب العمال الكردستاني المحظور سلسلة هجمات دموية على القوات التركية. ويسعى الحزب لاقامة وطن للاكراد في جنوب شرق تركيا.وادت احتمالات توغل ثاني اكبر جيش بحلف شمال الاطلسي في شمال العراق الى ارتفاع اسعار النفط العالمية الى اعلى مستوياتها فوق 86 دولارًا للبرميل يوم الاثنين بينما انخفضت الليرة التركية بنحو اثنين في المئة مقابل الدولار.

وحثت الحكومة العراقية تركيا على عدم اللجوء الى عمل عسكري وان تسعي للتوصل الى حل دبلوماسي لوضع نهاية لهجمات الاكراد الاتراك الانفصاليين عبر الحدود في شمال العراق.

العراق تناشد تركيا لحل الوضع دبلوماسيًا

من جهته قال علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة ان الحكومة العراقية تناشد الحكومة التركية السعي من اجل حل دبلوماسي وليس عسكري لحسم مشكلة الهجمات quot;الارهابيةquot; التي تتعرض لها تركيا على يد حزب العمال الكردستاني.وحث الدباغ تركيا على أن تتحلى بالصبر والحكمة واشار الى الاتفاق الامني الذي وقعته الدولتان الجارتان في نهاية الشهر الماضي.

وتعهد العراق وتركيا بموجب الاتفاق باتخاذ كل الاجراءات اللازمة بما فيها المالية والمخابراتية لمحاربة حزب العمال الكردستاني والجماعات المسلحة الاخرى وأن يعقدا اجتماعات كل ستة شهور لتنسيق العمل فيما بينهما.واضاف الدباغ ان الحكومة العراقية تبذل جهودا متواصلة لمنع أي جماعة تهدد الامن في المنطقة من التواجد على الاراضي العراقية.لكن العراق قال ان قواته الامنية تتعرض لضغط كبير في مواجهتها للمسلحين في اماكن اخرى بالبلاد مما يجعل من الصعب عليها ارسال قوات للتصدي لمقاتلي حزب العمال الكردستاني.

كما حثت الولايات المتحدة تركيا على الامتناع عن شن أي عملية عسكرية كبيرة في شمال العراق لكن النفوذ الاميركي على انقرة تضرر بشدة بعد ان اصدرت لجنة تابعة لمجلس النواب الاميركي قرارًا يصف قتل الارمن على يد العثمانيين في عام 1915 بأنه ابادة جماعية. واستدعت انقرة سفيرها لدى واشنطن للتشاور وحذرت من تضرر العلاقات بشكل خطير اذا ايد مجلس النواب الشهر القادم مشروع القرار الذي تسعى الى تمريره مجموعة من الارمن تتمتع بنفوذ كبير بين الاغلبية الديمقراطية.

وترفض تركيا الاتهامات بالابادة الجماعية التي تشابكت الان بشكل ينذر بالخطر مع قضية شمال العراق.وقال توم كيسي المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية quot;نواصل مطالبة الاتراك بممارسة ضبط النفس. ندرك مدى صعوبة المشكلة ونريد جميعا العمل سويا لحل المشكلة التي تسبب فيها حزب العمال الكردستاني/الارهابي وعملياته ضد تركيا من شمال العراق.quot;وقال للصحفيين quot;الا ان هذا يتطلب التعاون وبذل جهود منسقة بين الناس على جانبي الحدود مع دعمنا لتلك الجهود. لن تسفر اي خطوة احادية الجانب على الارجح عن تحسين الوضع.quot;كما دعا الاتحاد الاوروبي الذي تسعى تركيا للانضمام لعضويته الى توخي الحذر.

وقال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر للصحفيين في لوكسمبورج quot;انه وضع خطير .. يمكن ان يكون مميتا في الواقع ولكنها ليست المرة الاولى.quot; وشنت تركيا عمليات عسكرية واسعة النطاق في شمال العراق عامي 1995 و1997 بمشاركة مابين 35 الف و50 الف جندي لكنها لم تسفر عن ازاحة الاكراد الاتراك. ايام حساسة، قد تكون ساخنة، تنتظر تركيا من شمال العراق الى واشنطن مع انفتاح الاحتمالات على كل الخيارات.

إجتماع طارئ للحكومة العراقية والهاشمي إلى أنقرة

وتعقد الحكومة العراقية اجتماعًا طارئًا اليوم لمناقشة الأزمة مع تركيا. كما دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، في بيان صادر عن مكتبه، أنقرة إلى تفادي quot;الحلول العسكريةquot; معبرًا عن استعداده للحوار مع المسؤولين الأتراك لمناقشة وحل كافة القضايا العالقة. ومن المقرر أن يغادر نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي إلى أنقرة الثلاثاء.

ووافقت بغداد، بموجب اتفاقية سبتمبر/أيلول الماضي، على كبح متمردي quot;حزب العمال الكردستانيquot; المتمركزين في قواعد شمالي العراق، إلا أن أنقرة حملت الفصيل، الذي تصنفه الولايات المتحدة كتنظيم إرهابي، مسؤولية مقتل 30 تركياً في هجمات على جنوب شرقي البلاد مؤخراً. وتأتي التحركات العراقية إثر قصف الجيش التركي لعدد من قرى كردستان العراق مما أضرم الحرائق في العديد من البساتين هناك، إلا أنه لم يسفر عن وقوع خسائر بشرية.

ويتخوف المسؤولون المحليون أن يؤدي استمرار القصف إلى نزوح 30 ألف مدني من قراهم الواقعة في خط المواجهة. وقال الناطق باسم الحكومة في محافظة quot;دهوكquot;، حميد صالح،: quot;إيواء جميع هؤلاء النازحين سيعد بمثابة تحدي للسلطات المحلية، لذلك نأمل أن لا يستمر القصفquot;.

وإلى ذلك، أعلن ناطق باسم الحكومة التركية الاثنين أن مجلس الوزراء سيطلب إلى البرلمان السماح للجيش بتنفيذ عملية عسكرية ضد الميليشيات الكردية في شمالي العراق في خطوة قد تثير حفيظة واشنطن وتضيف المزيد من التعقيدات لعلاقتها المتوترة بأنقرة بسبب قضية مجازر الأرمن. وقال الناطق باسم الحكومة التركية إن الخطوة ترتبط حصراً بحزب العمال الكردستاني الذي تفترض أنقرة أنه يتخذ من المناطق الكردية في شمالي العراق مأوى له.

واكد المالكيفي الوقت ذاته على quot;منع كل النشاطات الارهابية التي يقوم بها حزب العمال الكردستاني التركي ضد تركياquot;. واضاف quot;نحن على استعداد لاجراء حوار عاجل مع كبار المسؤولين في حكومة تركيا للتباحث وحل كافة الاشكالات العالقة واعطاء الضمانات التي تنظم العلاقة بين الدولتين الجارتينquot;.

وشدد رئيس الوزراء على ضرورة تنفيذ الاتفاق المبرم بين الحكومتين العراقية والتركية في 28 من ايلول/سبتمبر الماضي والذي ينص على تعاون البلدين على محاربة المتمردين الاكراد الاتراك في كردستان العراق. وتتهم تركيا قوات مسعود البارزاني رئيس اقليم كردستان العراق بغض النظر عن نشاط حزب العمال الكردستاني وحتى بتزويده اسلحة وذخائر يحصل على جزء منها من القوات الاميركية في العراق. وكان البيت الابيض دعا الاثنين تركيا الى التحلي بquot;ضبط النفسquot; والامتناع عن اي عمل يمكن ان يزعزع الاستقرار في شمال العراق حيث تعتزم الحكومة التركية التوغل عسكريا لمطاردة الانفصاليين الاكراد الاتراك.