بوتين يسعى لخدمة مصالح روسيا عبر زيارته إيران

الرئيس الروسي لا يخاف أبدًا الروس يوجهون مليون سؤال لبوتين نجاد وبوتين يدعوان لحل الأزمة النوويّة بالدبلوماسيّة بوتين يؤيد حق طهران في النووي بوتين يريد البقاء في خدمة الشعب الروسي بوتين: تطور بالموقف الاميركي بشان الدرع المضادة روسيا الرابح الأكبر من اجتماع قمة طهران بوتين ونجاد يؤكدان على إبقاء القوى الأجنبية بعيدًا

موسكو: قدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعما قويا لنظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد من خلال زيارته طهران لكن روسيا تلاحق عبر ذلك أيضا اهدافها الخاصة في مواجهة دولة مجاورة مربكة يمكن أن تهدد أمنها. وكتبت صحيفة quot;ازفستياquot; الروسية التي تعتبر مقربة من السلطة ان quot;بوتين لم يذهب فقط الثلاثاء الى قمة رؤساء دول بحر قزوين وانما قام بكل شيء من اجل اظهار الرئيس الايراني بافضل صورة لهquot;.

وكرر بوتين ايضا القول ان الولايات المتحدة لن تقوم لوحدها بتسوية ازمة الملف النووي الايراني مشيرا الى ان روسيا يمكن ان تفرض نفسها كوسيط مستفيدة من قوتها المستعادة. وقال في طهران كما كشفت صحيفة quot;روسيسكايا غازيتاquot; الرسمية quot;ليس هناك قوة واحدة ولا حتى الاقوى، قادرة على تسوية كل مشاكل العالم لوحدها (...) ان نموذجي افغانستان والعراق يساندان بشكل كاف هذه الفرضيةquot;.

ورأى الكسندر شوميلين من مركز تحاليل النزاعات في الشرق الاوسط لدى المعهد الاميركي-الكندي في موسكو ان فلاديمير بوتين quot;لم يستخدم هذه الزيارة للعب دور الوسيطquot; لكنه على عكس ذلك quot;وقف الى جانب ايرانquot;. ولفت شوميلين الى انه quot;وجه رسالة بالحد الأدنى الى الجانب الايراني حول برنامجه النووي لكن رسالة قوية بالحد الاقصى للغرب عبر الاعلان ان الاجراءات العسكرية غير مقبولة وانه لن يتم دعم اي تدخلquot;. وعكست صحيفة الاعمال quot;فيدوموستيquot; الرأي نفسه حين كتبت على صفحتها الاولى quot;اذا كان الغرب لا يزال يأمل في ان بوتين سيمارس ضغوطا بشكل او باخر على احمدي نجاد في الملف النووي، فان هذا الامل تبدد امسquot;.

من جهته اعتبر يفغيني ساتانوفسكي الخبير في معهد الدراسات حول الشرق الاوسط في موسكو انه اذا كان الايرانيون يريدون ضمان دعم موسكو فان ذلك هو اخر شيء كانت تفكر فيه روسياquot;. ومن خلال الدعوة الى مواصلة الحوار مع طهران حول الملف النووي، تريد موسكو تجنب quot;اي نزاع مع ايرانquot; قد يؤدي الى زعزعة استقرار على حدودها في القوقاز quot;طالما ان الحرب في الشيشان بالكاد انتهت لتوهاquot;. وقال المحلل quot;من المستحيل الوصول الى ان توقف ايران برنامجها النووي. ان بوتين واقعي، والفكرة من وراء مواصلة الحوار هي الوصول الى ان يكون هذا البرنامج مفتوحا بالحد الاقصى وتحت السيطرةquot;.

واذا كان بوتين اكد مجددا حق طهران في امتلاك الطاقة النووية المدنية، الا انه لم يحدد موعدا لانجاز المحطة النووية التي يبنيها الروس في بوشهر في جنوب طهران والذي ارجئ عدة مرات، محتفظا عبر ذلك بوسائل ضغط على احمدي نجاد. وقال ساتانوفسكي ان quot;روسيا لا تعطي الايرانيين كل ما يريدونه، انها لا تعطيهم الوقود لمحطة بوشهرquot;.

وتلاحق روسيا ايضا مصالح اخرى محض اقتصادية في المنطقة. ففي المجال النووي المدني، تعتزم تطوير تعاونها مع طهران. وتسعى الى مبيعات اسلحة جديدة وكذلك الى تعاون اكبر في مجالات النفط والغاز لا سيما وان موسكو وطهران هما من اكبر المنتجين. واكدت صحيفة quot;فيدوموستيquot; ان quot;الفوائد الاقتصادية لتعاون مع ايران مهمة بالنسبة إلى روسيا. لذلك تعارض موسكو العقوباتquot; في الملف النووي.

وكتبت الصحيفة quot;يمكن اعتبار سياسة بوتين حيال ايران بمثابة تحد للغرب (...) لكن الغرب يغفل تفصيلا مهما وهو ان ايران اقرب جغرافيا الى روسيا اكثر مما هي قريبة من الولايات المتحدة واوروباquot;. وخلصت الصحيفة الى القول ان quot;السلاح النووي في ايران سيكون خطرا لروسيا لا سيما في حال شن عملية عسكرية اميركية ضد ايران. لقد اختارت موسكو طريق الحذر والصداقة لان روسيا وايران هما جاران قريبانquot;.

quot;اقتراحاquot; للخروج من الازمة

هذا واكدت وكالة quot;فارسquot; شبه الرسمية الايرانية ان بوتين تقدم quot;باقتراح محددquot; للخروج من ازمة البرنامج النووي الايراني خلال لقائه المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية آية الله خامنئي. وقال كبير المفاوضين الايرانيين في الملف النووي علي لاريجاني quot;اثناء المقابلة مع المرشد الاعلى، تقدم بوتين باقتراح محددquot; دون تقديم المزيد من التفاصيل.

واكتفى لاريجاني بالقول quot;من القضايا المثارة في هذا الاقتراح المسائل النووية التي نحن بصدد بحثها حالياquot;. والثلاثاء خلال لقائه بوتين قال خامنئي ان ايران ستأخذ في الاعتبار quot;حديثكم ومقترحكمquot;، وفق ما اعلن رسميا عن محضر اللقاء. واضاف quot;ان التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية امر جيد وسيتواصل. ونحن مصممون على تلبية حاجات البلاد من الطاقة النووية ولاجل ذلك نأخذ على محمل الجد مسألة تخصيب اليورانيومquot;.

وبالتوازي مع ذلك قال جواد واعدي نائب لاريجاني للشؤون الدولية الاربعاء انه سيجري quot;نهاية تشرين الاول/اكتوبرquot; مباحثات جديدة مع نائب مدير الوكالة الدولية اولي هيانونن لبحث quot;مسألة اجهزة الطرد بي 1 وبي 2quot; التي تستخدم لتخصيب اليورانيوم. وتندرج هذه المباحثات في اطار اتفاق ابرم في 21 آب/اغسطس بين الوكالة الدولية وايران. ويحدد الاتفاق جدولا زمنيا تلتزم ايران بموجبه بالرد على سلسة من القضايا العالقة بشأن مدى تطور برنامجها النووي.