اسطنبول، موسكو: حذر الرئيس السوري بشار الاسد من ان الفشل في الحفاظ على وحدة العراق سيؤدي الى quot;تفجيرquot; منطقة الشرق الاوسط كما افادت صحيفة تركية اليوم الجمعة.ونقلت صحيفة quot;راديكالquot; عن الاسد قوله لمجموعة من الصحافيين في اسطنبول خلال زيارة الى تركيا ان تفكك العراق quot;سيكون بمثابة قنبلة ستفجر الشرق الاوسطquot;.واضاف quot;نحن متفقون تماما مع تركيا على واقع انه يجب الحفاظ على وحدة اراضي العراقquot;.

وتعارض سوريا وتركيا اي محاولة من اكراد العراق للانفصال عن الحكومة المركزية في بغداد تخوفا من ان يؤدي ذلك الى تحريك النزعة الانفصالية لدى الاكراد في هاتين الدولتين.وقد سمح البرلمان التركي الاربعاء للجيش بالتوغل في اقليم كردستان شمال العراق خلال سنة ضد قواعد حزب العمال الكردستاني الانفصالي الذي يستخدم هذه المنطقة كقاعدة لشن هجمات على اهداف تركية عبر الحدود.واثر محادثات اجراها الاربعاء مع المسؤولين الاتراك، قال الاسد ان سوريا تعتبر التوغل التركي المحتمل في العراق بانه quot;حق مشروع لتركياquot; في اطار الحرب ضد الارهاب.

وتعتبر انقرة والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي حزب العمال الكردستاني منظمة ارهابية.لكن الرئيس السوري عاد ودعا انقرة في وقت لاحق الى اعطاء بغداد فرصة لمعالجة هذا الملف.ونقلت راديكال عن الاسد قوله ان quot;المشكلة لا يمكن ان تحل باعتبارها مشكلة عسكرية وامنية فقط. لا يمكن تحقيق نتائج بدون دعم الجهود السياسيةquot;.واضاف انه يجب اعطاء حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي quot;فرصةquot;.

وفي العام 1998، هددت تركيا سوريا بتحرك عسكري بسبب الاشتباه بدعم دمشق لحزب العمال الكردستاني والملاذ الآمن الذي كان يستفيد منه انذاك زعيم هذا الحزب عبد الله اوجلان في سوريا.وانتهى التوتر بين البلدين في السنة نفسها حين قامت دمشق بطرد اوجلان ممهدة الطريق امام تحسين العلاقات الثنائية.

وقد اعتقل اوجلان في كينيا عام 1999 ويقضي عقوبة بالسجن المؤبد في جزيرة بتركيا.ومن المقرر ان يلتقي الرئيس السوري رجال اعمال اتراكا في اسطنبول لبحث فرص التعاون الاقتصادي قبل اختتام زيارته الى تركيا في وقت متاخر اليوم الجمعة.

الخارجية الروسية تدعو إلى تسوية سلمية

بدورها دعت وزارة الخارجية الروسية تركيا والعراق إلى حل المشاكل بينهما بطرق سياسية بعد قرار البرلمان التركي الذي يسمح لأنقرة بشن عمليات عسكرية في شمال العراق. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية ميخائيل كامينين بهذا الصدد: quot;ندعو الجانبين التركي والعراقي إلى إبداء أقصى قدر ممكن من المواقف البناءة في أثناء الاتصالات الجارية بين المسؤولين في كلا البلدين. ومن الضروري إيجاد سبل للتسوية السياسية للمشاكل العالقة مع الاسترشاد بمصالح ضمان الأمن والاستقرار في المنطقة، وتعزيز سيادة ووحدة أراضي العراقquot;.

ويذكر أن البرلمان التركي كان قد وافق بأغلبية كبيرة في السابع عشر من هذا الشهر على مشروع قانون تقدمت به الحكومة يجيز شن عمليات عسكرية ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق. وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في جلسة التصويت إن الموافقة على مشروع القانون لا تعني شن عمل عسكري في الأراضي العراقية على الفور.

ومن جانب آخر حث الرئيس العراقي جلال طالباني السلطات التركية على عدم شن عمليات عسكرية لملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني داخل الأراضي العراقية. كما طالب الرئيس العراقي مسلحي الحزب بمغادرة العراق وإنهاء نشاطاته العسكرية.

أما رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي فقد أجرى اتصالا هاتفيا مع نظيره التركي رجب طيب اردوغان عبر فيه عن تفهمه لمعاناة تركيا من quot;النشاطات الإرهابيةquot; لحزب العمال الكردستاني، وأكد على أهمية استمرار الحوار بين الجانبين. ووعد المالكي بإرسال وفد سياسي أمني عالي المستوى الى تركيا لمعالجة التطورات الأمنية الأخيرة على الحدود المشتركة بين البلدين.

وفي إقليم كردستان العراق دعت حكومة الإقليم السلطات التركية إلى الحوار لحل هذه المشكلة. وأعلنت أن أي توغل للقوات التركية في شمال العراق سيشكل خرقا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.