موسكو: تجري في العديد من البلدان نتيجة زوال المواجهة بين الأحلاف إعادة النظر في المذهب العسكري. فأخذت ترتقي إلى الموقع الأول في الولايات المتحدة التكنولوجيات الجديدة ـ منظومات الاستطلاع والاتصالات والقيادة. وبدأت البلدان الواحد تلو الآخر بالانتقال إلى مبدأ سد الشواغر بالمتطوعين المؤهلين مع التخلي عن الخدمة الإجبارية. وستقلص فترة الخدمة الإجبارية في روسيا اعتبارا من 1 يناير عام 2008 حتى 12 شهرا. وهل يعني هذا تغيير الأيديولوجية العسكرية؟

وكان مجمل عدد أفراد القوات المسلحة الروسية في عام 1992 يشكل مليونين و750 ألف فرد. وتقلص العدد حتى بداية عام 2007 إلى حد مليون و130 ألفا. ومع ذلك تجدر الإشارة إلى أن الجيش بفقدانه الكم ارتقى نوعا بصورة ملموسة.

أولا ـ أعد برنامج فدرالي هادف لنقل عدد من تشكيلات ووحدات التأهب الدائم إلى مبدأ سد الشواغر من المتطوعين على أساس عقود. وسيكون عدد هذه التشكيلات من المتطوعين المؤهلين حتى نهاية العام الجاري 81. ومن المفروض أن تصل نسبة المتطوعين المتعاقدين حتى عام 2010 إلى 80 بالمائة من مجمل ملاك القوات المسلحة. وتقرر تشكيل الخمس الباقي من جنود الخدمة الإجبارية.

ويشكل التسليح اتجاها آخر في التغييرات النوعية. فلم يكن بحوزة الجيش الروسى لدى ولوجه القرن الجديد إلا 15 ـ 20 بالمائة من المعدات الحربية التي تلبي متطلبات العصر. وتغير الوضع في عام 2006 عندما حقق سيرغي إيفانوف المصادقة على برنامج تسليح وطني للفترة 2006 ـ 2010 واعتمدت له 5 تريليونات روبل.

وتزايد في الآونة الأخيرة بشكل ملموس تجهيز القوات بأحدث المعدات الحربية. ومن المفروض أن تحصل قوات الصواريخ الاستراتيجية حتى عام 2015 وفق البرنامج الوطني على 69 صاروخا بالستيا عابرا للقارات مع رؤوس مدمرة انشطارية والأسطول ـ على 31 سفينة كما سيجري إيصال القاذفات الاستراتيجية quot;تو ـ 160quot; وquot;توـ 95 م أسquot; لدى القوات الجوية إلى 50.

ويعتبر الخبراء العسكريون والسياسيون في الغرب هذه التطورات في روسيا بمثابة quot;عرض عضلاتquot;. ومع ذلك ورغم كافة التغيرات الإيجابية في الجيش الروسي تتيح الفعاليات التي ينص عليها البرنامج الوطني حتى عام 2015 حسب معلومات وزارة الدفاع الروسية زيادة قسط الأسلحة الحديثة في الجيش إلى نسبة 45 بالمائة فقط. ولذا فإن روسيا لا تزال في بداية الطريق.