مقديشو: أطلقت الحكومة الصومالية يوم الثلاثاء سراح مسؤول كبير في برنامج الأغذية العالمي بعد احتجازه لمدة تقارب الأسبوع في أعقاب إقتحام عشرات من ضباط المخابرات مجمعًا تابعًا للبرنامج العالمي في مقديشو. وقالت جوزيت شيران المديرة التنفيذية لبرنامج الاغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في بيان من مقر البرنامج في روما quot;اننا نرحب باطلاق سراح ادريس عثمان ونحن مسرورون بعودته الى أسرته.quot;وادريس عثمان هو المسؤول عن مكتب برنامج الاغذية العالمي في مقديشو.
وأثار اعتقال عثمان في اطار تحقيق في تهم غير محددة ضغوطا دولية على الحكومة الصومالية وادى الى وقف برنامج الاغذية العالمي توزيع المساعدات في الدولة الواقعة في منطقة القرن الافريقي والتي يحتاج الكثير من سكانها البالغ عددهم تسعة ملايين نسمة بشدة للمساعدات الغذائية.
واقتحم أكثر من 60 ضابطًا من رجال الامن الصومالي مكاتب الامم المتحدة في العاصمة مقديشو الساحلية يوم الاربعاء الماضي لاعتقال عثمان. وادانت الامم المتحدة المداهمة باعتبارها انتهاكا لحصانتها. وأجبر العنف العديد من وكالات الاغاثة على ترك الصومال مخلفين الامم المتحدة وجماعات قليلة أخرى تدير عمليات محدودة أغلب موظفيها صوماليون. ولم تعلق الحكومة الصومالية على الافراج عن عثمان لكن شاهدا أكد اطلاق سراحه. وقال حارس أمن quot;المنسق عاد لتوه الى مجمع برنامج الاغذية العالمي.quot;
وفي سياق منفصل انتقدت جماعة معنية بحقوق الانسان الحكومة الصومالية بسبب quot;مضايقاتها المنتظمةquot; للصحافيين واغلاقها لوسائل اعلامية وفشلها في التحقيق في جرائم قتل الصحفيين. ومع وقوع أعمال عنف بشكل يومي في الصومال حيث يستهدف تمرد يقوده اسلاميون الحكومة وحلفاءها العسكريين الاثيوبيين فقد أصبحت الصومال واحدة من أخطر الاماكن في العالم للصحفيين.
ويذهب القليل من المراسلين الاجانب الى الصومال تاركين الصحفيين المحليين ليواجهوا القدر الاعظم من المخاطر. وقتل ثمانية صحافيين هذا العام أطلق مسلحون مجهولون على أغلبهم الرصاص.
وقال بيتر تاكيرامبودي مدير قسم افريقيا في منظمة هيومان رايتس ووتش ومقرها الولايات المتحدة في بيان صدر هذا الاسبوع quot;الهجمات العنيفة على الصحافيين الصوماليين تهدد تغطيتهم الشجاعة للازمة في مقديشو... على الحكومة الانتقالية الصومالية أن تدين وتحقق في هذه الهجمات بالاضافة الى وقفها للمضايقات لهم من جانبها.quot;
وفي أحدث هجوم على صحفي قتل بشير نور جيدي رئيس محطة شبيلي الاذاعية مساء يوم الجمعة. وجاء ذلك بعد سلسلة من الاجراءات من قوات الامن ضد وسائل الاعلام شملت الاغلاق المؤقت لمحطات اذاعية واعتقال صحافيين ومديرين. ويعتقد الصحافيون المحليون أن المسلحين وقوات الامن الصومالية والاثيوبية تستهدفهم عندما يعتبر أنهم يتحيزون لجانب أو لاخر. وأضاف بيان هيومان رايتس ووتش quot;لقد تضرر بشدة نمو وسائل الاعلام المستقلة ومؤسسات المجتمع المدني على مدى الاشهر العشرة الاخيرة ووجودها هو أحد قصص النجاح القليلة خلال 17 عاما من العنف والحرب وانعدام الحكم المركزي في الصومال.quot;
ومضى البيان يقول quot;حتى الان فشل مسؤولو الحكومة الصومالية باستمرار في ادانة عمليات القتل او حتى التحقيق واعتقال ومحاكمة أي شخص على صلة بهم.quot; ويصر المسؤولون الصوماليون على أنهم يفعلون ما بوسعهم لحماية الصحفيين وكل المدنيين لكن يقولون انهم يواجهون جماعة شرسة لها صلات بالقاعدة.
التعليقات