عبد الله بن عبد العزيز في الصحافة الالمانية: ملك مميز
العاهل السعودي يصل أنقرة: توقيع 6 اتفاقيات تعاون

الفارس والسيف وصفقات ... السلام

ردود فعل حول زيارة الملك عبدالله للفاتيكان

الملك عبدالله والبابا مع مواصلة الحوار بين الأديان

أنقره: أقام الرئيس عبدالله غول رئيس جمهورية تركيا مساء اليوم حفل عشاء تكريماً لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وذلك في القصر الجمهوري بأنقرة . وفي بداية الحفل تشرف المدعوون بالسلام على خادم الحرمين الشريفين وفخامة الرئيس التركي . وخلال حفل العشاء ألقى الرئيس عبدالله غول الكلمة التالية :

أخي العزيز خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ،

الضيوف الكرام ،
يسرني أن أستضيفكم والوفد المرافق لجلالتكم مرة أخرى في تركيا بعد الزيارة الرسمية التي قمتم بها لتركيا عام 2006 . نحن نعلق أهمية كبيرة على العلاقات الموجودة بين تركيا والسعودية التي لها جذور تاريخية ، كما أننا نبدي بالغ الأهمية على تطوير هذه العلاقات التي اكتسبت زخماً في السنوات الأخيرة في شتى المجالات .

لا شك أن المملكة العربية السعودية بزعامة خادم الحرمين الشريفين الرائدة أصبحت في المنطقة وعلى مستوى العالم دولة تلعب دوراً محورياً. فلا بد أن أعبر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عن تقديري البالغ للجهود التي يبذلها في سبيل تحقيق الأمن والاستقرار ولزعامته الرائدة.
أخي العزيز الملك عبدالله ،

الضيوف الكرام ،

تعددت المشاكل في المنطقة ، وأصبحت فيما بينها علاقة وثيقة. القضية الفلسطينية تنتظر حلاً عاجلاً. فلا بد أن يحصل إخواننا الفلسطينيون على حقوقهم المشروعة في أسرع وقت ممكن على أساس دولتين مستقلتين .

إن التطورات في العراق وآلام الشعب العراقي الشقيق تؤلمنا جداً. ونحن عازمون على مواصلة تقديم دعمنا بقدر المستطاع في سبيل وصول العراق إلى الأمن والاستقرار . هناك أزمة سياسية في لبنان. ونتمنى أن تنتهي مرحلة انتخاب رئيس جديد للجمهورية بشكل تساعد وصول البلد إلى الأمن والاستقرار. ومن ناحية أخرى فإننا نعلق أهمية بالغ على عدم تشكل جو يساعد انتشار الاختلافات الأثنية والمذهبية في المنطقة.

إن تهديد انتشار الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل يبعث فينا قلقاً مشتركاً. والإرهاب الذي يعد وباء القرنين الماضي والحالي مازال يهدد بلدينا وشعبينا. إن تركيا التي عانت الكثير من الإرهاب مازالت تقدم ضحايا للإرهاب في الوقت الراهن. نحن نعلم جيداً بأن المملكة العربية السعودية هي الأخرى تعرضت للأعمال الإرهابية. لذا نرى من الضروري التضامن والتعاون بين البلدين في مواجهة تلك التهديدات الإرهابية .

إن عدم الاستقرار في المنطقة واستمرار حالة العنف والاختلاف فيها ما هو إلا مبعث قلق وحزن لدى شعبينا. نحن نرى بضرورة حل الخلافات عن طريق المصالحة والحوار والحكمة. ونحن كتركيا نواصل جهودنا على هذا المنوال .

ونتمنى من كافة الدول أن تتصرف على هذا الأساس. إن السياسة الخارجية لتركيا تقوم على أساس مبدأ التعايش معاً سواء كان مع الجيران أو مع الدول الأخرى . نحن نرى بضرورة استهلاك طاقتنا في سبيل تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة ولرفع مستوى الحياة لشعبينا. وبناءً على هذا يجب على تركيا والمملكة العربية السعودية اللتين هما دولتين كبيرتين في المنطقة التضامن والتعاون وخاصة في الوضع الراهن الحساس .

أخي العزيز الملك عبدالله ،
الضيوف الكرام ،

يسرنا مستوى العلاقات بين تركيا والمملكة العربية السعودية. حيث قارب حجم التجارة المتبادلة بين البلدين 4 مليارات دولار. وفي كل سنة يقوم آلاف من مواطنينا بزيارة المملكة العربية السعودية بمناسبة الحج والعمرة. وكذلك يقوم القطاع الخاص وعلى رأسه قطاع الاستثمارات والبناء والطاقة والصحة والسياحة يقوم بمشاريع مشتركة في شتى المجالات. ومن ناحية أخرى فإنه يعيش ويعمل في المملكة العربية السعودية ما يقرب 100 ألف مواطن تركي .
وفي مباحثات اليوم تناولنا العلاقات الثنائية بالإضافة إلى ذلك تباحثنا بثقة متبادلة وبإخلاص القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وأكدنا مرة أخرى عزمنا على تطوير علاقاتنا وتعميقها في شتى المجالات على أساس المصالح المتبادلة .

وبهذه المشاعر الحميمة أجدد سروري باستضافة صديقي العزيز خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود والوفد المرافق لجلالته فأهلاً وسهلاً ومرحباً بكم في تركيا .



ثم ألقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود التالية ..
فخامة الأخ العزيز عبد الله غول رئيس جمهورية تركيا ..

دولة الأخ العزيز طيب رجب اردوغان رئيس وزراء جمهورية تركيا ..
أصحاب المعالي والسعادة ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أشكركم يا فخامة الأخ على ما عبرتم عنه من مشاعر نبيلة نحو بلادي ونحوي، وأنتهر هذه الفرصة السعيدة لأعرب لكم عن خالص التهنئة على الثقة الغالية التي حظيتم بها من الشعب التركي الشقيق داعيا ً المولى جلت قدرته أن يكون عهدكم عهد أمن ورخاء وازدهار لتركيا الشقيقة.

فخامة الأخ العزيز ..
إنني آمل أن تسهم هذه الزيارة رغم قصرها على دفع مسيرة التعاون بين بلدينا الشقيقين .

إنني أتابع بكثير من الرضا والارتياح النمو المستمر في حجم الاستثمارات وحجم التبادل بيننا ، ولاشك أن المستقبل سيحمل علاقات أقوى في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية .
فخامة الأخ العزيز ..
اسمحوا لي أن أشيد بالموقف التركي الإيجابي الذي يتفق مع موقفنا حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية ، وأشيد بصفة خاصة بالموقف التركي من النزاع العربي / الإسرائيلي .

لقد وضعتم يا فخامة الرئيس النقاط على الحروف عندما قلتم مؤخراً : إن القضية الفلسطينية تعتبر السبب الرئيسي لكافة المشاكل في الشرق الأوسط وأن المآسي ستستمر إذا لم يتم حل القضية الفلسطينية . إننا نعتقد أن مبادرة السلام التي أجمعت عليها الدول العربية تشكل فرصة تاريخية فريدة لتحقيق سلام عادل وشامل قائم على مقررات الشرعية الدولية ، ونحن نتطلع إلى العمل معكم يدا بيد للوصول إلى هذا الهدف النبيل .

وفي الختام ، يسعدني دعوة فخامتكم ودولة رئيس الوزراء لزيارة بلدكم الثاني ، المملكة العربية السعودية ، لتتاح لنا فرصة الترحيب بكم بين أهلكم وذويكم .أشكركم وأتمنى لكم التوفيق والنجاح....بعد ذلك قدم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود للرئيس عبدالله غول قلادة الملك عبدالعزيز التي تمنع لكبار قادة وزعماء دول العالم .

كما قدم الملك المفدى لدولة رئيس الوزراء التركي طيب رجب أردوغان وشاح الملك عبدالعزيز الذي يمنح لأولياء العهود ورؤساء وزراء الدول الشقيقة والصديقة . عقب ذلك قدم فخامة الرئيس عبدالله غول لخادم الحرمين الشريفين ميدالية الشرف تكريما له أيده الله بهذه المناسبة . وحضر الحفل الوفد الرسمي المرافق لخادم الحرمين الشريفين و دولة رئيس الوزراء بجمهورية تركيا والوزراء وعدد من كبار المسئولين بالحكومة التركية .