لندن: اقترح وزير الخارجية البريطاني ديفيد مليباند أن يتجه الاتحاد الأوروبي إلى التوسع ليشمل روسيا ودول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وقال إن التوسع هو quot;أقوى أدواتنا لتحقيق الاستقرارquot;.

وفي أول خطاب طويل له حول علاقة بريطانيا بالاتحاد الأوروبي قال مليباند إنه يتعين على الاتحاد الأوروبي ألا يصبح quot;قوة عظمىquot; ولكنه يجب أن يكون quot;نموذجا مثالياquot; امام العالم. واضاف أنه يمكن أن يكون quot;مثالا للتعاون الإقليميquot; يلتزم بالتجارة الحرة وحماية البيئة ومكافحة التطرف. ومضى قائلا إنه يجب على الاتحاد الأوروبي quot;أن يحافظ على تعهداتنا لتركياquot; مضيفا أنه quot;في حالة الفشل... فسيكون هذا الفشل علامة على حدوث شرخ خطر بين الشرق والغربquot;.

وقد ألقى مليباند خطابه في المدرسة الأوروبية في مدينة بروج البلجيكية حيث أطلقت رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مرجريت تاتشر تحذيرها الشهير ضد quot;الشخصية الأوروبية المتطابقة quot; قبل نحو عقدين من الزمان، وتحديدا في سبتمبر/ ايلول 1988.

وقال مليباند إن هذا الخطاب كان quot;مسكونا بأشباح قوة عظمة أوروبية تدخل الاشتراكية من الباب الخلفيquot;. إلا أنه أضاف قائلا quot;الحقيقة هي أن الاتحاد الأوروبي توسع وتطور وأصبح أكثر انفتاحا. إنه لم ولن يصبح قوة عظمى، ولكن ليس محتما أيضا أن يصبح قوة عظمىquot;.

وقال إن الولايات المتحدة هي القوة العظمى الوحيدة في العالم إلا أن هذا لا يجب أن يكون quot;مصدر غيرة للأوروبيينquot; بل فرصة quot;لترسيخ قيمنا والتزاماتنا بالقوانين والمؤسسات الدوليةquot;.

وقال مليباند إن التهديدات الجديدة مثل التطرف الديني والشعور بالتهديد بسبب نقص الطاقة المحتمل، والأنظمة المارقة، والتغيرات المناخية تعتبر quot;تحديات جديدةquot; امام الاتحاد الأوروبي. وحد مليباند أربعة مبادئ أمام quot;الجيل القادمquot; في أوروبا، تتلخص في ضرورة الانفتاح أمام الأفكار والسلع والاستثمارات، وأن تصبح اوروبا قادرة على إنشاء مؤسسات مشتركة تقاوم التطرف الديني والانقسام الثقافي، وتحول دون حدوث نزاعات عن طريق احترام القانون الدولي وحقوق الإنسان داخل وخارج أوروباquot;.

وأوضح أن اتحادا أوروبيا ناجحا يجب أن يكون مستعدا للعمل بشتى الطرق من أجل نشر الديمقراطية ومحاربة امتداد النزاعات خارج حدوده.

وقال إن الهدف quot;يجب أن يكون خلق منطقة للتجارة الحرة حول حدود الاتحاد الأوروبيquot;. كما اعتبر أن هذا سيكون quot;نسخة من اتحاد التجارة الحرة الأوروبي الذي يمكن أن يتوسع تدريجيا لكي يشمل بلدان المغرب العربي والشرق الأوسط واوروبا الشرقية في اتجاه توحيد السوق، ليس كبديل للعضوية، بل كخطوة في اتجاههاquot;.