مسقط: تحتفل سلطنة عمان غدا بعيدها الوطني الـ 37 في ظل نهضة شاملة بقيادة السلطان قابوس بن سعيد الذي قاد منذ توليه مقاليد الحكم في العام 1970 مسيرة التنمية العمانية. وتمكنت سلطنة عمان من تشييد تجربة تنموية ناجحة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وثقافيا ووضعت جدولا متدرجا تنقلت بموجبه في مراحل الشورى حتى جاء مجلس الشورى في 1991 منتخبا من الشعب واعطيت المرأة دورا بارزا فيه ليقوم بمساعدة الحكومة في كل ما يهم المجتمع العماني ويقدم لها ما يراه كفيلا بدعم مقوماته الأساسية وقيمه الأصيلة.

وكشفت المرحلة الحرجة التي مرت بها سلطنة عمان مؤخرا اثر تعرضها للاعصار المداري (جونو) عن مدى عمق التكافل الاجتماعي بين الجميع من مواطنين ومقيمين في كل محافظات ومناطق السلطنة لاعادة البناء ومساعدة المتضررين.

وقد حققت عمان تطورا كبيرا على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي بالتوازي مع تشييد أركان الدولة العصرية القادرة على توفير الأمن والأمان والحريات للمواطن والمقيم.

ويتمتع القضاء العماني باستقلالية كاملة لترتكز احكامه على العدل وسيادة القانون وهو ما يساعد على تأمين مناخ ايجابي لاجراءات تحسين مناخ الاستثمار في البلاد وجذب الاستثمارات المحلية والاجنبية.
وقد حقق الاقتصاد العماني قفزة كبيرة خلال الاعوام ال37 الماضية اذ ارتفع الناتج المحلي الاجمالي من 105 ملايين ريال عماني العام 1970 الى أكثر من 13 مليار ريال في العام 2007 (الدولار يساوي0.3812 ريال عماني).

وأسهم انضمام السلطنة الى عدد من المنظمات الدولية والى منظمة التجارة العالمية في تهيئة الظروف امام القطاع الخاص ليكون قادرا على التعامل مع متطلبات التحرير الكامل للاسواق وحرية انتقال السلع والخدمات ورؤوس الاموال.

وتولي سلطنة عمان اهتماما خاصا بتطوير قطاع السياحة باعتباره احدى الدعائم الرئيسة للتنمية المستدامة عبر إنشاء وزارة مستقلة للسياحة حددت اولويات مهامها بوضع استراتيجية شاملة للاهتمام بالقطاع السياحي وتبني برامج سياحية متكاملة تعمل على ترويج المقومات والامكانيات السياحية التي تتمتع بها.

- وقد شارك القطاع الخاص الحكومة في تنفيذ مشاريع سياحية كبيرة بمختلف محافظات ومناطق السلطنة كمنتجع بر الجصة السياحي والمرحلة الاولى لمنتجع مرباط السياحي ومشروع الموج السياحي واندية الغوص ومراكز التخييم وتطوير الكهوف والمنتجعات والمشاريع السياحية المزمع اقامتها في محافظتي مسقط وظفار ومنطقتي الشرقية والباطنة الى جانب مشروع المدينة الزرقاء الذي تبلغ كلفته الاجمالية نحو 15 مليار دولار أميركي.

من جهته حقق قطاع الصحة انجازات كبيرة في مجال كفاءة النظام الصحي وتقديم خدمات الرعاية الصحية وارتفع عدد المستشفيات من أربع في العام 1970 الى نحو 60 مستشفى في العام 2007 والمراكز الصحية من 19 مركزا العام 1970 الى 147 مركزا ومجمعا صحيا العام 2007 .

وفي مجال التعليم تضاعفت اعداد الطلبة بنحو 696 مرة حيث ارتفع عددهم من نحو 900 طالب وطالبة في عام 1970 الى نحو 670 الف طالب وطالبة في العام الدراسي 2006 - 2007 اما اعداد المدارس فقد ارتفعت من 3 مدارس في العام 1970 الى 1191 مدرسة في العام الدراسي 2005 - 2006 كما تم تطوير المناهج والعملية التعليمية بكل عناصرها بما في ذلك استخدام الوسائل التقنية الحديثة وتأهيل المعلمين بما يمكنهم من اداء رسالتهم على افضل وجه ممكن.

وترتكز السياسة الخارجية العمانية على مبادئ أساسية وهي الوقوف الى جانب القضايا العادلة في المحافل الدولية وتوطيد عرى التعاون مع الدول العربية والاسلامية والاصدقاء في جميع انحاء العالم.
وتعمل سلطنة عمان من خلال مجلس التعاون لدول الخليج العربية على تفعيل المجلس باجهزته المختلفة وتطويره بما يلبي طموحات وآمال شعوب دوله وبما يكفل لها مواجهة التحديات المقبلة في ضوء المتغيرات السريعة والتكتلات الاقتصادية والسياسية الجارية على الساحة الدولية.