العطية أمام منتدى الأمن في البحرين:
إيران مطالبة بجهود إضافية لتبديد الشكوك النووية

أحمدي نجاد: لدينا أساليبنا لمواجهة الضغوط الأميركية
مهند سليمان من المنامة: أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبدالرحمن العطية أن دول المجلس تعارض من ناحية المبدأ إدخال العامل النووي العسكري من جانب أي طرف في معادلة ميزان القوى الإقليمي، لأنه سيحمل سباقًا جديدًا للتسلح في منطقة الخليج.

وقال أمام منتدى الأمن الداخلي والعالمي (الشرق الأوسط) الذي تستضيفه البحرين، إن الفرصة ما زالت سانحة لإيجاد حل سلمي لأزمة الملف النووي الإيراني، وذلك من خلال رؤية جسورة وغير تقليدية للتعامل مع هذه الأزمة، مشددًا على أن دول التعاون ترفض تصعيد أزمة هذه الملف إلى مرحلة المواجهة العسكرية من جانب أي طرف ، لما سيسببه ذلك من أزمات، كما دعونا القادة الإيرانيين مرارًا إلى بذل جهود إضافية لتبديد شكوك المجتمع الدولي حول نواياها في ما يتعلق ببرنامجها النووي.

وأشار إلى أن قادة دول المجلس أعطوا إشارة الانطلاق لمرحلة امتلاك تقنية نووية للأغراض السلمية في إطار كامل الشفافية والالتزام بالمعايير والقوانين الدولية لإحداث قفزة نوعية في التقدم التكنولوجي، لا سيما في مجالي الكهرباء والماء.

وأكد أن تحقيق موازين العدالة والسلام العالمي يتطلب عدم استثناء أي دولة من الخضوع للاتفاقيات الدولية ذات الصلة بمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل، وهذا يتطلب ضغط المجتمع الدولي على إسرائيل للانضمام إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.

وفي كلمته أمام المنتدى أشاد العطية بالدور البارز للبحرين في إرساء القواعد الراسخة للأمن والاستقرار في المنطقة والمبادرة والإسهام بكل ما من شأنه تعزيز ذلك، مضيفا ( ويتمثل ذلك في تبنى القيادة الحكيمة في البحرين للمشروع الإصلاحي الشامل الذي عزز البناء الديمقراطي والحرص على دعم الشراكة الأمنية في إطار مجلس التعاون ركيزتها الاعتدال السياسي والازدهار الاقتصادي.

وفي الملف العراقي بيّن العطية أن العراق بالنسبة إلينا ليس مجرد دولة جوار فحسب، بل هو بلد عربي شقيق له وزنه وأهميته ، مؤكدًا أن على أهمية الحفاظ على هويته العربية الأصلية وضرورة تحجيم التدخلات الخارجية في شؤون الداخلية حتى يتمكن الشعب العراقي بمختلف انتمائه وأطيافه وبإرادته الحرة من إعادة دوره الطبيعي في محيطه العربي والإسلامي والدولي.

وقال إننا نعمل على دعم كل الجهود العراقية الرامية لتحقيق الأمن والاستقرار والحيلولة دون توظيف التباينات الطائفية والمذهبية العرقية التي تضر بالمصالح الكلية للعراق، مضيفًا: quot;إننا على ثقة بقدرة الشعب العراقي على اجتياز أزمته وإعلاء مصالحه على كل المصالح الضيقة والفرعية.

وأكد العطية أن تحقيق السلام في المنطقة يجب الإعداد له وان يكون مستوفيًا للشروط ويتفادى طرق الحلول المرحلية التي أثبتت عدم جدواها بسبب المراوغات والتعنت الإسرائيلي وآخره قرار الكنيست الأخير والذي اقر من حيث المبدأ تشريعًا استباقيًا يمنع التنازل عن أي جزء من القدس في إطار أي اتفاق سلام محتمل مع الفلسطينيين.
وأضاف ( لقد أكدنا في دول مجلس التعاون على ضرورة أن يعقد المؤتمر الدولي المرتقب بمدينة انابولس على اساس المبادرة العربية للسلام وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة).
وفي محور مكافحة الارهاب اكد العطية ان دول المجلس تبنت استراتجيات متطورة للمواجهة الشاملة تقوم على تعاون اعضائها لمواجهة تحديات الارهاب بوسائل سياسية واجتماعية واعلامية من جهة وتبادل المعلومات وتنسيق الجهود من جهة اخرى.
وذكر العطية ان المنطقة تتسم بحالة من عدم توازن القوى المتأصل والتداخل والتشابك بين العناصر الاقليمية والدولية ، وقال ان تبني دول المجلس لصيغة الشراكة الامنية الاقليمية والمعززة بصداقات وترتيبات امنية مقننة، قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة ، وهي معادلة فرضتها ضرورة العمل مع معطيات خلل علاقات القوى السائدة في المنطقة وطموحات بعض القوى الاقليمية والدولية وتطلعاتها المتعارضة.

وفي ختام كلمته اشاد بجهود وزارة الداخلية البحرينية ووزيرها الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وجهود منتدى كرانس مونتانا لتنظيم هذه المنتدى الهام مضمونًا وتوقيتًا.