الياس توما من براغ: وقع أكثر من 300 ألف من مواطني جمهورية صرب البوسنة المقامة على 49% من مساحة البوسنة والهرسك على عرائض يعبرون فيها عن رفضهم للخطوات الأخيرة التي إتخذها المفوض المدني الدولي الأعلى في البوسنة ميروسلاف لايتشاك والخاصة بتعزيز وتفعيل عمل الهيئات المركزية في البوسنة والهرسك ولاسيما عمل الحكومة والبرلمان. وذكر التجمع غير الحكومي الذي ينظم حملة التواقيع هذه ويطلق على نفسه تسمية quot;سبونا quot; انه يريد إرسال هذه العرائض إلى الأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا والاتحاد الأوربي والى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باعتبار أن روسيا قد وقفت في الخلاف القائم منذ عدة أسابيع بين قيادات صرب البوسنة والمفوض الدولي إلى جانب صرب البوسنة.
و أكد التجمع بان حملة التواقيع ستستمر رغم ارتفاع العدد إلى أكثر من 300 ألف وان هذه الحملة ستكون حسب رأي رئيس التجمع برانيسلاف دوكيتش بمثابة عملية إحصاء جديدة للسكان في جمهورية صرب البوسنة لان جميع من يوقعون على العرائض يفعلون ذلك بعد إبراز الهويات الشخصية لهم. وأضاف انه بعد الانتهاء من الحملة سيتم معرفة عدد الذين يحق لهم التصويت في حال تنظيم استفتاء بخصوص انفصال جمهوريـــة صرب البوسنة عن الدولة البوسنية.
ويؤكد هذا التصريح وهذه الخطوة أن بعض قيادات صرب البوسنة تضع في اعتباراتها بشكل جدي إمكانية الخروج من تحت مظلة الدولة البوسنية لاسيما في حال إعلان ألبان كوسوفو الاستقلال من جانب واحد الأمر الذي لوح به أيضا قبل عدة أيام الوزير في الحكومة الصربية المكلف بملف كوسوفو سلوبودان سامارجيتش عندما حذر من أن إعلان الألبان استقلال من جانب واحد سيؤدي إلى عمليات انفصالية أخرى في البلقان وانه إذا ما تم الاعتراف باستقلال كوسوفو فإن ذلك لن يكون نهاية عملية تفسخ يوغسلافيا السابقة وإنما بداية أولى العمليات الجديدة للتفسخ والانفصال في البلقان على حد قوله.
وكان المفوض المدني الدولي الأعلى لايتشاك قد أعلن عن إجراءات في التاسع عشر من الشهر الماضي تستهدف تسهيل أداء الحكومة المركزية البوسنية والبرلمان المركزي غيران الصرب اعتبروا هذه الإجراءات بأنها تمثل خرقا لاتفاقات دايتون التي أوقفت بموجبها الحرب البوسنية الدامية وتم تقسيم البوسنة إلى كيانين الأول هو جمهورية صرب البوسنة والثاني الاتحاد البوسني الكرواتي.
وقد قدم بسبب إجراءات لايتشاك رئيس الحكومة البوسنية نيكولا شبيريتش وهو من صرب البوسنة استقالته فيما اتهم رئيس حكومة صرب البوسنة ميلوراد دوديك المسؤول الدولي لايتشاك بإساءة استخدام صلاحياته مهددا بانسحاب جميع ممثلي صرب البوسنة من الهيئات المركزية البوسنية إذا لم يتراجع عن هذه الإصلاحات. يذكر أن لايتشاك منح البرلمان البوسني وقتا ينتهي في الأول من كانون الأول ديسمبر القادم لإقرار إصلاحاته مع التنبيه إلى انه في حال عدم إقرارها فانه سيبدأ تنفيذها استنادا إلى الصلاحيات الواسعة التي يتمتع بها.
التعليقات