الياس توما من بــــراغ: ذكر جهاز الاستخبارات المدني التشيكي quot;بيس quot; أن عدد ضباط الاستخبارات الروسية الذين ينشطون في الأراضي التشيكية لا يزال مرتفعا مشيرا إلى أن نصف عدد الدبلوماسيين الروس في تشيكيا هم من العناصر الأمنية لأجهزة الاستخبارات الروسية. وورد في موقع الجهاز على الانترنت حول الوضع الأمني في البلاد العام الماضي بان أجهزة الاستخبارات الروسية تهتم بشكل رئيس في الأراضي التشيكية بالاقتصاد وان هدفها هو الوصول والاحتفاظ بمواقع اقتصادية أفضل في إطار العلاقات الاقتصادية الروسية التشيكية ومحاولة الإشراف على المؤسسات التشيكية التي تسعى إلى دخول الأسواق الروسية.

واعتبر الجهاز أن تأسيس مختلف التجمعات والروابط التي تركز على العلاقات الاقتصادية والثقافية مع دول وشعوب الاتحاد السوفياتي السابــق يتصف بخطورة خاصة. وتمتلك أجهزة الاستخبارات الروسية وفق التقرير السنوي لجهاز quot;بيس quot; في تشيكيا عناصر وضباط رسميين أي يقومون بأعمالهم بصفة رسمية فيما يقوم البعض بأعمالهم تحت صفات مختلفة كموظفين في السفارة الروسية أو كدبلوماسيين كما يتواجد البعض منهم بصفة صحافيين وأيضا في هيئات ومؤسسات اقتصادية مختلفة.

ونبه التقرير إلى أن الضباط والعناصر السابقين في أجهزة الاستخبارات الروسية يعتبرون صنفا من نوع خاص لان ضابط الاستخبارات الروسي لا يقطع علاقته بأوساط الاستخبارات الروسية حتى بعد تركه العمل فيها وانه دائما يتم التعامل معه في حال دعت الضرورة إلى ذلك . وأشار التقرير إلى أن هؤلاء الضباط السابقين يعملون في الأغلب في شركات خاصة أو في مواقع سياسية وفي تشيكيا ينشطون إما في القطاع الاقتصادي أو مثلا كأعضاء في وفود رسمية روسية.

وقد سجل جهاز الاستخبارات التشيكي العام الماضي حالة دبلوماسي روسي سابق اهتم بالأبحاث الخاصة quot; بمواد عالية الخطورة quot; وحاول تجنيد عملاء تشيك في مؤسسات تهتم بالأبحاث الكيماوية والنووية والبيولوجية. وذكر التقرير أيضا بان العملاء الروس ينظمون في تشيكيا بعض الحملات الإعلامية وفعاليات ثقافية واجتماعية هدفها دعم مصالح السلطة الروسية كما لاحظ جهاز الاستخبارات التشيكي وجود صلات وعلاقات بين ضباط الاستخبارات الروس و مجموعات الجريمة المنظمة الناطقة بالروسية .

ونبه ايضا إلى أن الطرف الروسي يرسل أحيانا أشخاصا سبق وان طردوا من دول أخرى وعندما تحاول الدبلوماسية التشيكية الحد من دخولهم الأراضي التشيكية فان رد الفعل الروسي يكون في الأغلب التلويح بالتهديدات الاقتصادية أو بفرض عقوبات سياسية. وأشار في فقرة خاصة إلى أن الجهاز اهتم بالصلة مع تقويم المخاطر المتأتية من الإرهاب الدولي بالمجموعات العرقية التي جاءت إلى تشيكيا من دول الشرق الأوسط ومن شمال أفريقيا وغيرها من الدول الإسلامية والتي يبلغ عدد أفرادها نحو 8000 شخص.

واعترف الجهاز بأنه لم تسجل لدى المسلمين أي مظاهر واضحة للراديكالية أو صدور دعوات لممارسة العنف بل على العكس من ذلك فان المسلمين في تشيكيا يحاولون العيش بشكل توافقي مع المجتمع التشيكي غير المسلم الذي يشكل أغلبية كما أبدت قيادة الطائفة الإسلامية اهتماما بالحوار والتعريف بالإسلام وقيمه مع التشديد على الطابع غير العنيف للدين الإسلامي. ورأى التقرير ان المسلمين الذين يحضرون من الخارج إلى تشيكيا بهدف دعم وتنظيم أو تنفيذ أعمال إرهابية هم الذين يمثلون خطرا بالنسبة إلى أمن تشيكيا.