ولي العهد السعودي: الشرق الاوسط يجتاز مرحلة خطيرة

فالح الحمراني من موسكو- وكالات: قال ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام السعودي الامير سلطان بن عبدالعزيز هنا اليوم ان منطقة الشرق الاوسط تجتاز مرحلة خطيرة تتعدد فيها الصراعات وتزداد تعقيدا.

واضاف في كلمة القاها بمعهد موسكو للعلاقات الدولية بمناسبة منحه درجة الدكتوراه الفخرية ان الوضع في الشرق الاوسط يستوجب من المملكة العربية السعودية وروسيا مضاعفة الجهود في سبيل حل المشاكل بالوسائل السلمية والحيلولة دون تفاقمها والعمل على تهدئة الاوضاع وتجنب الصراعات .

ولفت ولي العهد السعودي النظر الى ان الفكر المتطرف ينمو في ظل مشاعر الاحباط الناتجة عن فشل المجتمع الدولي في حل الصراعات على اسس الشرعية الدولية مبينا ان دعم المملكة لتحقيق السلام العادل والشامل واضح ويتجلى في مبادرة السلام التي اطلقها خادم الحرمين الشريفين وتبنتها الدول العربية في قمة بيروت 2002 واكدتها قمة الرياض في مارس من هذا العام .

وثمن الامير سلطان الجهود التي يبذلها في هذا الخصوص الرئيس فلاديمير بوتين وحكمته في التعامل مع القضايا الدولية الشائكة معربا عن امله في ان تكلل مساعيه بالنجاح لما يحقق الامن والسلام العالميين .

واشار الى ان المملكة العربية السعودية بادرت منذ تاسيسها الى المساهمة الصادقة في كل الجهود لتحقيق السلام في العالم وتنمية التعاون بين الدول وتواصل مساعيها في هذا المجال انطلاقا من مكانتها الدينية ومعطياتها الثقافية والاقتصادية .

ووصف ولي العهد السعودي الروابط القائمة بين المملكة وروسيا الاتحادية بانها quot;تاريخية ووثيقة quot; قائلا ان بلاده تنظر باهتمام كبير الى اهمية تقوية وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين .

واضاف ان المملكة ترى في روسيا الاتحادية شريكا مهما وفعالا على اكثر من صعيد وتؤمن باهمية التعاون والتنسيق المتبادل لرعاية المصالح المشتركة في ظل ما يتمتع به البلدان من ارث تاريخي وحضاري وما يملكانه من امكانات اقتصادية وثقافية كبيرة.

وكان ولي العهد السعودي الذي وصل الى موسكو في زيارة تلبية لدعوة من الرئيس بوتين قد اجرى مباحثات مع وزير الدفاع الروسي اناتولي سيرديكوف .

وذكرت وسائل الاعلام الروسية ان المباحثات تركزت على مناقشة سبل تطوير التعاون في المجالات العسكرية والتكنولوجية.

ومن المقرر ان يجتمع ولي العهد السعودي غدا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف.

وقد منح معهد العلاقات الدولية التابع لوزارة الخارجية الروسية اليوم الأمير سلطان بن عبدالعزيز شهادة بروفيسور فخرية، في مراسم حفل أقيم في المعهد الشهير. ومن ثم ألقى الأمير سلطان محاضرة على طلبة

المعهد وأساتذته المعهد والسلك الدبلوماسي العربي والأجنبي تناولت الوضع في الشرق الأوسط.

وأشار مدير المعهد اناتولي توركونوف إلى quot;أن الدرجة العلمية منحت لواحد من رجال العصر الذي ساهم بتعزيز السلام والأمنquot;.

وكان الأمير سلطان قد وصل إلى موسكو أمس في زيارة بدعوة من الرئيس فلاديمير بوتين لبحث سبل تطوير العلاقات الثنائية والوضع في المنطقة، عشيّة التحضير للقاء انابوليس الخاص بالتسوية الشرق أوسطية.

ويبحث الأمير سلطان في موسكو مع المسؤولين الروس شؤون تطوير التعاون بين المملكة العربية السعودية وروسيا الاتحادية في جميع المجالات، وخاصة ميدان التعاون العسكري التقني.

وذكر مصدر في قطاع التصنيع العسكري الروسي في حديث للصحافيين اليوم أنه من المقرر أن تشهد زيارة الأمير سلطان لروسيا توقيع اتفاقية لتطوير التعاون العسكري التقني بين البلدين.

وستتناول المباحثات المسائل المتعلقة ببيع تقنيات عسكرية روسية تشمل دبابات ومروحيات عسكرية ومروحيات نقل ومنظومات للدفاع الجوي للمملكة العربية السعودية.

وقال المصدر بهذا الصدد: quot;شهد عام 2007 إجراء محادثات مكثفة حول تصدير 150 دبابة روسيا حديثة من طراز quot;ت- 90 سquot;، وأكثر من 100 مروحية من طرازي quot;مي-35quot; وquot;مي-17quot;، ومنظومات صواريخ مضادة للجو (للمدى المتوسط) إلى المملكة العربية السعوديةquot;.

وأكد أن العقد الخاص ببيع دبابات quot;ت- 90 سquot; للسعودية قد يوقع في القريب العاجل. وقال إن هذه الدبابات التي تعتبر من أحدث تقنيات الدروع جربت في السعودية وأثبتت قدرتها وفاعليتها على العمل في ظروف الصحراء. وتتميز دبابة quot;ت- 90 سquot; بخفة وزنها وصغر حجمها وقابليتها على المناورة وخفة الحركة إضافة إلى تمتعها بقوة نيران كبيرة جدًا. وزودت هذه الدبابة بمنظومة لإدارة النيران تتيح لها استخدام العديد من أنواع القذائف الخارقة للدروع والمتشظية من مدفعها ذي العيار 125 ملم.

وتستطيع هذه الدبابة تدمير أهدافها التي تقع على بعد من 100 إلى 5000 متر بصواريخ موجهة. وتبلغ السرعة القصوى للدبابة 65 كلم في الساعة. ولا بد من القول إن دبابة quot;ت- 90 سquot; ليس لها أي نظير في العالم حيث لا توجد أي دبابة حديثة مصنعة في دولة أخرى تتمتع بهذه المواصفات الفنية والقتالية نفسها.

وأكد المصدر على وجود آفاق رحبة للتعاون بين روسيا والمملكة العربية السعودية في مجال بناء منظومات الأقمار الصناعية. ويذكر أن الصواريخ الفضائية الروسية أوصلت إلى المدار 6 أقمار صناعية سعوديةحتى الآن.