خلف خلف من رام الله، القاهرة، برلين، وكالات: قالت صحيفة يديعوت الصادرة اليوم إن رئيس الوزراء ايهود اولمرت ألمح في محادثات مغلقة باستئناف المفاوضات مع سوريا quot;في وقت قريب للغايةquot;. وكان ألمح اولمرت بذلك هذا الأسبوع قبل سفره الأسبوع القادم إلى أنابوليس. ونقلت الصحيفة عن محافل سياسية رفيعة المستوى تقديرها بأن المفاوضات مع سوريا ستستأنف بعد اللقاء في انابوليس. وهي ستعقد بمباركة الولايات المتحدة، بل وربما برعاية الإدارة الأميركية.
وبخاصة أن الاتصالات بين اولمرت والرئيس السوري بشار الأسد تجرى بوساطة تركية، وكانت استؤنفت مؤخرا ووصفها اولمرت في محادثات مغلقة بأنها quot;موضوع جديquot;.
وفي المعلومات أن مسؤولين كبار في الإدارة الأميركية بذلوا جهدا بارزا قبل مؤتمر أنابوليس لإقناع السوريين بالحضور. وتم تنسيق الأمر بين الأميركيين والروس ووزراء خارجية من أوروبا. ويقول مسؤولون أمريكيون كبار إن سوريا لم تعد تؤدي دورا سلبيا مثلما في الماضي، حين كانت تمنح الرعاية للإرهابيين لاجتياز الحدود من أراضيها إلى العراق للمس بالقوات الأميركية العاملة هناك.
وبحسب يدعوت فأن الاختبار الحقيقي للأسد من ناحية الأميركيين سيكون إذا كان سيشارك في المساعي للتوصل إلى مرشح متفق عليه لرئاسة لبنان.
وأفادت اورلي ازولاي مراسلة الصحيفة العبرية من انابوليس بأن الرئيس الاميركي جورج بوش خرج أمس في أجازة عيد الشكر في المنزل الريفي الرئاسي في كامب ديفيد. وقبل أن يغادر واشنطن هاتف ثلاثة زعماء في الشرق الأوسط للحديث عن تفاصيل مؤتمر انابوليس الذي يفتتح الأسبوع القادم: أولمرت، مبارك وأبو مازن.
ولمبارك قال بوش إنه ينتظر تلقي تقرير عن اجتماع وزراء خارجية الجامعة العربية، الذي بدأ أمس ويتواصل في القاهرة اليوم. وفي هذا الاجتماع ستقرر السعودية وسوريا إذا كانتا ستبعثان للمؤتمر مندوبين عنهما وبأي مستوى.
وقالت وزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس أمس إن هدف المؤتمر هو quot;الوصول إلى صفقة سلام وإقامة دولة فلسطينية حتى الموعد الذي يغادر فيه بوش منصبه في البيت الأبيضquot;.
وأضافت رايس: quot;ليس سرا أن الحديث يدور عن سنة أخرى من اليوم، وهذا ما نحن نعتزم عمله. لا يمكن لأحد أن يضمن بان يحصل هذا، ولكننا سنبذل كل ما في وسعنا. العالم العربي يجب أن يشارك كي يعطي إسرائيل الثقة في أنه بعد أن تقام الدولة الفلسطينية، سينتهي النزاع العربي ndash; الإسرائيليquot;.
ونقلت يديعوت عن موظف في وزارة الخارجية الأميركية قوله أمس بإن السعودية وسوريا لا يفترض بهما أن يردا على الدعوة للمؤتمر قبل نهاية اجتماع وزراء الخارجية في القاهرة. وسافر أمس إلى السعودية رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير للضغط على قادة الدولة لحضور المؤتمر.
كما احتفلت الولايات المتحدة أمس بعيد الشكر. واليوم تستأنف في البيت الأبيض ووزارة الخارجية الجهود لإقناع السعودية وسوريا بالانضمام إلى المؤتمر. وأوضحت رايس مرة أخرى بأن كل مندوب للمؤتمر يمكنه أن يخطب أمام المشاركين إذا ما رغب في ذلك.
عودة للهجوم على سوريا
في غضون ذلك، كشفت مجلة الطيران quot;افييشن ويكquot; النقاب في عددها الجديد أن الولايات المتحدة ساعدت إسرائيل بمعلومات دقيقة عن أجهزة الدفاع الجوي السورية قبل غارة سلاح الجو على المنشأة النووية في سوريا.
وحسب المجلة لاحقت الولايات المتحدة بث شبكة الدفاع الجوي السورية في أثناء الهجوم، والملاحقة ساعدت إسرائيل. وحسب هذا النشر فبفضل المساعدة الأميركية نجحت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي بالتسلل إلى المجال الجوي السوري دون انكشاف. وقبل الغارة نفسها شل سلاح الجو محطة رادار في تل الابواد، بمحاذاة الحدود التركية. وقد شلت المحطة بتداخل وسائل الكترونية مع قنابل دقيقة، كما تدعي المجلة.
وتشير المجلة إلى أنه عمليا كل منظومة الدفاع الجوي السورية شلت في أثناء الهجوم على المنشأة النووية. وقد تم ذلك بمساعدة بث موجات بشدة عالية للغاية. كما أن منظومة الاتصالات التنفيذية للجيش السوري شوشت بوسائل مختلفة، quot;وهذا يثبت أن لإسرائيل القدرة على التسلل إلى أجهزة الاتصال والحواسيب للعدو وتشويشهاquot;. وتشير منشورات أجنبية منذ بضع سنوات بأن الشبكات الالكترونية المختلفة التي تنتج في إسرائيل قادرة على التشويش على منظمات كاملة.
العرب يدعون واشنطن لإدراج الجولان في أنابوليس
إلى ذلك دعت الدول العربية الولايات المتحدة إلى إدراج قضية مرتفعات الجولان السورية في جدول أعمال مؤتمر السلام المقرر عقده في أنابوليس في السابع والعشرين من هذا الشهر. وبعثت جامعة الدول العربية برسالة إلى وزارة الخارجية الأميركية تتضمن اقتراحا بشأن إدراج هذه القضية في جدول أعمال المؤتمر ومسودة البيان الختامي. وسيؤثر رد الولايات المتحدة على هذا الاقتراح على موقف سوريا من المشاركة في المؤتمر، وكذلك مستوى مشاركتها. ويذكر أن إسرائيل احتلت مرتفعات الجولان في عام 1967.
وكان قد بدأ وزراء الخارجية العرب محادثاتهم في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة في مسعى لصياغة موقف عربي مشترك قبل أيام قليلة من مؤتمر سلام ترعاه الولايات المتحدة. وقد تعلن السعودية في اجتماع الجمعة ما اذا كانت ستحضر المؤتمر الذي سيعقد الاسبوع القادم في أنابوليس بولاية ماريلاند الامريكية والذي تأمل الولايات المتحدة أن يطلق مفاوضات لانهاء الصراع الاسرائيلي الفلسطيني الذي مضى عليه ستة عقود.
وقد تعزز مشاركة السعودية في مؤتمر انابوليس يوم 27 نوفمبر تشرين الثاني الجاري قدرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس على الوصول لاتفاق وتساعد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت على كسب تأييد الاسرائيليين لمثل هذا الاتفاق بالتلويح باحتمال سلام اوسع نطاقا مع العالم العربي. وناشد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات الدول العربية أمس الخميس أن تحضر مؤتمر سلام الشرق الاوسط في أنابوليس لكنه أقر بوجود quot;خلافات حقيقيةquot; حول وثيقة مشتركة يسعى الفلسطينيون والاسرائيليون للتوصل اليها قبل المؤتمر. وقال للصحفيين عشية اجتماع اليوم في القاهرة quot;السؤال الان ليس هو أن نذهب أو لا نذهب انما السؤال الاستراتيجي (هو) كيف نذهب كعرب. كيف يكون موقفنا مستندا الى نقطة ارتكاز تقول للجميع اننا نسعى للسلام ونريد السلام.quot; وأضاف قائلا quot;حضور العرب جميعاquot; يعطي الفلسطينيين دفعة.
وحضر اجتماع وزراء الخارجية المغلق اليوم دول مجموعة الاتصال التي فوضتها الجامعة العربية بمتابعة مبادرة السلام العربية التي اطلقت في عام 2002 بالاضافة الى وزراء من دول عربية اخرى والرئيس الفلسطيني محمود عباس. وحسب تصريحات لولي العهد السعودي الامير سلطان اذاعها التلفزيون السعودي الرسمي لم تستبعد المملكة احتمال المشاركة في مؤتمر أنابوليس. ويقول دبلوماسيون عرب وغربيون ان الرياض ربما تقرر في اللحظات الاخيرة ايفاد وزير خارجيتها لكن من المرجح بشكل أكبر ان ترسل وفدا على مستوى أقل.
ووجهت الولايات المتحدة دعوات لحضور المؤتمر الي 40 دولة بينها السعودية وسوريا اللتان لا تربطهما اي علاقات باسرائيل. وأجرى الرئيس المصري حسني مبارك يوم الخميس محادثات مع عباس والعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني لتنسيق المواقف قبل مؤتمر أنابوليس. ومصر حليف رئيسي للولايات المتحدة واحدى دولتين فقط في العالم العربي وقعتا معاهدة سلام مع اسرائيل. وعبرت القاهرة عن تأييدها لمؤتمر أنابوليس رغم تحفظات مبدئية.
ويبقى من غير الواضح المدى الذي سيذهب اليه المؤتمر في معالجة القضايا الجوهرية وهي الحدود والامن والمستوطنات ووضع القدس ومصير اللاجئين الفلسطينيين والتي استعصت على محاولات سابقة لانهاء الصراع. ويقول دبلوماسيون ان بعض الدول العربية قد لا تحضر ما لم تر تقدما كافيا تحقق في المحادثات التمهيدية بين الاسرائيليين والفلسطينيين. ويسعى المفاوضون الاسرائيليون والفلسطينيين جاهدين للتوصل الى وثيقة مشتركة قبل المؤتمر تتناول القضايا الجوهرية بشكل عام وقالت مصر ان من غير الواضح هل ستكون الوثيقة جاهزة بحلول يوم الثلاثاء.
شتاينماير يمثل بلاده في انابوليس
بدوره اعلن رسميا اليوم ان وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير نائب المستشارة سيتوجه الى انابوليس يوم الاثنين المقبل حيث سيشارك في المؤتمر. وقال بيان صادر عن الخارجية الالمانية ان شتاينماير سيشارك في المؤتمر بصفة بلاده رئيسة لمجموعة كبرى الدول الصناعية الثماني. واشار البيان الى ان مبادرة شتاينماير التي اطلقها اخيرا بشان الشرق الاوسط حظيت في بروكسل بتاييد الاتحاد الاوروبي وتتمثل في quot;تنشيط برنامج اوروبيquot; يهدف في الدرجة الاولى الى انعاش وتقوية الاقتصاد الفلسطيني. ومن المقرر ان يشارك في هذا المؤتمر الذي دعت الى اقامته وزيرة الخارجية الاميركية كونداليزا رايس كل من الفلسطينيين والاسرائيليين والدول العربية.
التعليقات