الياس توما من براغ : يعود المفاوضون الصرب والألبان بعد ظهر اليوم، إلى إجراء جولة جديدة وحاسمة بشأن الوضع النهائي لإقليم كوسوفو، وذلك فيمنتجع بادن القريب من فيينا، تستمر حتى الأربعاء القادم، وينتظر بعدها قيام الترويكا بمجموعة الاتصال الخاصة بكوسوفو بزيارة بلغراد وبرشتينا في الثالث من كانون الأول/ديسمبر القادم، بعدها ستقوم الترويكا التي تضم ممثلين عن روسيا والاتحاد الأوربي والولايات المتحدة بتقديم تقرير عن نتيجة المفاوضات إلى الأمين العام للأمم المتحدة .
وسيترأس الوفد الصربي الرئيس بوريس تاديتش ورئيس الحكومة فويسلاف كوشتونيتسا فيما سيترأس وفد ألبان كوسوفو رئيس الإقليم فاتمير سيديو ورئيس الحكومة اغيم تشيكو.
ولا تسود أي آمال مشجعة، بشأن إمكانية نجاح هذه الجولة الحاسمة بالنظر إلى تمسك الطرفين الصربي والألباني بمواقفهما المتنافرة، ففيما شددت بلغراد عشية إجراء المحادثات على موقفها القائل بمنح الإقليم حكمًا ذاتيًا موسعًا على غرار هونغ كونغ الصينية، أو جزر اولاندسكا الفنلندية، أكد ألبان كوسوفو أنهم لن يقبلوا بأي حل سوى الاستقلال، وانه في حال عدم الخروج بتسوية نتيجة هذه المفاوضات، فإنهم سيعمدون بعد العاشر من كانون الأول/ديسمبر القادم إلى إعلان استقلال الإقليم من جانب واحد لكن بالتنسيق مع الدول الغربية التي تدعم استقلالهم مثل الولايات المتحدة وبعض دول الاتحاد الأوربي .
ويشاطر ممثل روسيا في ترويكا المحادثات الخاصة بمستقبل إقليم كوسوفو الكسندر بوتسان ـ هارتشينكو المتشائمين موقفهم القائل بعدم إمكانية الخروج في الجولة الجديدة بتسوية من نوع ما كون مواقف الطرفين في المحادثات السابق لم تتغير من جهة وكون الطرفين قد رفضا أيضا الاقتراح الأخير لممثل الاتحاد الأوربي في ترويكا المفاوضات الذي يتحدث عن منح الإقليم وضعا محايدا من جهة أخرى .
و تؤكد صحف برشتينا من جانبها أن العديد من المصادر الدبلوماسية الغربية المتابعة والمطلعة على مجرى المفاوضات التي جرت حتى الآن لا تتوقع أي تقدم خلال مفاوضات اليوم وأنها ترى أن كل شيء قد انتهى،وأن الأمر سيعود من جديد إلى مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة لاتخاذ الخطوات اللاحقة .
وترى الدول الغربية ومعها ألبان كوسوفو بان انتهاء السقف الزمني الذي حدد لهذه المفاوضات من دون التوصل إلى حل وسط يجب أن يفتح المجال لفرض حل الاستقلال إما على أرضية خطة مارتي اهتساري التي تتحدث عن استقلال مشروط وتدريجي أو إعلان الألبان عن الاستقلال من جانب واحد تليه الاعترافات الدولية بهم غير أن روسيا ومعها صربيا تشددان بالمقابل على أن العاشر من كانون الأول ليس موعدا نهائيا للمفاوضات وإنما هو موعد تقديم الترويكا تقريرها إلى الأمين العام للأمم المتحدة عن نتيجة المفاوضات .
ويترافق الرفض الصربي والروسي لاعتبار العاشر من كانون الأول موعدًا نهائيًا تحذيرهما، بأن فرض حل الاستقلال من جانب واحد لن يشكل فقط خرقًا لقرارات مجلس الأمن والقانون الدولي وإنما سيشكل سابقة دولية خطرة، يمكن لها أن تؤجج الأوضاع القائمة في بعض الدول البلقانية، ولاسيما في البوسنة والهرسك ومقدونيا وفي خارج هذه المنطقة أيضًا كالأوضاع في ابخازيا واوسيتيا الجنوبية وفي الباسك...
التطورات الخاصة بإقليم كوسوفو تؤكد من جديدعلى أن ملف إعادة رسم خارطة البلقان لم يغلق بعد، وان التسرع في اتخاذ قرارات وفرض حلول يمكن له أن يعيد المنطقة البلقانية من جديد إلى دائرة الاضطراب وعدم الاستقرار.