بهية مارديني من دمشق: تترقب الأوساط السياسية السورية في دمشق قمة سورية سعودية قبيل القمة العربية المرتقبة في دمشق في آذار العام القادم، لتأتي نتيجة لإتصالات عربية قادها العاهل الأردني عبد الله الثاني في دمشق والرياض، وتدلل المصادر على أن الرئيس السوري بشار الأسد اجرى مساء الأحد اتصالاً هاتفيًا مع العاهل الأردني عبد الله الثاني، إطلع فيها على زيارة العاهل الأردني للسعودية، وتناولا خلاله مؤتمر أنابوليس للسلام في الشرق الأوسط .
وكان الملك عبد الله الثاني اجتمع وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، أمس في الرياض، وأطلع العاهل الأردني خلالها الملك السعودي على نتائج مباحثاته مع الرئيس السوري خلال زيارته لدمشق الأسبوع الماضي وما أسفر عنها من نتائج تتعلق بالتفاهم والتنسيق المشترك بعد فتور واضح في العلاقات بين سوريا والسعودية وهجوم اعلامي متبادل، كما تناولت المباحثات مؤتمر أنا بوليس والوضع في لبنان في ظل الفراغ الرئاسي الذي يعيشه اليوم والعراق ومستجدات أزمة الملف النووي الإيراني وتداعياته المحتملة.
وفي حين تتفاءل بعض الاوساط باقتراب القمة الثنائية السورية السعودية ترى اوساط سياسية أخرى، أن الامور أعقد مما يتوقع، وخاصة في ظل ما حدث مؤخرًا بين البلدين من تصريحات لمسؤولين وبيانات متبادلة .
ولكن كانت زيارة الملك الأردني المفاجئة إلى سوريا مؤشرًا على الرغبة في فتح الآفاق السياسية أمام امكانية عقد سلسلة من القمم المماثلة بين الرئيس الأسد وعدد من القادة العرب، حيث ان quot;دمشق ايضًا قررت القيام بجهود حثيثة وفعالة لتنقية الأجواء والعلاقات العربية قبيل انعقاد القمة العربية المقبلة في دمشق، كما ان التحركات السورية المرتقبة ستكون انفتاحية على جميع الدول، بهدف إخراج الوضع العربي من حالته الراهنةquot;، وخاصة بعد ما تردد عن قمة عربية خماسية اوقفتها الاجواء المتلبدة بين سوريا والسعودية، وان quot;الخلافات بين دمشق والرياض في شأن الملف اللبناني هي التي حالت دون عقد قمة خماسية في شرم الشيخ وكان من المقرر، بحسب مصادر اعلامية، quot;أن يعقد الرئيس المصري حسني مبارك قمة خماسية تضم سورية والسعودية والأردن والسلطة الفلسطينية في منتجع شرم الشيخ قبيل انابوليس في محاولة لإعادة التنسيق الثلاثي السوري المصري السعودي الذي كان سائدًا قبيل حرب تموز الأخيرة الذي كان يشكل عامل ضبط وتوازن لأبرز ملفات المنطقةquot;. وأكدت المصادر ان التطورات الاقليمية والدولية المتسارعة في المنطقة، تفرض على القادة العرب العودة إلى دبلوماسية الأجواء واللقاءات المفتوحة.