المنامة، بروكسل: سيقول وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس يوم السبت ان الشرق الاوسط يواجه تهديدا مشتركا من جانب ايران وانه ينبغي له التصرف بشكل جماعي لمواجهة الانشطة الايرانية في الخليج.
وذكر مسؤولون دفاعيون يسافرون مع جيتس ان الوزير الامريكي سيجدد التأكيد في كلمة أمام مؤتمر أمني بالبحرين على نية الولايات المتحدة الاحتفاظ بتواجد عسكري طويل الاجل في الخليج.
وتقول وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) انها تعتبر أغلب أنشطة ايران العسكرية تهديدا للولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة فضلا عن سوق النفط العالمية.
كما تتهم واشنطن ايران بتمويل وتدريب وتسليح ميليشيات شيعية في العراق. وذكر تقييم للمخابرات الامريكية في وقت سابق من الاسبوع الحالي أن طهران أوقفت برنامجها للتسلح النووي قبل نحو أربع سنوات.
وقال الاميرال وليام فالون قائد القيادة الوسطى الامريكية المسؤولة عن الانشطة العسكرية للولايات المتحدة في الشرق الاوسط quot;يمثل سلوكهم مشكلة حقا .. لدرجة أنه يزعزع استقرار المنطقة .. وهو ما يفعله .. وبالتالي فهو يصير مشكلة بالنسبة لنا.quot;
واضاف quot;كل ما فعلوه علنا يمثل مشكلة.quot;
واشار الى احتجاز بحارة بريطانيين في وقت سابق هذا العام واتهام واشنطن لطهران بتزويد مسلحين في العراق وأفغانستان بأسلحة وغيرها من أشكال الدعم.
وقال quot;هذا نوع من النشاط الذي رأيت أنه يتفق مع أو يدعم لهجتهم الخطابية وهو يمثل مشكلة.quot;
وذكر مسؤول أمريكي كبير اخر في البحرين أن جيتس سيتحدث بشأن امكانية القيام بأنشطة مشتركة بين دول في منطقة الخليج.
وأضاف المسؤول quot;احدى الامور التي تطرح باستمرار هو انذار مبكر مشترك.quot;
وتابع quot;هل هناك فرص لانذار مبكر مشترك كي نطور صورة مشتركة ودفاعا مشتركا حتى لا تكون الاشارة الاولى على أن صاروخا قد انطلق هي شخص يصيح .. انبطحوا.quot;
وتاتي تعليقات جيتس المقرر أن يدلي بها في البحرين عقب زيارة للعراق وافغانستان حيث قال قادة عسكريون أمريكيون انهم لا يزالوا يلحظون بعض الدعم الايراني للمسلحين.
ولمحت ايران الى أن قوات ميليشياتها ستكون قادرة على تعطيل ممرات شحن النفط في الخليج.
ويمر عبر مضيق هرمز 17 مليون برميل يوميا من شحنات النفط تحملها ناقلات تمثل أكثر من ثلث الشحنات البحرية العالمية.
ووصف قائد القوات البحرية الامريكية في منطقة الخليج التهديدات الايرانية بخصوص المضيق بأنها quot;للترهيبquot; وقال ان أي محاولة لاغلاق المضيق عبر نشر الغام في مياه دولية يمكن أن تعتبر عملا حربيا.
وقال القائد كيفين كوسجريف يوم الجمعة بخصوص تهديدات من جانب مسؤولين عسكريين ايرانيين باغلاق المضيق quot;انها تهدف لترهيب السوق العالمية وليس فقط دول المنطقة.. (كأنهم يقولون) انظروا الينا يمكننا الاضرار بالرخاء الذي تعيشون فيه.quot;
وتابع quot;ننوي ابقائه مفتوحا.quot;
جنرال: لا تغيير في خطط البنتاجون بعد تقرير ايران
إلى ذلك قال ضابط كبير بالجيش الامريكي يوم الجمعة ان تقديرات المخابرات الامريكية بان ايران اوقفت برنامجها للاسلحة النووية عام 2003 ليس لها تاثير على تخطيط وزارة الدفاع (البنتاجون).
وقال اللفتنانت جنرال جون ساتلر مدير وحدة التخطيط الاستراتيجي والسياسات في هيئة الاركان الامريكية المشتركة ان المسؤولين لا زالوا يدرسون تقرير تقديرات المخابرات القومية الذي صدر يوم الاثنين.
وقال ساتلر للصحفيين في البنتاجون انه لن يتحدث علنا عن اي خطط عسكرية امريكية احتياطية لكنه قال quot;ليس هناك تصحيح للمسار .. ابطاء .. تعجيل داخل هيئة الاركان المشتركة بناء على تقديرات المخابرات القومية.quot;
وتصر ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش على انها تريد حسم نزاعها مع طهران بشان برنامج ايران النووي من خلال الدبلوماسية لكنها لم تستبعد العمل العسكري.
وقال محللون ان تقديرات المخابرات التي جاءت عكس تقديرات سابقة تقلل من احتمال شن الولايات المتحدة لهجوم.
وبعد صدور التقرير قال بوش ان ايران لا تزال خطرا وستكون خطرا في المستقبل اذا امتلكت المعرفة لصنع سلاح نووي. وتقول ايران ان برنامجها النووي لا يهدف الا لتوليد الكهرباء.
وفي كنساس سيتي كرر نائب الرئيس الامريكي ديك تشيني يوم الجمعة موقف الادارة الامريكية بشان ايران.
وقال quot;نحن نتعامل مع بلد لا زال يخصب اليورانيوم ولازال راعيا للارهاب. وذلك مصدر قلق بالغ للولايات المتحدة.quot;
واضاف في تصريحات ادلى بها في المتحف القومي للحرب العالمية الاولى quot;لا يفهم الجميع خطر الانتشار النووي في ايران او في مناطق اخرى لكننا وحلفاءنا نفهم التهديد وعلينا واجب منعه.quot;
وفي البنتاجون امتنع ساتلر عن قول ما اذا كان يعتقد ان ما خلص اليه تقرير المخابرات القومية يعني ان تهديد ايران باتت اقل الان.
وقال quot;هذه مسالة استراتيجية ومسالة سياسات ونحن نناقشها. افضل الانتظار.quot;
روسيا تجدد تأييدها لمسار مزدوج في التعامل مع ايران

جددت روسيا يوم الجمعة تأييدها لانتهاج مسار مزدوج من الحوافز والضغوط من مجلس الامن الدولي بهدف احتواء برنامج ايران النووي لكنها لم توضح ان كانت تؤيد المساعي الامريكية لتشديد العقوبات على الجمهورية الاسلامية.
واجتمعت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس مع نظيرها الروسي سيرجي لافروف على هامش اجتماع لحلف شمال الاطلسي. وتسعى رايس للحصول على تأييد من أجل استصدار قرار ثالث من مجلس الامن يفرض عقوبات على ايران بعد أن خلص تقرير للمخابرات الامريكية الى أن ايران أوقفت ما قال انه برنامج للاسلحة النووية قبل أربعة أعوام.
وقالت رايس عندما سئلت بعد الاجتماع ان كانت روسيا تؤيد تشديد العقوبات ان الاجتماع quot;كان امتدادا لمحادثات أخرى أجريناها.quot;
وأضافت خلال مؤتمر صحفي quot;سنواصل عملنا من أجل (استصدار) قرار من مجلس الامن التابع للامم المتحدة. كان (الاجتماع) استكمالا لهذه المناقشة والتزاما مجددا بنهجنا المزدوج المسار.quot;
وذكر لافروف خلال مؤتمر صحفي أن موسكو تعتبر أي تحرك من مجلس الامن الدولي هو سبيل لدعم عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تحاول استيضاح طبيعة برنامج ايران النووي والتيقن من أنه للاغراض السلمية فحسب.
وقال quot;كما اتفقنا بيننا نحن الستة (روسيا والولايات المتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا) فان مجلس الامن الدولي ينبغي أن يتحرك بناء على تطورات الوضع وعلى كيفية تطور حوار ايران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.quot;
وأضاف quot;على الناحية الايجابية لاحظنا أن ايران باتت أكثر نشاطا في التعاون مع الوكالة الدولية ونأمل أن يصبح هذا التعاون شاملا.quot;
وسبق أن قالت موسكو التي أحجمت بشكل مستمر عن فرض عقوبات اقتصادية قوية ضد ايران ان أي خطط لاتخاذ اجراءات جديدة ينبغي أن تضع تقرير المخابرات الامريكية الجديد في اعتبارها.
وتعارض تقرير المخابرات الامريكية الذي صدر في وقت سابق هذا الاسبوع مع تأكيد ادارة بوش في السابق بأن ايران عازمة على بناء قنبلة نووية وهو السبب الاساسي الذي تتذرع به واشنطن لاتخاذ تحرك عاجل ضد طهران.
وذكر وزير الخارجية البلجيكي كارل دي جوشت أن وزراء الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي اتفقوا يوم الخميس على أنه لا يوجد سبب لتغيير موقفهم من التهديد بفرض عقوبات على طهران بسبب برنامجها النووي.
وفرضت بالفعل مجموعتان من العقوبات على طهران بسبب رفضها الامتثال لمطلب الامم المتحدة لها بتعليق تخصيب اليورانيوم وهي العملية التي يعتقد الغرب أن طهران تحاول اتقانها لانتاج القنابل.
وتصر ايران على أنها لا تريد الوقود الا من أجل توليد الكهرباء.
وقالت رايس انه يتعين على القوى الكبرى أيضا أن تبدأ دراسة سبل حمل ايران على الكشف عن أنشطتها النووية قبل عام 2003.
وقالت روسيا وهي واحدة من خمس دول لها حق النقض في مجلس الامن الدولي ان المخابرات الروسية لم تجد أي أدلة على أن ايران كان لديها برنامج للاسلحة النووية قبل 2003.