دعم بوتين حسم قضية الحكم بروسيا
ميدفيدوف يضع خطواته الاولى نحو عرش الكرملين
فالح الحمراني من موسكو: حسم إعلان بوتين دعمه ترشيح النائب الاول لرئيس الحكومة دمتري ميدفيدوف قضية الحكم بروسيا لما يقل عن عقد من الزمن. وبدأ ميدفيدوف خطواته الاولى نحو الكرملين باجراء المزيد من المشاروات مع الدوائر السياسية للبحث عن حلفاء اضافيين وتشكيل فريقه. وخيار بوتين لمدفيدوف كانت بمثابة quot; ضربة معلم quot; استطاع فيها ان quot; يلقم quot; بها اليمين واليسار في ان واحد ويسحب البساط من تحت اقدامهم فميدفيدوف quot; ليبرالي ذو توجه يساري quot; .. وكتب معلقو الصحف اليوم عن ان الانتخابات الرئاسية بروسيا قد انتهت قبل ان تبدأ، فيمدفيدوف المرشح الاقوى من دون منازع، ومن العبث التنازل معه، اذا لم يكن الهدف هو ابعاد هذه القوى او تلك quot; شر الموت quot; عنها والبقاء في الساحة السياسية ولو quot; على قارعة الطريق quot; او التهميش.
ودمتري اسم ليس غريب على الكرملن، فقد القصر الذي يخفي في ثناياه الكثير من الاسرار وقصص المكائد وصناعة قررات حققت النصر و باءت بالفشل، عرف العديد من شخصيات حملت اسم دمتري. وعمل دمتري الجديد فيه رئيسا لادارة الرئيس بوتين.
كيف يكون عصر دمتري الجديد، هل سيمضي وفق السيناريوهات التي يرسمها المراقبون وكانهم رجال غيب تطلعوا الى الغيوم، ام ستنقلب فجأة الموازين، ويختلف الحلفاء وتندم روسيا على خيارها؟. اسألة تظل لاجل طويل من غير اجوبة شافية، بيد ان الشائع في الدوائر الروسية quot; ان دمتري الجديد quot; كتاب مفتوح يمكن التنبؤ بصفحاته المقبلة. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين دعمه لترشيح النائب الاول لرئيس الحكومة دمتري ميدفيدوف لمنصب الرئيس في الانتخابات المقررة في 2 مارس 2008.
وبذلك فان بوتين وضع حدا للجدل والتكهنات الدائرة عن من سيكون خليفته. وينسب المراقبون ميدفيدوف الى الجناح الليبرالي في فريق الرئيس بوتين. وهو من الجيل الجديد الساسة الروس، الذين يتصفون بالبرجماتية والمواقف المرنة واعتماد السوق الحرة في الاقتصاد والانفتاح على العالم الخارجي في السياسه الخارجية وقريب جدا من الرئيس بوتين.
ويستجيب خيار ميدفيدوف كذلك لتطلعات الشرائح الاجتماعية ذات النزعة اليسارية، نظرا لتوجهاته الرامية الى تحسين الحالة المعيشية والخدمات والضمات الاجتماعة. ويعني خيار ميدفيديف ان روسيا ستحافظ على المسارات الرئيسية بنهج بوتين بما في ذلك في سياستها على الصعيدين الخارجي والداخلي. ولايستبعد المراقبون ان يطرح بوتين الى جانب ميدفيدوف مرشحين اخرين من فريقه.
في الوقت نفسه يرى مراقبون ان بوتين سيكون بعد انتهاء ولايته الشخصية النافذة في صناعة القرار السياسي الروسي.ويعني ترشيح ميدفيدوف ان السلطة بروسيا ستظل لفترة طويلة اخرى بقبضـة فريق الرئيس بوتين الذي يتكون من فريق الخبراء القادمين مع بوتين من مجموعة لينينغراد، ومن كوادر اجهزة الاستخبارات الروسية التي كان بوتين ينتمي لها.
وبخياره ميدفيدوف فان بوتين سيسلم الحكم للمجموعة الاكثر ليبيرالية في فريقه، ولكن من المتوقع ان يعلن تعينات جديدة في الحكومة من بين الشخصيات المحسوبة على اجهزة الاستخبارات ، لطمأنة قيادتها وايجاد قوة توازن ميدفيدوف لعدم المبالغة بتوجهاته الليبرالية، وضمن هذا السياق علمت السفارة ان النائب الثاني لرئيس الحكومة سيرجي ايفانوف الذي كان من المرشحين المحتملين لخلافة بوتين، سَيُعَين رئيسا للحكومة بعد الانتخابات الرئاسية او قبلها بفترة قصيرة. ومن المرتقب ان يعلن حزب quot;روسيا الموحدةquot; ترشيح ميدفيدوف، رسميا لمنصب الرئيس خلال مؤتمره في 17 ديسمبر الحالي.
بوتين يساند
وكانت اربعة احزاب قريبة من الكرملين: هي quot;روسيا الموحدةquot; وquot;روسيا العادلةquot; وquot;المزراعونquot; وquot;القوة المدنيةquot; قد بادرت لطرح النائب الاول لرئيس الوزراء دميتري ميدفيدوف مرشحا وحيدا عنها للتنافس على منصب الرئيس.وقال رئيس حزب quot;روسيا الموحدةquot; بوريس غريزلوف : ان ميدفيدوف صاحب توجه اجتماعي، وكشف عن قدرته بتطبيق المشاريع الاجتماعية والبرامج الديموغرافية والمضي تحت شعار تحسين نوعية الحياة للمواطن الروسي. واكد بوتين خلال استقباله زعماء الاحزاب الاربع quot;مساندته الكاملة لترشيح ميدفيدوف quot;.واشار بوتين الى انه quot;عرف ميدفيدوف جيدا وعمل معه بشكل وثيق على مدى اكثر من 17 عاماquot;. منوها quot;ان مبادرة الاحزاب الاربع تمنح الفرصة للقيادة الروسية لخلق الظروف الملائمة للسير بالنهج السياسي الحالي الذي تمخضت عنه، خلال السنوات الثمانية الاخيرة، نتائج ايجابيةquot;.
شئ من السيرة ذاتية
يبلغ ميدفيدوف 42 عاما، وولد مثل بوتين في مدينة لينينغراد، بطرسبورغ حاليا.ومثله مثل بوتين ايضا اكمل كلية الحقوق في جامعة لينينغراد حيث مارس بعد تخرجه، التعليم . وشغل منذ 1990 العديد من المناصب بما في ذلك مناصب رفيعة في ادارة محافظة لينيغراد حيث عمل بوتين.
واستُدعي للعمل بموسكو في 1999 بعد تعين الرئيس الراحل بوريس يلتسين بوتين رئيسا للحكومة، وبعد اربع سنوات من ذلك نقل الى ادارة الرئيس، وذلك بعد ان انتخب بوتين رئيسا لروسيا الاتحادية.وانتخب مرتين رئيسا لمجلس مدراء شركة quot;غاز برومquot; وهو المنصب الذي مازال يشغله ليومنا هذا.وبالنتيجة فقد جمع ميدفيدوف في قبضته مصادر مالية ضخمة علاوة على مصدر اعلامي كبير يتمثل بمؤسسة غاز بروم ميديا صاحبة قناة اني تي في التلفزيوني وعدد من المجلات والصحف. وترأس الحملة الانتخابية لبوتين عام 2004 واصبح رئيسا لديوان الرئيس. وعين ميدفيديف عام 2005 نائبا اولا لرئيس الحكومة وكلف بتنفيذ المشاريع الاتراتيجية ببرنامج بوتين والتي تحظى بالاولوية في مجالات الزراعة والتعليم والسكن والخدمات الصحية.
ارتياح عام
واكدت غالبية الدوائر الروسية بما في ذلك الكنيسة ومجلس المفتين الروسي والطائفة اليهودية دعمها لترشيح ميدفيدوف، وتشير ردود الفعل الاولية ان الغرب ينظر ايضا بارتياح للاعلان عن ترشيح النائب الاول لرئيس الحكومة الروسية دمتري ميدفيدوف ليكون خليفة للرئيس فلاديمير بوتين . ويقيم الغرب ميدفيدوف على انه شخصية ليبرالية، واصلاحية. والغرب كان يخشى خيار شخصية متشددة او من جهاز الاستخبارات. وقال المحلل السياسي الالماني المعروف الكسندر رار ان دمتري مدفيدوف شخصية مقبولة للغرب. معربا عن القناعة quot; ان الكثيرين هناك سيتنفسون الصعداءquot; ، منوها بان مدفيدوف هو الشخصية الاكثر قبولا في الغرب من كافة الترشيحات المطروحة.
واضافquot; اصبح واضحا الان ان شابا وليس عجوزا محال على التقاعد بل اصغر عمرا من بوتين سيترأس روسيا اي من الجيل الجديد من الساسة الروسquot;. علاوة على ذلك فان quot; الغرب يرتبط بعلاقات طيبة بميدفيدوفquot;.ومضى المحلل السياسي المهتم بالشئون الروسية بقوله: لقد اظهر بوتين انه لايعتزم المضي بركب القوى المحافظة التي تنهض لعزل روسيا. واعتبر التوصية بترشيح مدفيدوف اشارة للدوائر الديمقراطية والبزنس. وتوقع بان الاقتصاد الروسي في عهد ميدفيدوف سيقوم على مبادئ الانفتاح . واعرب عن القناعة بان مجتمع روسيا سيساند مدفيدوف، وانه سيخوض بمساعدة الحزب حملة انتخابية ناجحة.
التعليقات