باريس: قالت الحكومة الفرنسية الخميس انها حصلت على ضمانات من الزعيم الليبي معمر القذافي بشأن حقوق الانسان في بلاده لكن التصريحات فشلت في تهدئة الجدل واسع النطاق بشأن زيارته المطولة لفرنسا. ويقوم القذافي بأول زيارة لفرنسا منذ 34 عاما واصطحب معه خيمته البدوية التي نصبها في حديقة مقر الضيافة الرئاسي ومدد اقامته لاكثر من ستة ايام.

واتهم زعماء المعارضة بل وبعض مسؤولي الحكومة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بغض الطرف عن انتهاكات حقوق الانسان في ليبيا اثناء تسرعه لابرام صفقات تجارية مع الدولة العربية الافريقية الغنية بالطاقة. وبعد ان اعلنت وزيرة بالحكومة الفرنسية منذ ايام عن شعورها بالقلق عادت لتنزع فتيل الجدل قائلة ان المحادثات مع القذافي اسفرت عن نتائج بشأن حقوق الانسان.

وقالت راما يادي وزيرة الدولة لحقوق الانسان امام مجلس الشيوخ quot; ظل الرئيس يضغط بشكل متواصل ونجح في الحصول على ضمانات من الزعيم الليبي بشأن هذه المسألة.quot; ولم تحدد الضمانات التي حصلت عليها بلادها.

واثارت يادي الجدل الاثنين عندما قالت ان فرنسا ليست quot;ممسحة اقدامquot; يمكن للقذافي ان يمسح بها دماء جرائمه وانه اذا كانت باريس قد ابرمت صفقات تجاريه معه فانه يتعين عليها ان تطلب ضمانات بشأن الحقوق في بلاده. وقال مصدر رئاسي فرنسي في محاولة لتهدئة الغضب ان ساركوزي طلب من القذافي يوم الاربعاء ان يندد بتفجيرات الجزائر التي وقعت في وقت سابق من الاسبوع وقتل فيها عشرات الاشخاص. وندد القذافي بالقاعدة التي أعلنت المسؤولية عن هجوم الجزائر.

وقالت صحيفة لو باريزيان ان اقامة القذافي لمدة اسبوع في فرنسا اصبحت quot;كابوساquot; لساركوزي الذي وعد بأن يضع حقوق الانسان في مقدمة اولوياته عندما تولى السلطة في مايو ايار.

وكانت فرنسا اول دولة غربية توجه الدعوة الى القذافي للقيام بزيارة رسمية منذ ان تخلى عن برنامج الاسلحة النووية ودعم الارهاب في عام 2003. وقال ساركوزي وهو يحاول تبرير الزيارة انها تمخضت عن عقود قيمتها عشرة مليارات يورو (14.7 مليار دولار) للشركات الفرنسية.

ويقول منتقدون انه تم الاتفاق على الكثير من هذه العقود منذ عدة اشهر وان قصر الاليزيه اعترف يوم الخميس بأنه مازال بامكان الولايات المتحدة عرقلة أكبر عقد وهو بيع 14 طائرة مقاتلة من طراز رافال من خلال فرض عقوبات على الشركات لقيامها بتقديم المكونات الحديثة التي تستخدم في الطائرات لاطراف ثالثة مثل ليبيا.