موسى قلعة (أفغانستان): أكد سكان بلدة موسى قلعة جنوبي غربي أفغانستان وقوع العديد من الإصابات بين المدنيين فيها، وذلك بعد الهجوم الذي شنته قوات حلف شمال الأطلسي والقوات الأفغانية قبل أيام لاستعادة السيطرة عليها من مسلحي طالبان.

وعلم أن الجيش الأفغاني يحاول إحكام سيطرته عليها رغم تعرضها لإطلاق صواريخ من قبل مسلحي طالبان كل يوم منذ طردهم منها. وسقطت البلدة في يد القوات البريطانية والأميركية في أوائل الأسبوع.

وقال وائل محمود أحد سكان المدينة إنه رأى جثث 15 من النساء والأطفال ملقاة في الشوارع. وكانت السلطات الأفغانية قد أعلنت أن عدد الإصابات بين المدنيين كانت أقل بكثير، فيما يقول مسؤولون بريطانيون إن طفلين قتلا في المعارك التي دارت في المدينة.

وقال بيان لوزارة الدفاع البريطانية quot;إن الإصابات المدنية الوحيدة التي سمعنا بها حدثت حين أمرت طالبان أسرة بمغادرة المبنى الذي كانت تتواجد فيه، والتوجه نحو قوات إيساف quot;قوات الأمن الدولية المساعدةquot;.

وأضاف البيان أن قوات إيساف اتبعت التوجيهات الصحيحة، فأطلقت النار على سيارة الأسرة اعتقادا منها أنها لشخص يريد تفجير نفسه، مما أدى إلى مقتل طفلين كانا في مؤخرة السيارة فلم ترهم قوات إيسافquot;.

قلق رغم الوعود

وكان بعض أهالي المدينة الذين فروا منها أثناء القتال قد بدأوا بالعودة، إلا أن جميع محالها تقريبا لا تزال مغلقة، فيما تظهر عليها آثار القصف الذي نجح في طرد مسلحي طالبان منها. كما أن كثيرين لا يزالون مترددين في العودة خوفا من رحيل الجيش عنها، واندلاع القتال فيها ثانية، وعودة طالبان لحكمها.

وعود بإعادة البناء

ووعد الجيش الأفغاني المنتشي بالنصر الذي حققه باستعادة إلمدينة من طالبان بأن يصمد فيها هذه المرة، وأن يقوم بإعادة بناء المنشآت التي دمرها القتال في المدينة. والمدينة الفقيرة بشوارعها المتربة تعتبر مركزا لتجارة الأفيون في أفغانستان.

ووعد الجنرال الغوري الذي كان يسير عبر ركام المباني الحكومية التي دمرها مسلحو طالبان في آخر مرة استولوا فيها على المدينة فتيانا محليين بإعادة بناء هذه المباني. وخدم الجنرال الغوري كضابط في الجيش الأفغاني أيام كان مواليا للإتحاد السوفييتي.

ووعد الغوري أيضا بإعادة بناء المسجد المجاور الذي دمره القصف الجوي الأجنبي الذي استهدف مسلحي طالبان في كانون الثاني/يناير عام 2006. كما تقدم بهذا العرض أيضا البريطانيون الذي قالوا إنهم على استعداد لبناء مسجد ومدارس وعيادة طبية.

إلا أن هذا العرض قوبل بغضب شديد من حبيب الله مير أحد سكان البلدة. ويقول مير quot;لا تبنوا مدارس، لا تبنوا مسجدا، اجلبوا لنا الأمن. لا تعطينا شيئا. فقط لا تطردونا من منازلنا، حررونا من القصف، من هذا البؤس وهذا الألم. اجلبوا لنا الأمن، والشعب معكمquot;.

ويقول الفتى أخطر محمد (11 عاما) الذي بقي في المدينة أثناء القتال إن عددا من أفراد عائلته قد قتلوا، وإن جثثهم لا تزال تحت الركام. لكن وزارة الدفاع تقول quot;إن العملية خططت بحيث تحد من الإصابات بين المدنيين، وإنها كانت تهدف لكسب السكان المحليين إلى جانبنا، وهذا ما لم نكن لنحصل عليه لو سوينا بيوتهم بالأرضquot;.

ويعتقد الأفغان بأن القوات الدولية كغيرها من القوات التي غزت البلاد قبل ذلك سترحل عنها يوما ما مخلفة دولة ضعيفة محاصرة تحارب وحدها. وكما يقول مير quot; ستبقون هنا خمسة أيام فقط، وبعدها ستأتي طالبان وتقطع رؤوسناquot;.